stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الأسرة

البابا يقول: ما هي العائلة؟

1.5kviews

1_0_817843

رسالة الأب الأقدس للمؤتمر الأول لراعوية العائلة في أميركا اللاتينية

بمناسبة المؤتمر الأول لراعوية العائلة في أميركا اللاتينية والذي يُعقد في باناما من الرابع وحتى التاسع من شهر آب أغسطس الجاري حول موضوع “العائلة والنمو الاجتماعي من أجل ملء الحياة والشركة الإرسالية”، وجّه الأب الأقدس رسالة كتب فيها: أتّحد من كل قلبي مع المشاركين في هذا المؤتمر وأحييكم على هذه المبادرة في سبيل قيمة عزيزة ومهّمة اليوم من أجل شعوبنا.

تابع البابا يقول: ما هي العائلة؟ العائلة هي “مركز حب” تسود فيه قاعدة الاحترام والشركة، وقادر على الصمود في وجه الهجمات المتمثلة بتدخل وهيمنة “مراكز السلطة” الدنيوية. ففي النواة البيتيّة يكتمل الإنسان بشكل طبيعي ومتناغم في داخل مجموعة بشريّة ويتخطى التضارب المزيّف بين الفرد والمجتمع. ففي قلب العائلة لا يُستقصى أحد ويجد الاستقبال كلٌّ من المسن والطفل، وفي كنفها يجد مَهدَهُم الحوار وثقافة اللقاء، الانفتاح على التضامن والتسامي.

أضاف الأب الأقدس يقول: ولذلك تشكل العائلة غنى اجتماعيًّا كبيرًا. وبهذا الصدد أود أن أشدد على مساهمتين أساسيّتين: الثبات والخصوبة. فالعلاقات المؤسسة على الحب الأمين حتى الممات كالزواج والأبوة، البنوة والأخوة يمكن تعلُّمَها وعيشها في نواة العائلة. وعندما تشكل هذه العلاقات النسيج الأساسي لمجتمع بشريّ فهي تمنحه عندها تماسكًا وترابطًا. لاسيما وأنه لا يمكن الانتماء لشعب أو الشعور بقرب بعضنا البعض إذا تحطّمت في قلب الإنسان هذه العلاقات الأساسية التي تقدّم للإنسان الأمان في الانفتاح على الآخرين.

تابع الحبر الأعظم يقول: هذا وإن الحب العائلي خصب، وليس فقط لأنه يلد حياة جديدة وإنما أيضًا لأنه يوسّع آفاق الوجود ويخلق عالمًا جديدًا ويجعلنا نؤمن – بالرغم من اليأس – بأن التعايش المبني على الاحترام والثقة ممكن. إذ أن العائلة، وأمام نظرة العالم المادية، لا تجعل الإنسان يقتصر على نفعية عقيمة بل توجّه رغباته الأكثر عمقًا.

وختم الأب الأقدس رسالته للمشاركين في المؤتمر الأول لراعوية العائلة في أميركا اللاتينية بالقول: بفضل الخبرة المؤسسة على الحب العائلي ينمو الإنسان أيضًا بانفتاحه على الله كأب. ففي العائلة تنعكس صورة الله الذي هو في سرّه العميق عائلة أيضًا، وبهذا الشكل تسمح برؤية الحب البشريّ كعلامة لحضور الحب الإلهي. وإذ ندرك بأن المحبة العائلية تسمو بكل ما يفعله الإنسان وتعطيه قيمة إضافية، من الأهمية بمكان أن نشجع العائلات على بناء علاقات صحيّة بين أفرادها وتعلمهم أن يتوجّهوا لبعضهم البعض بكلمات: “عفوًا”، “شكرًا”، “من فضلك” وأن يتوجهوا لله بتلك التسمية الجميلة “أب”. ولتنل لنا من الله العذراء سيّدة غوادالوبيه البركات من أجل عائلات أميركا ولتجعلها بذار حياة ووفاق وإيمان ثابت يغذّيها الإنجيل والأعمال الصالحة.

الفاتيكان