stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

البناء على الصّخر – القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ

568views

القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الثالث، 24: 1-2

البناء على الصّخر

يُشكّل تبشير الكنيسة قوّة لا تتزعزع، على كلّ الأصعدة؛ يبقى هذا التّبشير مطابقًا لنفسه، ويستفيد من شهادة الأنبياء، والرُّسل وكلّ تلاميذهم؛ شهادة تجمع “البداية، والوسط والنهاية”، كامل مخطط الله، المُعَد بكمال لخلاص الإنسان والمؤسّس لإيماننا. ومنذ ذلك الحين، نحتفظ بعناية، بالإيمان الذي تلقّيناه من الكنيسة… فللكنيسة بالفعل مُنِح “عطاء الله” (راجع يو 4: 10) – كنفس الحياة الذي أعطي لأول عمل جبله الله، آدم (راجع تك 2: 7) – لكي يتمكّن كلّ أعضاء الكنيسة من المشاركة فيه وبالتالي لكي يحيوا فيه. وفيه أُوْدِع الاتحاد بالرّب يسوع المسيح، أي الرُّوح القدس، عربون العطاء غير الفاسد، هو تأكيد إيماننا وسلّم صعودنا نحو الله: “والَّذينَ أَقامَهمُ اللهُ في الكَنيسةِ، يكتب القديس بولس، همُ الرُّسُلُ أَوَّلا والأَنبِياءُ ثانِيًا والمُعلِّمون…وهذا كُلُّه يَعمَلُه الرُّوحُ الواحِدُ نَفْسُه…” (1 كور 12: 11 + 28).

فحيث تكون الكنيسة، كذلك يكون روح الله؛ وحيث يكون روح الله، تكون الكنيسة وكل النعم. والرُّوح هو الحق (1 يو 5: 6). لذلك فإنّ الذين ينفصلون عنه لا يرضعون من صدر أمّهم ليتلقّوا الحياة، ولا يشاركون بالينبوع الصافي الذي يفيض من جسد الرب (يو 7: 37)، لكنّهم ” َحفَروا لِأَنفُسِهم آباراً مُشَقَّقَةً لا تُمسِكُ الماء” (إر 2: 13)… عندما يصبحون غرباء عن الحقيقة، سوف يقعون حتمًا في الخطيئة، ويتصارعون معها، ولن تكون لديهم عقائد ثابتة، إذ يريدون أن يفهموا كلّ شيء بالكلمات، على أن يكونوا تلاميذ الحق. فأساساتهم ليست قائمة على الصخر الأوحد، إنما على الرّمال.