stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يحذر الشباب من السلبية ويحثهم على الشغف والسير إلى الأمام في الجماعة

1.1kviews

23 مارس 2019

الحماس الذي يميز مرحلة الشباب والتعامل مع أمور الحياة من خلال التفكير والمشاعر والعمل، إلى جانب الصلاة والشغف والحوار والوحدة في الجماعة، كان هذا أهم ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم في إجابته على أسئلة طلاب مدرسة أبرشية من شمال إيطاليا استقبلهم في قاعة بولس السادس.

استقبل قداسة البابا فرنسيس في قاعة بولس السادس اليوم السبت عددا كبيرا من طلاب مدرسة بارباريغو التابعة لأبرشية بادوفا في شمال إيطاليا، وأجاب قداسته على أسئلة بعض الطلاب. وكان السؤال الأول لفتاة تحدثت عن أنها كان عليها خلال الأشهر الأخيرة اتخاذ قرار هام حول اختيار المدرسة الثانوية التي تريد الالتحاق بها، وأشارت إلى ما تمَلكها من خوف وأيضا إلى مرافقة الوالدَين والمعلمين لها، وطلبت الفتاة من الأب الأقدس مساعدة الشباب على فهم مَن يمكنهم أن يثقوا فيه. وفي إجابته أكد البابا فرنسيس أن المرجع الأول يجب على الشباب أن يجدوه في ذواتهم، في ضمائرهم، وفي ذلك الحماس المميز لهذه المرحلة من العمر والذي لا يمكن للشباب أن يتخذوا قرارات بدونه. وتابع البابا أن هذا الحماس يعني التحلي بالرجاء إلى جانب القدرة على المخاطرة أيضا وقبول احتمال الخطأ. وحذر الأب الأقدس في إجابته الشباب من السلبية، وذكّر بأن هذا خطر حذر منه في أكثر من مناسبة، خطر شبان “متقاعدين”، سلبيين، يتفرجون على مرور التاريخ، بينما يجب أن يكون التاريخ من يتابع مرور الشباب حسب ما أضاف قداسته. الشباب كمرحلة من العمر هو بالأحرى جهد مثابر لبلوغ أهداف هامة، وعلى الشبان التطلع إلى الأهداف وبلوغها، وللسير قدما يجب بذل الجهود. المرجع الأول بالتالي يجده الشباب في ذواتهم، كرر البابا فرنسيس في إجابته، ثم توقف عند أهمية الحوار مع الآخرين، مع الوالدين والرعاة، الأخوة والأصدقاء، لأن الحياة هي حوار مستمر. وهذا ما يحدث في المجتمع، واصل قداسة البابا قائلا للشباب إنهم ليسوا بمفردهم في المجتمع بل هم في جماعة، جماعة هي العائلة أو المدينة أو الأمة، وتحدث بالتالي عن المعنى الجماعي للسير إلى الأمام. ثم واصل قداسته في إجابته على سؤال الفتاة متحدثا عن الثقة في الوالدَين، فهما يقدمان، في حال وجود حوار داخل العائلة، خبرة حياتية. ثم أضاف أن هذا ينطبق بشكل أكبر على الأجداد الذين يشكلون الجذور، وبدون جذور ما من نمو أو زهور أو ثمار. ودعا البابا فرنسيس الشباب بالتالي إلى طلب النصح من الأجداد الذين لديهم حكمة الحياة، هذا بالطبع إلى جانب الحوار مع الوالدين الأصدقاء والمنشئين والمعلمين.

