stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

التجلي – الأب وليم سيدهم

686views

التجلي

وقع على بطرس ويوحنا ويعقوب إختيار يسوع ليكتشفوا ولو للحظات شعاعًا من مجد يسوع المتجسد، ‏كان المكان فوق الجبل وكان المطلوب هو أن يُطلع يسوع هؤلاء الثلاثة وهم أكثر الرسل حركة ‏وفاعلية في نصوص الإنجيل المقدس على الدور الذي أنيط بيسوع أن يقوم به في صحبة هؤلاء ‏التلاميذ الأكثر غيرة وحبًا له.‏
ظهر شخصان بضع لحظات إلى جانب يسوع، وفي معية الرسل الثلاثة هما موسى، ممثل الناموس ‏والشريعة ، وإيليا ممثل الأنبياء في العهد القديم كان ظهورهما ذا دلالة واضحة خاصة وأنهما إختفيا ‏سريعًا ليصبح يسوع وحده مع التلاميذ.‏
وكما في معمودية يسوع على يد يوحنا سُمع صوت الآب بعد إختفاء موسى وإيليا يقول: «هذَا هُوَ ‏ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا».” (لو 9: 35) ، إذن دعوة الآب للإستماع والإصغاء ليسوع واضحة. ‏فهي موجهة للتلاميذ الثلاثة، وظهور موسى وإيليا وإحتفاؤهم علامة. فبعد أن كلم الله آبائنا من خلال ‏الأنبياء الآن يعلنها واضحة “هذا هو الذي له الكلمة الأخيرة” “الابن الحبيب” ‏
لقد إنفعل بطرس كعادته وتخيل أن الجلسة ستطول فهم يبحث عن خيام للإسترخاء في هذا المشهد إلا ‏أن صوت الآب عاجله: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا».” (لو 9: 35) ‏
أما التغيير الذي حدث في هيئة المسيح حتى أصبح لباسه ناصع البياض، فهو علامة الإنتصار الذي ‏يترقبها الإبن قبل الخضوع للموت على الصليب.‏
بعد هذا التجلي الذي ظهر فيه يسوع في ثوب المجد والطهارة، أخبر يسوع التلاميذ الثلاثة أن ما رأوه ‏هو سر لا يجب البوح به إلا بعد آلامه وموته.‏
لقد كان هذا التجلي خبرة روحية عميقة وغامضة في الوقت نفسه، عميقة من حيث أن يسوع خصّ ‏التلاميذ الثلاثة بهذه الرؤية وحدهم ليروه في مجده، وغامضة لأن التلاميذ ظلوا غير مدركين علاقة ‏هذه الرؤية بما سيتحمله يسوع من آلام وموت بعدها، وربما قصد المسيح بها أن يتذكر التلاميذ العلاقة ‏الحميمة التي تربطهم بالإبن وأيضًا العلاقة الحميمة التي تربطهم بالآب والإبن.‏
وحينما نتأمل هذا المشهد ونتخيل دور كل واحد فيه سنتذكر بعض الخبرات التي حصلنا عليها في ‏مسيرتنا مع الله، وقد نتذكر للحظات سريعة جدًا موقفًا فيه ظهر لنا الله بكل قوة وشعرنا بحضوره فينا ‏ومن حولنا. ولأن هذه الخبرة غالبًا ما تكون قصيرة جدًا، فإننا نلهث دائمًا لنضع يدنا عليها لأنها تغمرنا ‏بالطاقة والفرح والسلام في كل مرة تخيلنا هذا الحدث. إنها لحظة الصفاء والإرتماء في أحضان الله ‏دون حسابات أو توقعات، ‏
ليشرق النور في قلبنا وتغمرنا روح التسبيح والشكر.. لقد حظينا بزيارة سريعة من الله.. أشرق علينا ‏يارب بنورك وبدد ظلمات قلوبنا.‏