stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يصلّي من أجل العائلات التي تعيش الحجر الصحّي مع أبنائها في البيت

595views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

21 مارس 2020 

في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا البابا فرنسيس يصلّي من أجل العائلات ويحث المؤمنين على الصلاة بتواضع وبدون أن ندّعي بأننا أبرار

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نيّة العائلات وقال أريد اليوم أن أذكر جميع العائلات التي لا يمكنها أن تخرج من بيتها، وربما أفقها الوحيد هو الشرفة، وفي الداخل نجد العائلة مع الأطفال والشباب والوالدين. نصلّي لكي يجدوا الأسلوب الجيّد في التواصل وبناء علاقات المحبّة في العائلة ويتغلّبوا على أحزان هذا الزمن معًا في العائلة. نصلّي أيضًا من أجل سلام العائلات في هذه الازمة ومن أجل الإبداع.

وإذ توقّف في عظته عند القراءات التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من سفر النبي هوشع ومن إنجيل القديس لوقا الذي يخبرنا مثل الفريسي والعشار حثّ الأب الأقدس المؤمنين على العودة إلى الصلاة، الصلاة المتواضعة بدون ادِّعاء من يعتبر نفسه أكثر برارة وصلاحًا من الآخرين، وقال إن كلمة الله التي سمعناها أمس: “عُد إلى البيت” تجد اليوم جوابها في سفر النبي هوشع أيضًا: “هَلُمُّوا نَرجِعُ الى الرَّبّ”. إنه الجواب… فعندما تلمس الدعوة “عد إلى البيت” القلب، يأتي الجواب: “هَلُمُّوا نَرجِعُ الى الرَّبّ، لِأَنَّه يَفترسُ ويَشْفي، يجرَحُ ويَعصِب، يُحْينا بَعدَ يَومَين، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا؛ فنَحْيا أَمامَهُ، ونَعلَمُ ونَتَّبِعُ الرَّبّ لِنَعرِفَه. قَد أُعِدَّ خُروجُهُ كالفَجْر”. وتكون ثقتنا بالرب أكيدة: “فَسَيَفِدُ كالمَطَرِ إليناِ كالوَليِّ والوسميِّ على الأَرْض”؛ وبهذه الثقة يبدأ الشعب المسيرة ليعود إلى الرب. الصلاة هي إحدى الطرق والأساليب لكي نجد الرب، نرفع إليه صلاتنا ونعود إليه.

تابع الأب الأقدس يقول يعلّمنا يسوع في الإنجيل كيف نصّلي. نجد رجلين أحدهما مُتكبّر ومُدَّعٍ يذهب ليصلّي ولكي يقول إنّه صالح كمن يقول للرب: “أنظر كم أن صالح، فإن كنت بحاجة لشيء ما قل لي وسأحلُّ المشكلة”، بهذه الطريقة يتوجّه إلى الله. إنّه الإدِّعاء. ربما كان يفعل كل ما تفترضه الشريعة وهذا ما يقوله في صلاته: “إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني… أنا صالح”. يذكرنا هذا المثل برجلين آخرين أولاً بالابن الأكبر في مثل الابن الشاطر عندما ذهب إلى أبيه وقال له: “ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمراً قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي. ولمَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المُسَمَّن!”، والآخر هو الرجل الغني في مثل الغني ولعازر الذي سمعناه منذ بضعة أيام، لقد كان رجل غنيًّا، لا اسم له ولكنّه غنيّ ولم يكن يكترث لبؤس وفقر الآخرين. هؤلاء الأشخاص قد وضعوا ثقتهم بذواتهم أو في المال أو في السلطة…