السؤال الثاني الذي أجاب عليه البابا فرنسيس خلال لقائه طلاب مدرسة أبرشية بادوفا كان لصبي ذكّر بأن نشاط المدرسة يتضمن، إلى جانب الدراسة، التأمل في مواضيع حياتية هامة مثل الحقيقة والعدالة والجمال، وأيضا المشاركة في مبادرات توفر فرصة اختبار وضع الذات في خدمة الآخرين. وسأل باسم الطلاب كيف كانت تنشئة البابا فرنسيس حين كان في سنهم. وفي إجابته أشاد الاب الأقدس بهذا النموذج التربوي للمدرسة، لأن التربية هي بالأحرى التعامل مع مشاكل الحياة وأيضا مع جمالها. وتوقف قداسته في هذا السياق عند مواضيع هامة مثل ثقافة الحياة في مواجهة ما يعيش عالمنا حاليا من ثقافة موت وصمت ولامبالاة. أشاد قداسته أيضا بمبادرات المدرسة التي تحدث عنها الطالب مثل تنظيم غداء للمحتاجين في زمن المجيء، وقال البابا فرنسيس إن هذا أيضا اقتراب من مشكلة محددة وهي الجوع الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص، وتحدث بالتالي عن المعاناة بشكل عام وتوقف عند الحروب على سبيل المثال. وأكد البابا من جهة أخرى أن التعامل مع الحياة يعني التفكير والشعور والفعل، ووصف هذه بثلاث لغات يجب استخدامها في تناغم. وفي إجابته عاد الأب الأقدس إلى طفولته وصباه، فقال إن والده دعاه إلى العمل خلال العطلة الصيفية بعد إنهاء سنوات الدراسة السبع الأولى، أي حين كان في الثانية عشرة من العمر، وقبل الالتحاق بالمدرسة الفنية ليصبح كيميائيا، وأكد قداسته فائدة خبرة العمل هذه. ثم توقف عند المرحلة الدراسية التالية وصولا إلى العام التاسع عشر من العمر فتحدث عن ورديات الدراسة النظرية والتطبيقية المتعددة، إلى جانب العمل والتوجه مع الأصدقاء في الرعية لزيارة المرضى، كما وكان هناك الجانب الترفيهي أيضا. وشدد قداسته في المقام الأول على أهمية خبرة العمل.

أما السؤال الثالث والأخير فكان لصبي آخر طلب من قداسة البابا النصح للاستعداد بمسؤولية لمواجهة الغد والتعرف على حلم الله له. وكانت النصيحة الأولى التي قدمها البابا فرنسيس هي عمل أول ما يطلبه الله، الصلاة، ولكن الصلاة بالقلب والحوار مع الرب، وشدد قداسته على أهمية الصلاة قبل اتخاذ القرارات. ثم توقف عند ما وصفه بالواجب الهام الذي يكلف الله به الشباب لمواجهة تحديات اليوم، وقال قداسته إن الشبان يستعدون للمستقبل، ودعاهم إلى أن تنطلق رغباتهم في ممارسة مهنةٍ ما لا من الاستفادة الشخصية، بل من خدمة الآخرين بشكل أفضل، وقال إنه من الضروري أن يعتبروا عملهم المستقبلي خدمة للمجتمع. وذكّر مجددا بأن الاختيارات الجيدة تتم باللغات الثلاث التي تحدث عنها من قبل: التفكير والشعور والفعل، أي بالعقل والقلب واليد. وتابع قداسته محذرا من الخوف من الوحدة لدى اتخاذ القرارات لأنه لا يمكن لأحد أن يتخذ القرارات لشخص آخر. وللتعرف على حلم الله لنا، حسب ما سأل الصبي، علينا الصلاة، قال البابا فرنسيس، وحث الشباب على عدم فقدان الشغف.

ثم ختم قداسة البابا حديثه إلى طلاب مدرسة بارباريغو، التابعة لأبرشية بادوفا في شمال إيطاليا، شاكرا إياهم على أسئلتهم، ودعاهم إلى السير إلى الأمام متحدين، مع العائلة والأصدقاء، المدرسة والجماعة. حثهم أيضا على الصلاة وحذرهم من التقاعد قبل الأوان، ثم دعاهم إلى الصلاة معا إلى العذراء كي ترافقنا في مسيرة الحياة هذه.

نقلا عن الفاتيكان نيوز