stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا يصلي من أجل العاملين في حقل الإعلام ويقول إن هويتنا كمسيحيين تكمن في كوننا تلاميذ للرب

808views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

1 أبريل 2020

في عظته أثناء الاحتفال بالقداس الصباحي اليومي في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان قال البابا فرنسيس إن فكره يتجه بنوع خاص نحو العاملين في حقل الاتصالات طالباً منهم أن يساعدوا الأشخاص على تحمّل فترة العزلة التي نعيشها اليوم، بسبب تفشي فيروس كوفيد 19. وذكّر فرنسيس في عظته بأن تلميذ يسوع هو إنسان حرّ، إنه إنسان التقليد والحداثة في الآن معا لأنه يترك الروح القدس يقوده لا الأيديولوجيات.

ذكّر البابا فرنسيس في مستهل عظته بأن الليتورجيا هذا الأربعاء، في الأسبوع الرابع من زمن الصوم، تقترح علينا صلاة للتحرر، مأخذوة من سفر المزامير، وتقول: “إنك تنجيني يا رب من أعدائي الحانقين وفوق المعتدين علي ترفعني ومن رَجل العنف تنقذني”. ولفت إلى أن فكره يتجه اليوم بنوع خاص نحو كل شخص يعمل في حقل الإعلام قائلا “أود أن نصلي اليوم على نية جميع العاملين في وسائل الاتصالات كي لا يشعر الناس بالعزلة، نصلي من أجل تربية الأطفال، من أجل الإعلام كي يساعد الناس على تحمل زمن العزلة والإغلاق هذا”.

تمحورت عظة البابا فرنسيس حول إنجيل اليوم حين قال الرب يسوع لليهود “إن ثبتم في كلامي كنتم تلاميذي حقا. تعرفون الحق: والحق يحرركم”. وأكد فرنسيس أن تلميذ المسيح يترك الروح القدس يقوده، لذا إن التلميذ الحقيقي هو إنسان التقليد والحداثة. إنه إنسان حرّ لا يخضع للأيديولوجيات إطلاقاً. وأضاف البابا أن الكنيسة تدعونا في هذه الأيام للإصغاء إلى الفصل الثامن من إنجيل القديس يوحنا. فقد حصل سجال حادّ جداً بين يسوع وعلماء الشريعة. وقد أراد القديس يوحنا أن يقرّبنا من هذا الصراع كي يكشف عن الهوية الخاصة بيسوع وتلك الخاصة بعلماء الشريعة. لقد أحرجهم الرب يسوع إذ جعلهم ينظرون إلى تناقضاتهم. وفي نهاية المطاف لم يجدوا مخرجاً لهم سوى الإهانة: وهي صفحة حزينة جداً، إنها ضرب من التجديف. لقد أهانوا والدته!

وفي سياق حديثه عن الهوية توجّه يسوع إلى اليهود الذين آمنوا ونصحهم قائلا “إن ثبتم في كلامي كنتم تلاميذي حقا”. وقد كرّر الرب هذه العبارة في أكثر من مناسبة، وأيضا في العشاء الأخير “اثبتوا في”. وذكّر البابا بأن يسوع قال “اثبتوا في” ولم يقل “ادرسوا جيدا، أو تعلموا كيفية المناقشة والجدل”، لأن هذا الأمر معلوم! لكنه شاء أن يدل على ما هو أهم، على ما تترب عليه مخاطر في الحياة إن لم يقم به الإنسان ألا وهو الثبات: “اثبتوا في كلمتي”. ومن يثبتون في كلمة الرب يسوع يحملون الهوية المسيحية، لأنهم يصيرون تلامذة الرب حقا.

أضاف البابا أن الهوية المسيحية ليست عبارة عن بطاقة تقول “أنا مسيحي”، كبطاقة الهوية. الهوية المسيحية هي أن نتتلمذ على يد الرب. إن ثبتَّ في الرب، في كلمة الرب، وفي حياة الرب، تكون تلميذه. إن لم تثبت تكون شخصاً يتعاطف مع العقيدة، يتبع يسوع كإنسان طيب، يقوم بالكثير من الأعمال الخيرية ويملك القيم الصالحة، بيد أن هوية المسيحي الحقيقية تكمن في كونه من تلامذة الرب.

مضى البابا فرنسيس إلى القول إن كوننا تلامذة للرب يمنحنا الحرية: فالتلميذ هو إنسان حرّ لأنه يثتب في الرب. وتساءل فرنسيس بعدها عن معنى عبارة الثبات في الرب، موضحا أن هذا الأمر يتطلب من التلميذ أن ينقاد من الروح القدس. لذا إن التلميذ الحقيقي هو إنسان حر، لا يخضع للأيديولوجيات على الإطلاق، ولا إلى العقائد التي تشكل موضعاً للسجال. إنه يثبت في الرب وفي الروح الذي يلهمه. عندما نتوجه إلى الروح القدس بالأناشيد نقول له إنه ضيف النفس، لأنه يسكن فينا. لكن هذا الأمر يحصل فقط عندما نثبت في الرب.

هذا ثم سأل البابا فرنسيس الرب أن يساعدنا في التعرف على هذه الحكمة، حكمة أن نثبت فيه، وأن يجعلنا نتعرف على الروح القدس الذي يمنحنا الحرية. فمن يثبت في الرب يكون تلميذه حقا، ويكون شخصاً مسحه الروح القدس. إنه ينال مسحة الروح القدس، ويحملها معه. هذه هي الدرب التي دلّنا عليها يسوع: دربُ الحرية والحياة. والتلمذة الحقيقية هي المسحة التي ينالها من يثبتون في الرب.

في ختام عظته أثناء الاحتفال بالقداس الصباحي في كابلة بيت القديسة مارتا طلب البابا فرنسيس من الرب أن يساعدنا على فهم الأمور الصعبة، مذكراً بأن علماء الشريعة لم يفهموا تعاليم يسوع لأنه لا يمكن فهمها من خلال العقل وحسب. إنها تُفهم بواسطة العقل والقلب، إنها حكمة مسحة الروح القدس الذي يجعل منا تلاميذًا للرب.