البابا فرنسيس يشارك في تقديم كتاب “كتابات الأب ميغيل أنخيل فيوريتو”
14 ديسمبر 2019
نقلا عن الفاتيكان نيوز
المعلم فيوريتو، حسب ما كان يسميه تلاميذه في الرهبنة اليسوعية ومن بينهم البابا فرنسيس، شخصيته وفكره وتأثيره، هذا ما توقف عنده البابا فرنسيس مساء الجمعة خلال تقديمه في المقر العام للرهبنة اليسوعية كتابا بعنوان “كتابات الأب ميغيل أنخيل فيوريتو”.
قام قداسة البابا فرنسيس مساء الجمعة 13 كانون الأول في المقر العام للرهبنة اليسوعية في روما، وتزامنا مع الذكرى السنوية الخمسين لسيامته الكهنوتية، بتقديم كتاب “كتابات الأب ميغيل أنخيل فيوريتو” الصادر عن المجلة اليسوعية “شيفيلتا كاتوليكا” (الحضارة الكاثوليكية)، والذي يجمع فيه الأب خوسيه لويس نارفاجا كتابات الأب اليسوعي الأرجنتيني فيوريتو الذي توفي سنة 2005 وكان معلما لأجيال من اليسوعيين في أمريكا اللاتينية وخاصة في الأرجنتين وأوروغواي ومن بينهم البابا فرنسيس. أشاد الأب الأقدس في بداية كلمته مساء أمس بحديث مُعد الكتاب عن الأب ميغيل أنخيل فيوريتو، والذي كان يُعرف بالمعلم فيوريتو حسب ما ذكر الأب الأقدس، باعتباره معلم حوار، وقال البابا إن الأب فيوريتو كان يتحدث قليلا إلا أنه كان يتمتع بقدرة على الإصغاء، إصغاء قادر على التمييز ما يشكل أحد ركائز الحوار.
وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن المعلم فيوريتو فقال إنه كان يبحث دائما عن علامات الأزمنة منتبها إلى ما يقول الروح القدس للكنيسة من أجل خير البشر، كما أنه كان يعلق على نصوص وكتب تجيب على مخاوف وتساؤلات عميقة وتحفز اقتراحات جديدة إبداعية. وتابع الأب الأقدس أن المعلم فيوريتو كان يعلِّم تلاميذه، ومن بينهم البابا، روحانية القديس اغناطيوس، وهو مَن علَّمنا درب التمييز حسب ما تابع الأب الأقدس. أكد البابا فرنسيس بعد ذلك أن تقديمه لهذا الكتاب في المقر العام للرهبنة اليسوعية يشكل بالنسبة له أسلوبا للتعبير عن الامتنان على كل ما أعطته وما فعلت من أجله الرهبنة اليسوعية، وأضاف أن شخصية الأب فيوريتو تحتوي في داخلها آباء يسوعيين آخرين كانوا بالنسبة له معلمين.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن علاقته بالأب فيوريتو وما تعلَّم منه متوقفا عند أهم المراحل، كما وأشار إلى أهم صفات شخصية المعلم مثل احترام التلاميذ وتحليه بالصبر وعدم إصدار أحكام. ذكّر البابا فرنسيس من جهة أخرى، وحسب ما سبق له وقال في المقدمة التي كتبها لهذا الإصدار، بما كان لدى الأب فيوريتو من حس خاص إزاء عمل الشرير قادر على كشفه، وباهتمامه بشكل خاص بالرياضات الروحية إلى جانب قدرته على تكوين مدرسة انطلاقا من فكره، فما يميز مدرسة هو كون الفكر مشتركا ويمكن للتلاميذ تطويره انطلاقا من روح المعلم بحرية وإبداع.
وفي ختام كلمته خلال تقديم كتاب “كتابات الأب ميغيل أنخيل فيوريتو” الصادر عن المجلة اليسوعية “شيفيلتا كاتوليكا” (الحضارة الكاثوليكية) الذي يجمع كتابات الأب اليسوعي فيوريتو الذي كان أيضا معلم البابا فرنسيس، تحدث قداسة البابا عما وصفها بصورة ملائمة للأب فيوريتو، ألا وهي صورة الشجرة في المزمور الأول، أي الشجرة المغروسة على مجاري المياه تؤتي ثمرها، فكما هذه الشجرة نجح المعلم فيوريتو في غرفته الصغيرة في معهد سان خوسيه في سان ميغيل الأرجنتينية في أن يمد له جذورا، فأعطى الثمار والزهور في قلوب تلاميذ مدرسة الرياضات الروحية.