stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الراعي الصالح يضحي بحياته – الأب وليم سيدهم

486views

بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟” (يوحنا 10: 20)  هكذا قال الفريسيون عندما سمعوا يسوع يتحدث عن “الفضيحة بالذات” كثيرون انتحلوا صفة “الراعي” للخراف، وكثيرون مازالوا يمارسون هذا الإدعاء بقدرتهم على رعاية شعبهم من الذئاب.

إن يسوع حينما يقدم نفسه كراعٍ للخراف اعترف بأنه أرسل من الآب ليقوم بهذه المهمة، فهو لا يفعل شيء من نفسه، إنما  هو  يعمل ما يطلبه الآب، وهنا يعترف المسيح بأنه وحده لن يستطيع القيام بهذه الرعاية، إنه تكليف إلهي له وهو الأقنوم الثاني من الله.

في مقابل هذه الصفات المطلوبة للراعي نجد أمامنا نموذجًا آخر للرعاة يقدمون أنفسهم بديلًا عن الآب، يدعون أنهم مخولون للحديث عن الله أمام الرعية ولأنهم يعملون بمعزل عن الله فإن المسيح يعزي إدعاءاتهم بأنهم مكلفون من الله.

هوذا ابن الله الذي يتحدثون عنه يعيش بينهم، ولكنهم يصفونه بالشيطان. وهنا يجد المؤمنون بالله أنفسهم أمام نوعين من الرعاة، يسوع والفريسيون. ويقدم لنا القديس يوحنا معايير بها نتعرف على الراعي الصالح والراعي الطالح.

الراعي الصالح يدخل من الباب وليس من الشباك، الراعي الصالح يضحي بذاته، الراعي الصالح يعرف خرافه وخرافه تعرفه، الراعي الصالح لا يمكن أن يكون ذئبًا، لأن الذئب من طبيعته ألا يمكن أن يكون صالحًا بل من طبيعته الإنقضاض على الخراف وأكلها، الراعي الصالح هو أيضًا لا يكتفي بأمة أو بشعب واحد وحتى إن كان الشعب المختار بل له خراف أُخر موجودة على إمتداد العالم.

هذه هي بعض المعايير  التي يعطيها القديس يوحنا للراعي الصالح وحينما نلقي نظرة على النموذج الفريسي في الأناجيل سنجد أن هؤلاء الرعاة غريبين عن ما يدعون أنه رعيتهم فهم أقرب إلى الذئاب منهم إلى الرعاة، الدليل على ذلك هي رؤيتهم لرعيتهم المبنية على المنع والقهر والشيطنة لنتذكر ما حدث مع المولود أعمى وكيف إضطهدوه لأنه فتح عينيه بعد أن شفاه يسوع لدرجة أنهم أنكروا عليه أن يكون قد نال نعمة الإبصار لأنهم أساسًا لا يؤمنون بيسوع ابن الله بل يؤمنون بأنفسهم فقط,  نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ».” (يو 9: 29)

هل نحن نرعى المسئولين عنهم أم نستغلهم لمصالحنا؟