stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يلتقي المشاركين في لقاء يتمحور حول “فرح الإنجيل”

701views

30 نوفمبر 2019

نقلا عن الفاتيكان نيوز

فرح الإنجيل المنطلق من لقاء يسوع والذي يولد رغبة تلقائية في إعلانه، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس خلال استقباله قبل ظهر اليوم المشاركين في لقاء ينظمه المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل.

كنيسة في خروج: استقبال وآفاق الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”، هذا هو محور لقاء ينظمه المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل. وقد استقبل قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت المشاركين في هذا اللقاء موجها في بداية حديثه الشكر إليهم وإلى المطران رينو فيزيكيلا رئيس المجلس. ثم تحدث الأب الأقدس عن أن فرح الإنجيل ينطلق من لقاء يسوع، فحين نلقاه تغمرنا محبة هو وحده القادر عليها، و”عندما نسمح لله بأن يقودنا إلى ما أبعد من ذواتنا” تتبدل حياتنا و”نبلغ كياننا الأكثر حقيقة. هنا يوجد ينبوع عمل التبشير بالإنجيل” (راجع “فرح الإنجيل” 8). وتابع قداسته أن هكذا تنطلق لدينا بشكل تلقائي الحاجة إلى إعلان يسوع، فهكذا بدأت الكرازة حين التقت مريم المجدلية يسوع القائم الحي فبشرت التلاميذ، وبعد أن كانت بالقرب من القبر بقلب يملؤه الحزن والخوف من المستقبل تحولت دموعها إلى فرح ووحدتها إلى عزاء حين وجدت أن محبة يسوع لا تخذل أبدا ولا تهجر حتى أمام الموت، حسب ما تابع البابا فرنسيس مضيفا “لا يمكن أن نعالج حزننا اللامتناهي إلا بحب لا متناهٍ” (“فرح الإنجيل” 265).

ثم تحدث الأب الأقدس عن أن خبرة كثيرين في أيامنا لا تختلف عن خبرة مريم المجدلية، فالحنين إلى الله، إلى حب لا متناهٍ وحقيقي، هو متجذر في قلب كل إنسان وهناك حاجة إلى مَن يحيي هذا الحنين، إلى ملائكة مثل ما حدث لمريم المجدلية. وتابع قداسته أن المبشرين هم كالملائكة يحملون الخير، لا يأتون بإجابات جاهزة بل يتقاسمون تساؤل الحياة، ذاك التساؤل ذاته الذي وجهه يسوع إلى مريم “عمن تبحثين؟” (يو 20، 15). ولفت البابا الأنظار إلى أن السؤال لم يكن عمّا بل عمن تبحثين، وذلك لأن الأشياء لا تكفي كي نحيا بل هناك حاجة إلى إله المحبة. وأضاف الأب الأقدس أننا حين نتمكن من النظر بمحبة الله هذه إلى قلوب الأشخاص فسنتمكن من أن نرى تلك الحاجة، ذلك البحث عن محبة دائمة، والتساؤلات التي لا تكفي أمامها النصائح أو القواعد بل يجب السير معا، أن نكون رفاق درب. وشدد البابا فرنسيس على أهمية فعل السير والبحث وعدم تجاهل أحد أو الابتعاد عمن يعاني، محذرا من الانغلاق في حلقة علاقات مريحة. وتابع أن مَن يعلن لا يبحث عن هرب من العالم، فربُّه قد أحب العالم، وأضاف أن مَن يبشر لا يعرف أعداء بل فقط رفاق مسيرة، ولا يعتبر نفسه معلما بل يعلم أن البحث عن الله هو أمر مشترك يجب تقاسمه وأن قرب يسوع لا يُحرم منه أحد.

ثم دعا قداسة البابا الحضور إلى ألا يكبحهم الخوف من الخطأ أو من السير على دروب جديدة، كما وأكد أن ليس هناك شيء له أولوية على إعلان القيامة، شدد من جهة أخرى على أن فقرنا ليس عقبة بل هو وسيلة ثمينة وذلك لأن نعمة الله تظهر في الضعف (راجع 2 قور 12، 9). ذكَّر قداسته أيضا بضرورة القناعة العميقة بأن الله قادر على أن يعمل في كل الظروف حتى وسط الفشل الظاهر، وأيضا بأن الله محبة وأنه لن يَضيع أي عمل نفعله بحب ولا الاهتمام الصادق بالآخرين ولا أي من أعمال محبة الله ولا أي تعب سخي أو صبر أليم (راجع “فرح الإنجيل” 279). نحن في حاجة، تابع البابا، إلى أن نعلن الإنجيل ببساطة كمريم التي كانت متلهفة لإبلاغ التلاميذ بأنها رأت الرب، أو مثل الرسل الذين أسرعوا إلى القبر، مثل سمعان بطرس الذي ألقى بنفسه في البحيرة نحو يسوع. نحن في حاجة إلى كنيسة حرة وبسيطة تهتم بأن تكون في خروج. دعا البابا فرنسيس أيضا إلى عدم الإحباط أمام الصعاب، وقال قداسته إن المسيحي لا يحزن وأن الحزن ليس فضيلة مسيحية.