البابا فرنسيس يواصل سلسلة تعليمه اليوبيلية حول المسيح رجائنا
نقلا عن الفاتيكان نيوز
22 يناير 2024
كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .
انطلق قداسة البابا فرنسيس اليوم الأربعاء في تعليمه الأسبوعي خلال مقابلته العامة مع المؤمنين من بشارة الملاك جبرائيل لمريم متوقفا عند دعوتها إلى الفرح وتسميتها بالممتلئة بالنعمة. وأكد قداسته على ضرورة أن نتعلم الثقة في الله وفتح آذاننا لكلمته واستقبالها في قلوبنا.
خلال مقابلته العامة مع المؤمنين اليوم الأربعاء ٢٢ كانون الثاني يناير في قاعة بولس السادس في الفاتيكان واصل البابا فرنسيس سلسلة التعليم اليوبيلية حول يسوع المسيح رجائنا، حسبما بدأ قداسته الحديث. وانطلق الأب الأقدس من إنجيل القديس لوقا والذي يوضح في البداية تبعات القوة المحوِّلة لكلمة الله التي لا تصل فقط إلى الهيكل بل حتى إلى البيت الفقير لفتاة شابة، مريم، المخطوبة ليوسف والتي تعيش مع عائلتها. وتابع البابا فرنسيس أن الملاك جبرائيل قد أُرسل إلى مدينة لم تُذكر في الكتاب المقدس من قبل، الناصرة، والتي كانت حينها في الجليل في ضواحي إسرائيل ومنطقة حدود مع الوثنيين وتأثيرهم.
وفي تلك المدينة يحمل الملاك رسالة لم يسبق لها مثيل سواء في الشكل أو في المحتوى ما جعل قلب مريم في اضطراب، واصل البابا فرنسيس وذكَّر بأن الملاك قد وجه إلى مريم تحية هي بالأحرى دعوة إلى أن تفرح وتبتهج، وهذه تحية عزيزة على التاريخ المقدس حيث يستخدمها الأنبياء حين يعلنون مجيء المسيح المنتظر، وهي الدعوة إلى الفرح التي يوجهها الله إلى شعبه مع انتهاء الجلاء ويجعله يشعر بحضوره حيا وفاعلا. وواصل الأب الأقدس أن الله يدعو مريم باسم محبة، أي الممتلئة بالنعمة الإلهية. ويعني هذا، تابع قداسته، أن محبة الله قد سكنت منذ فترة ولا تزال تسكن قلب مريم وأن مريم قد أصبحت ممتلئة بالنعمة الإلهية.
وواصل قداسة البابا مشيرا إلى أن هذا الاسم الذي منحه الله لمريم وحدها قد رافقته على الفور طمأنة من الملاك: لا تخافي. وقال الأب الأقدس إن حضور الله يهبنا دائما هذه النعمة، ألّا نخاف، وذكَّر بأن “لا تخف” هو ما قال الله لابراهيم واسحق وموسى وما يقول لنا نحن أيضا، لا تخافوا سيروا قدما، وأضاف قداسته أن الله يقول لمريم إنه رفيق دربها. وعاد البابا فرنسيس إلى الملاك جبرائيل الذي أعلن لمريم الرسالة جاعلا تتردد في قلبها أصداء الكثير مما جاء في الكتاب المقدس حول الطفل الذي سيولد منها، أي أن هذا الطفل سيمثل اتماما للنبوة. فالكلمة تدعو من الأعالي مريم إلى أن تكون أم المسيح المنتظَر، الطفل الذي سيكون ملكا ولكن لا بالمفهوم البشري الجسدي بل بالمفهوم الإلهي، الروحي، فاسمه يسوع يعني الله يخلِّص، وهذا تأكيد للجميع ودائما على أن مَن يخلِّص ليس الإنسان بل الله. وواصل الأب الأقدس أن يسوع هو من سيتمم كلمات النبي أشعيا: صار لهم مخلصا في جميع مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصهم بمحبته وشفقته افتداهم.
تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن اضطراب مريم في أعماقها أمام هذه الأمومة، وأضاف إنها امرأة ذكية قادرة على القراءة داخل الأحداث، فمريم تسعى إلى أن تفهم، إلى تمييز ما يحدث لها، وليس بحثها هذا في الخارج بل في الداخل. وهنا تلمس في أعماق قلبها المنفتح والحساس، حسبما واصل قداسة البابا، الدعوة إلى الثقة وتتقد فيها هذه الثقة كمصباح ذي أنوار كثيرة، فتستقبل الكلمة في أحشائها منطلقة هكذا في أعظم رسالة توكل إلى امرأة، إلى كائن بشري. ودعا الأب الأقدس مختتما تعليمه الأسبوعي خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان إلى أن نتعلم من مريم، أُم المخلص وأمنا، أن نفتح أذاننا أمام الكلمة الإلهية، أن نستقبلها ونحرسها كي تبدل قلوبنا جاعلة إياها حاويات لحضوره.
هذا وعقب اختتام تعليمه وخلال تحيته المؤمنين أراد البابا فرنسيس تأكيد قربه بقلبه من سكان لوس أنجلس الذين يتألمون كثيرا بسبب الحرائق التي دمرت أحياءً وجماعات بكاملها. وتضرع قداسته كي تشفع العذراء سيدة غوالدالوبي للسكان جميعا كي يكونوا شهودا للرجاء من خلال قوة التنوع والإبداع التي تُعْرَف عنهم في العالم كله. وتابع الأب الأقدس داعيا إلى الصلاة من أجل السلام وذكَّر بمعاناة أوكرانيا وأشار أيضا إلى فلسطين وإسرائيل وميانمار. وتحدث في هذا السياق عن اتصاله أمس، كما يفعل دائما، برعية غزة، ودعا إلى الصلاة من أجل السلام في غزة وفي العالم كله. وجدد قداسة البابا تأكيده على كون الحرب دائما هزيمة لا يكسب منها سوى مَن يصنعون السلاح.