stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

التدين الشكلي-إكليريكي وائل أنور

2.1kviews

التدين الشكلي-إكليريكي وائل أنورcenrto_di_se

      هناك أزمة حقيقة في مجتمعنا، ومن الممكن نعيش هذه الأزمة داخل

كنائسنا ولا نعي بذلك
وهي الفجوة الكبيرة بين الدين والتدين، الدين بمعني الإيمان الشخصي، العلاقة الشخصية
بين الإنسان وشخص يسوع المسيح له المجد.أما المتدين وهو الملتزم بالشكل الديني فقط دون
أن تكون له علاقة شخصية بشخص يسوع المسيح له المجد، المتدين الشكلي ملتزم بالشكل
الخارجي للحياة المسيحية ولكن لا يعيش الجوهر في الحياة المسيحية. ولكن هناك سؤال يطرح
نفسه. ما هو موقف المتدين الشكلي؟
نعرف جيداً أن المسيحي الحقيقي الذي يؤمن أنه مخلوق على صورة الله ومثاله، وأنه قادر
على أن يعرف خالقه ويحبه، ويؤمن أن الله أعطى له دور في الحياة، أنه سيد على سائر
المخلوقات الأرضية ليسيطر عليها ويستخدمها لمجد الله، وكما يقول صاحب المزامير ” ما
الإِنْسانُ حَتَّى تَذكُرَه واْبنُ آدَمَ حَتَّى تَفتَقِدَه؟ دونَ الإلهِ حَطَطتَه
قَليلاً بِالمَجدِ والكَرامةِ كلَّلتَه ،  على صُنعِ يَدَيكَ وَلَّيتَه كلُّ شَيءً
تَحتَ قَدَميه جَعَلتَه ( مز 8/6-7). ومن هنا ينظر المسيحي الحقيقي إلى الله أنه مُحب
وأب حنون ورءوف ويشاركه ويعطي له مسئولية. ولكن المتدين الشكلي الذي يهتم بالشكل، يرى
الله من جانب آخر مختلف تماماً، ينظر له كمُشرع، أي واضع قوانين على الإنسان، ومن هنا
نظرة المتدين إلى الله صاحب القوة والقوانين، ولذلك يجب أن نخاف منه ولا نقترب منه
وعلينا أن ننفذ قوانينه في شكلها الخارجي.
–        المسيحي الحقيق يشعر بحب الله وحنانه، يشعر برعايته له ويعتبر نفسه دائماً هو ابن
الله وليس عبد. ” لا أَدعوكم خَدَماً بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما
يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما
سَمِعتُه مِن أَبي” (يو 15/15) وهذا لا يجعل المسيحي الحقيقي يخاف من الله ويجعله هذا
الخوف يبتعد عنه بل بالعكس يقترب اكتر من الله لان الله أحبه أولاً وظهر هذا الحب في
تجسد يسوع المسيح الذي مات من أجلنا.
–        المسيحي الحقيقي يحب الله ولا يخاف منه ”  لا خَوفَ في المَحبَّة بلِ المَحبَّةُ
الكامِلةُ تَنْفي عَنها الخَوف لأَنَّ الخَوفَ يَعْني العِقاب ومَن يَخَفْ لم يَكُنْ
كامِلاً في المَحَبَّة” (1يو4/18). ولكن المتدين دائماً عنده انطباع بأن الله لا يمكن
الحديث واللقاء معه ويشعر بأن الله أرهب من أن نتعرف عليه شخصيًا ولذلك لا يعرف أن يتحد
به، وهذا هو فكر العهد القديم، ولكن في التجسد صار الله حاضراً في عمق حياتنا.
–        المتدين الشكلي يرسم صورة لله تتوافر فيه الشروط التي يحتاجها ويكون هو عليها في بعض
الأحيان، أنه متعالي، لا يليق أن نقترب منه، وكل ذلك صوره تعكس قلق الإنسان ومخاوفه،
ويكون الإله في هذه الحالة من صنع الإنسان…! ومن هنا لا يعرف المتدين الشكلي أن يلتقي
بالإله الحقيقي، المتدين الشكلي يختبر قوانين وقواعد نظامية ولا يختبر الله ذاته، ولذلك
من الممكن أن يعيش داخل الكنيسة ولكن في الحقيقة هو خارجها. ينظر إلى الله من منظور ضيق
جداً ولا يتخطى حدود ذاته ولا يخرج عن رؤيتّة الذاتيّة الضعيفة ولا يكف عن رؤية الله من
منظاره الشخصي الخاص.
–        المسيحي الحقيقي هو الذي يسعى إلى دعوته الأساسية وهى القداسة، يركز على الجوهر ولا
الشكل الخارجي، يركز على المسيح الذي فوق المذبح ولا يركز طقس الذبيحة، يؤمن أن المسيح
قدس حياته وكلفه برسالة ودور في الحياة، ويقترب كل يوم من الله من خلال كلمته ويعلمها
للآخرين. وهناك بعض النقاط التّي تُظهر من هو المتدين الشكلي منها:- 
–        الإنسان الذي يهتم بالناحية السطحية، يهتم بالمظاهر أكثر من الجوهر، يحكم على الناس
حسب المركز الاجتماعي أو المادي أو الأدبي، المتدين السطحي يعطي تقييمًا سطحياً للأمور،
ويفهم الوصية كمجرد فعل خارجي.
–        الإنسان الذي يركز على الأنا، دائمًا يركز على ذاته أي بفعل الذات ولا بفعل الروح
القدس، دائمًا يشعر أنه أفضل من الآخرين، رغم كل ذلك يشعر أنه مقبول أمام الله أكثر من
غيره.
–        الإنسان الذي يهتم بالماديات، كل شي في حياته يُقاس بالناحية المادية، وينشغل
بالماديات ويجعلها هدفاً له، ولا يترك فرصة لله أن يدخل فيه ويغير حياته.
–        الإنسان الذي يهتم بالعلم ويعتبره هو كل شيء وفوق كل شيء، يعني العقل فوق الإيمان، من
المعتقد دائمًا أن الفلسفة خادمة اللاهوت ولكن للأسف مع المتدين الشكلي دائمًا يتجه
ناحية العقل فقط، يقرأ كثيرًا، يعرف كثيرًا، ولكن لا يختبر العلاقة مع الله ولذلك
نتسائل.
هل تكفي المعرفة العقلية وحدها لخلاص الإنسان؟
هل يُغني امتلاء العقل بالمعرفة المعلوماتية عن امتلاء القلب بالنعمة؟
هل تكفي المعرفة العقلية عن شخص يسوع المسيح دون علاقة معه؟
 في النهاية
        المتدين الشكلي عليه أن يفكر جيداً من جديد في كيفية خلاص نفسه لأنه ليس بالعلم وحده
يحيا الإنسان، في كيفية الارتباط بالله ارتباط عميق يلمس حياته وكيانه وهذا يأتي عن
طريق التأمل في كلمة الله، أن نتركها تتغلغل فينا حتى تتحول قلوبنا الحجرية إلى قلوب
لحمية، ولذلك علينا أن نصرخ إلى الله حتى ينقذنا من التدين السطحي، الشكلي، ونحيا في
إيماننا بكل حياة وروح حتى ننال النِعم الغزيرة التي وعدنا بها رب المجد.