أضاف الحبر الأعظم يقول من ثَمَّ هناك العشار الذي وَقَفَ بَعيدًا لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَهُ ويقول: “الَّلهُمَّ، ارْحَمْني، أَنا الخاطئ!”، هو ذكّرنا بالابن الشاطر الذي رَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلك لِأَن أُدْعى لَكَ ابناً، فاجعَلني كأَحَدِ أُجَرائِكَ. إنّه التواضع ويذكرنا أيضًا بالفقير لعازر الذي كان مُلقى عند باب الغني وكان يعيش فقره إزاء ادِّعاء ذلك الغني. نجد على الدوام في الإنجيل هذا الدمج بين الأشخاص. وفي هذه الحالة يعلّمنا الرب كيف نصلّي وكيف نقترب وعلينا أن نقترب من الرب: بتواضع. نجد صورة جميلةً في النشيد الليتورجي الخاص بعيد القديس يوحنا المعمدان ويقول إن الشعب كان الشعب يقترب من نهر الأردنّ لينال العماد “عاري النفس وحافي القدمين” وبالتالي علينا أن نصلّي ونفسنا عارية أي بدون أي قناع أو زينة، وبدون أن تُلبس نفسها فضائلها. إن الله وكما قرأنا في بداية الذبيحة الإلهيّة، يغفر جميع الخطايا ولكن يجب عليَّ أن أُظهر له جميع خطاياي وأن أقف أمامه بعريي. لذلك علينا أن نصلي هكذا بقلب عارٍ بدون أن نخفي شيئًا وبدون أن نضع ثقتنا حتى في كل ما تعلّمناه حول أسلوب الصلاة… ونصلّي وجهًا لوجه بنفس عارية. هذا ما يعلمنا الرب إياه.

لكن، تابع البابا فرنسيس يقول، عندما نذهب إلى الرب واثقين من ذواتنا نقع في خطيئة الادعاء الذي وقع فيها الفريسي والابن الأكبر والغني لأنّ ضمانتنا ستكون في مكان آخر لكن هذه ليست الدرب؛ الدرب هي التواضع والحقيقة، والوحيد الذي كان قد فهم الحقيقة في هذا المثل هو العشار، فهم أنَّ الله هو الله أما هو فإنسان خاطئ وهذه هي الحقيقة. لكن لا يجب أن أقول إنني خاطئ باللسان فقط وإنما في قلبي أيضًا، يجب أن اشعر بأنني خاطئ. لا ننسينَّ أبدًا ما يعلّمنا إياه الرب: أن نبرّر أنفُسنا هو كبرياء وغرور وعجب بالنفس لأننا هكذا نخفي حقيقتنا لنظهر بما لسنا عليه ويبقى البؤس والخطيئة في داخلنا. لقد كان الفريسيُّ يبرّر ذاته، وبالتالي علينا أن نعترف بخطايانا بدون أن نبرّرها وبدون أن نقول: “فعلتُ كذا ولكنها ليست غلطتي لأنّه كذا وكذا…” علينا أن نقف أمام الرب بنفس عارية.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليعلّمنا الرب أن نفهم هذا الأمر وهذا الموقف لكي نبدأ بالصلاة؛ لأننا عندما نبدأ صلاتنا بتبريراتنا وبضماناتنا فهي ليست صلاة ستكون كمن يتحدّث مع المرآة؛ ولكن إن بدأنا صلاتنا بالحقيقة كما هي: “يا رب أنا خاطئ”، “يا رب أنا خاطئة”، فستكون هذه خطوة جيّدة نحو الأمام لنسمح للرب بأن ينظر إلينا. ليعلّمنا يسوع إذًا هذه الأمور.

وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين اليوم أيضًا ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: أسجد عند قدميك يا يسوعي وأقدم لك توبة قلبي النادم الذي يغرق في ضعفه وفي حضورك المقدّس. أعبدك في سرِّ محبّتك وأرغب في قبولك في المسكن الفقير الذي يقدّمه لك قلبي. وفيما أنتظر سعادة المناولة الأسرارية، أريد ان أمتلكك بالروح. تعال إلي يا يسوعي واجعلني آتي إليك، وليشعل حبّك كياني. أنا أؤمن بك وأرجو بك وأحبّك.