يعرف المسيحيّ المصلي ضعفَه ومَيلَه إلى الشرّ ، ويرفع نظره إلى السماء ، طالباً كلّ شيء من سخائه تعالى ، ومستعطفاً نعمته ، ليتقدّس ، هو أولاً ، ثمّ يقدّس الآخرين ، ” في البرّ وقداسةِ الحق ” ( أفسُس ٤ : ٢٤ ) .
الصلاة الحقيقيّة تنمو بمحبّة الربّ ، لتقود ، بالأعمال ، إلى محبّة القريب ، وتغيّر العالم الأنانيّ الماديّ إلى عالم مُحبّ روحانيّ .
المصلّي الحقيقيّ ، لا يُهمل المال ولا يجعله يستعبده . يكسبه بعرق جبينه ليستخدمه وسيلةً لإتمام مشيئة الله تعالى ، أي تأمين العَيش الكريم لجميع ابنائه .
اعتدنا القول : ” الحمد لله والشكر له ” ، كلمات تحمل الحكمة وعرفان الجميل ، وتقرّ بالعناية الربّيَّة التي تؤمّن نموّنا البشريّ وتقدّمنا الروحيّ الكاملَين والدائمَين .
طريق السعادة التي أرادها الله الآب الإلهيّ لنا والتي ينعشها الروح القُدُس ، هي اخوّة ابن الله ، الذي اتّضع ليبحث عن الضالّين والأطفال والعشّارين والفقراء والبسطاء ، وهو لا يتحمّل فقدان إخوته ، بل يقودهم إلى الآب ، محرّراً إياهم من قيود المادٰة ، ليشاركوه في مجده السماويّ في سرّ الثالوث الأقدس . وهكذا يصبح تواضعنا وتجرّدنا ينبوعَي تحرّرنا من المادّة وسبيلين إلى نموّنا الروحيّ .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك