البابا فرنسيس يوجة رسالة إلى المهجّرين العراقيين المقيمين في الأردن
بالتزامن مع مرور عام على استضافة الأردن أول مجموعة من المهجّرين العراقيين، يقوم المطران نونسيو غالانتينو، أمين عام مجلس أساقفة إيطاليا، حالياً بزيارة إلى الأردن، وقد شاء البابا فرنسيس أن يحمّل المطران غالانتينو رسالة إلى اللاجئين العراقيين، عبر المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، عبّر فيها عن قربه منهم، ومن جميع الأشخاص المضطهدين وضحايا العنف ومن أجبروا على ترك بيوتهم وأراضيهم.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة البابا فرنسيس:
إلى صاحب السيادة المطران مارون لحام
أخي العزيز،
أنتهز زيارة سيادة المطران نونسيو جالانتينو، السكرتير العام لمجلس أساقفة إيطاليا إلى الأردن، كي أبعث ببعض كلمات الأمل لجميع الذين أُجبروا على ترك بيوتِهم وأرضِهم بسبب العنف.
لقد رفعت صوتي عاليًا أكثر من مرّة بسبب الاضطهادات العنيفة واللاإنسانيّة والتي لا تفسير لها والتي راح ضحيتها الكثيرون في أكثر من مكان في العالم -وخصوصاً المسيحيون– بسبب التعصّب الديني، وغالبًا تحت نظر الكثيرين وصمتهم. هؤلاء المسيحيون هم شهداء اليوم الذين عانوا الذلّ والتمييز بسبب أمانتهم للإنجيل المقدّس. إن هذه الذكرى هي دعوة إلى التضامن، وعلامةٌ على أن الكنيسة لا تنسى أبناءها المهجّرين بسبب إيمانهم ولا تهملهم: فليعلموا أن صلاتي اليومية ترتفع إلى الله كل يوم من أجلهم، وأني أشكرهم على الشهادة المسيحية التي يعطوننا إياها.
ويتّجه فكري أيضًا إلى الجماعات المسيحية التي استقبلت هؤلاء الإخوة وحالت دون أن يذهبوا إلى مكان آخر. إنكم تشهدون لقيامة السيد المسيح من خلال مشاركتكم في معاناة مئات الآلاف من المهجّرين، ومن خلال مساعدتكم إياهم وتضامنكم معهم، ومن خلال اهتمامكم بآلامهم التي كادت أن تخنق الأملَ فيهم، كما من خلال خدمة محبتكم التي تنير لحظات الحياة المظلمة. ليكافئكم الله ويغمركم بنعمته.
وليكن الرأي العام العالمي أكثر انتباهًا وحساسيّةً لاضطهاد الأقليات الدينية عامة، والمسيحيين بنوع خاص. أتمنى أن لا تقف الجماعة الدولية صامتةً وعاجزةً أمام هذه الجرائم البغيضة التي تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية وتمنع الغنى المتأتّي من العيش المشترك بين الشعوب والثقافات والأديان.
أطلب منك أن تصلي من أجلي. ليباركك الرب ولتحمك أمنا مريم العذراء.
عمّان – أبونا