stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عقائدية

الثالوث الأقدس وسر الخلاص!!!

2.1kviews

topic

دارسة إجمالية عن العلاقات بين السوتيريولوجيا والكرستولوجيا (التعليم عن يسوع المسيح) والثالوث الأقدس. بعد هذا نتوقّف عند المسائل التالية: الحياة الجديدة لدى المسيحي والأقانيم الإلهية الثلاثة (ف 1- 8). المسيح آدم الجديد وعبد الله المتألّم، وتضامننا مع المسيح ومع آدم (5: 123- 21). الوجه الشامل والوجه الشخصي لدراما الخلاص. حياة الجماعة الكنسيّة ومثلّث الإيمان والرجاء والمحبة. تاريخ الخلاص بمراحله المختلفة مع اعتبارات حول مسيرة مخطّط الله في العالم. ونبدأ بنظرة إجمالية حول السوتيريولوجيا (التعليم عن الخلاص) وسّر الثالوث الأقدس.

1- تعابير إيمانية

إن التعليم اللاهوتي في روم يرتكز على تأكيدات كرستولوجية مهمّة جداً. والقسم الكبير منها هو في الأصل تعابير إيمانية في الكنيسة الأولى، أفعال إيمان قبل “نؤمن” مجمع نيقية.

أ- 1: 3- 4: “إنجيل الله الذي سبق فوعد به على ألسنة أنبيائه في الكتب لمقدسة عن ابنه، المولود بحسب الجسد من ذرّية داود، المقام بحسب روح القداسة في قدرة الله بقيامته من بين الأموات، يسوع المسيح ربنا”.

نحن هنا أمام بشرى، أمام خبر سارّ: يعلن الله ابنه في العالم. يرسله إلى العالم ليقيم ملكوته. والطابع الجديد للإنجيل يعني قبل كل شيء شخص يسوع المسيح. كانت النبوءات في العهد القديم قد تحدّثت عن حب الله وغفرانه للبشر. والآن قد تمّت كل هذه المواعيد في يسوع. لهذا قال بولس عن نفسه في آ 2: إنّ الله فرزه لكي يحمل إلى البشر، إلى الوثنيين كما إلى اليهود، الإنجيل الذي أعلنه الأنبياء في القديم.

إن آ 3- 4 تستعيد فعل إيمان يبرز في توازن تام. يسوع، بحسب الجسد، قد خرج، قد وُلد من ذرية داود. وحسب الروح (القدس)، قد أُقيم ابن الله بالقدرة، بقيامته من بين الأموات. نحن هنا أمام الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية في المسيح. كما نحن أيضاً أمام وجهتين من وضع يسوع المسيح: قبل الفصح، ضعف الجسد ووضاعته. وبعد الفصح، دخول إلى ملء القدرة الإلهية. أكّد بولس هنا ان يسوع هو في وضعه البشري ابن الله (أنت ابني الحبيب، في العماد). وسيؤكّد لاهوته في 9: 5 (المسيح، إله مبارك إلى الدهور). أما في القيامة، فقد أُقيم يسوع ابن الله: لقب جديد ومسيحاني. مهمته أن يشرك المؤمنين في بنوّته الإلهية (8: 29؛ غل 4: 5- 7)، ويمارس وظيفته كربّ الأحياء والموتى (14: 9). هنا نقول: ليست القيامة هي التي جعلت يسوع ابن الله. ولكن في القيامة رفعه الله بشكل سامٍ جداً وأعطاه المجد والقدرة. كانت بنوّته خفية فصارت ظاهرة للعالم.

ب- 4: 24- 25. “نحن المؤمنين بالذي أقام، من بين الأموات، يسوع ربنا، الذي أسلم لأجل زلاّتنا، وأُقيم لأجل تبريرنا”. هنا يعود النصّ إلى أش 53: 6، 12 حسب اليوناني. “كلّنا ضللنا كالغنم. كل واحد ضلّ في طريقه. والرب أسلمه عن خطايانا… لهذا سيرث الكثيرين ويقاسم الأقوياء الغنائم، لأنه سلّم نفسه إلى الموت. وأحصي بين العصاة وحمل خطايا الكثيرين وأسلم بسبب خطاياهم”.

إنّ التبرير هو مشاركة أولى في حياة المسيح القائم من الموت (6: 4؛ 8: 10). إن بولس لا يفصل موت يسوع عن قيامته. في العهد القديم، الله يبرّر حين يدين (مز 9: 9: يدين العالم بالبر ويحكم على الأمم بالإستقامة). في العهد الجديد سيدين في اليوم الأخير (2: 5). وحين نقول إنه “يبرّر” بواسطة المسيح (3: 24)، فنحن نعني أنه يهب عطية البرّ والقداسة بالنظر إلى الإيمان وحده (1: 17)، لا إلى أعمال الناموس (3: 27؛ 7: 7).

هنا نقرأ في الخط عينه 8: 32: “هو الذي لم يشفق على ابنه الخاص، بل أسلمه عنا جميعاً، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء”؟ نحن هنا في جوّ ذبيحة إسحق (تك 22: 16) وفي خط أش 53: 6: “أسلمه الله من أجل خطايانا”.

ج- 5: 8- 9: “وأما الله فقد برهن على محبّته لنا بأن المسيح قد مات عنا ونحن بعد خطأة. فكم بالأحرى، وقد برّرنا الآن، نخلص به من الغضب”. في هذا الخطّ نقرأ غل 2: 20: “إني أحيا في الإيمان بابن الله الذي أحبني وبذل نفسه عنيا. بهذه الصورة أشار بولس إلى صليب يسوع، وإلى موقف الذين يجعلون هذا الصليب بلا فائدة لأنهم يظنّون أنهم يتبرّرون بواسطة الشريعة الموسوية.

ويقول بولس في أف 5: 2: “أسلكوا في المحبّة على مثال المسيح الذي أحبّكم (أحبّنا) وبذل نفسه لأجلنا، مقدّماً نفسه لله ذبيحة رائحة طيّبة”. يعود بنا هذا إلى خر 29: 18؛ مز 40: 7؛ حز 20: 41.

بيروت / أليتيا (aleteia.org/ar)