stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يلتقي الشباب في كاتدرائية القديسة مريم في طوكيو

868views

25 نوفمبر 2019

نقلا عن الفاتيكان نيوز

التقى قداسة البابا فرنسيس الشباب صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي في كاتدرائية القديسة مريم في طوكيو، ووجه كلمة للمناسبة استهلها شاكرا الجميع على حضورهم وعلى الشهادات التي تخللت اللقاء وقال يتطلّب الأمر شجاعة كبيرة لتقاسم ما نحمله في القلب.

خلال لقائه الشباب في كاتدرائية القديسة مريم في طوكيو، قال البابا فرنسيس عندما أنظر إليكم أستطيع أن أرى التنوع الثقافي والديني للشباب العائشين في اليابان وشيئًا من الجمال الذي يقدّمه جيلكم للمستقبل، وأشار إلى أن هذا اللقاء هو عيد لأننا نقول إن ثقافة اللقاء ممكنة. وتابع البابا فرنسيس أن الأسئلة التي وجهوها قد أثرت فيه لافتًا إلى أنها تعكس خبراتهم الملموسة، وأيضًا الآمال والأحلام. وتوقف بداية عند الشهادة التي قدّمها الشاب ليوناردو متحدثا عن التنمّر الذي تعرض له، وقال الأب الأقدس إن أقسى ما في التنمّر في المدارس هو أنه يجرح روحنا وتقديرنا لذاتنا، في الوقت الذي نحتاج فيه كثيرا إلى القوة لمواجهة تحديات جديدة في الحياة. وتابع كلمته إلى الشباب مشددا على ضرورة الاتحاد معا ضد ثقافة التنمّر وتعلّم أن نقول: كفى! وأضاف أنه ليس بكافٍ أن تستخدم المؤسسات التربوية أو البالغون كل الوسائل التي في متناولهم للوقاية من هذه المأساة، بل هو ضروري أيضًا أن يتحد الشباب معا ليقولوا: لا للتنمّر! وتابع البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه الشباب قائلا إن الخوف هو دائمًا عدوّ الخير، ولذا فهو عدو المحبة والسلام. وذكّر بأن يسوع قال دائما لتلاميذه: لا تخافوا! وتابع البابا فرنسيس قائلا لماذا؟ لأنه إن أحببنا الله وإخوتنا، فالمحبة تنفي الخوف (راجع 1 يوحنا 4، 18). وأضاف البابا فرنسيس قائلا إن العالم بحاجة إليك، لا تنسى ذلك أبدًا. إن الرب بحاجة إليك لكي تعطي الشجاعة لكثيرين يطلبون اليوم يدًا تساعدهم على النهوض مجددا. وأشار من ثم إلى أن ذلك يتطلب تعلّم وتنمية صفة هامة جدا، هي القدرة على تخصيص وقت للآخرين، الإصغاء إليهم وفهمهم. وهكذا فقط نفتح قصصنا وجراحنا على محبة قادرة على أن تحوّلنا ونبدأ بتغيير العالم من حولنا. ودعا البابا فرنسيس أيضًا إلى تخصيص وقت للعائلة والأصدقاء، وأيضًا لله من خلال الصلاة والتأمل.

تابع البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه الشباب في كاتدرائية القديسة مريم في طوكيو متوقفا عند ما قالته الشابة ميكي في شهادتها متسائلة كيف يستطيع الشباب أن يفسحوا المجال لله في مجتمع يركّز فقط على أن يكون تنافسيا وانتاجيًا، وقال: كم من الأشخاص في العالم هم أغنياء ماديًا ولكنهم يعيشون في وحدة. أفكّر في الوحدة التي يعيشها أشخاص كثيرون، شباب وبالغون، في مجتمعات مزدهرة. وذكّر الأب الأقدس بما قالته الأم تريزا التي كانت تعمل بين أفقر الفقراء: إن الوحدة والشعور بأننا غير محبوبين هما الفقر الأكثر فظاعة. وأشار من ثم إلى أن مكافحة هذا الفقر الروحي هي مهمةٌ مدعوون إليها جميعا، وتوجه إلى الشباب قائلا إن لديهم دورًا أساسيًا للقيام به، لأن ذلك يتطلب تغييرا كبيرا في أولوياتنا وخياراتنا. وأضاف يقول إن الأشياء هي مهمة غير أن الأشخاص لا غنى عنهم. وذكّر أيضًا بما جاء في سفر يشوع بن سيراخ (6، 14) “الصديق الأمينُ ملجأٌ حصين ومَن وجدهُ وجدَ كنزًا”. وتابع البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه الشباب قائلا اشهدوا أن الصداقة الاجتماعية، الصداقة بينكم، هي ممكنة! الرجاء في مستقبل مرتكز إلى ثقافة اللقاء والاستقبال والأخوّة والاحترام إزاء كرامة كل شخص، ولاسيما إزاء الأشد حاجة إلى المحبة. وأضاف أنه للبقاء أحياء بالمعنى الكامل للكلمة، ينبغي أيضًا أن نتعلّم التنفس روحيا من خلال الصلاة والتأمل، في حركة داخلية نستطيع من خلالها الإصغاء إلى الله الذي يكلمنا في أعماق قلبنا. ونحن بحاجة أيضًا إلى حركة خارجية نتقرب من خلالها من الآخرين عبر أعمال محبة وخدمة.

هذا وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا عند شهادة الشابة ماساكو التي تحدثت عن هذه الأمور انطلاقًا من خبرتها كطالبة ومعلّمة وتساءلت عن كيفية مساعدة الشباب على إدراك قيمتهم، وأشار الأب الأقدس إلى أنه كي نكون سعداء، علينا أن نطلب المساعدة من الآخرين. الخروج من ذواتنا والانطلاق نحو الآخرين، لاسيما الأكثر عوزا. وأضاف الأب الأقدس داعيًا الشباب إلى مدّ أذرع الصداقة واستقبال أولئك الذين يأتون، غالبًا بعد معاناة كثيرة، بحثًا عن ملجأ في بلادهم، مشيرا إلى حضور مجموعة صغيرة من اللاجئين في هذا اللقاء. وفي ختام كلمته خلال لقائه الشباب صباح اليوم الاثنين في كاتدرائية القديسة مريم في طوكيو، شكر البابا فرنسيس الشباب على انتباههم وعلى الوقت الذي خصصوه له ومقاسمتهم القليل من حياتهم، وقال إن اليابان بحاجة إليكم، أسخياء وسعداء ومتحمسين، قادرين على بناء بيت للجميع.