stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الرب لنا ملجأ وقوة – الأب وليم سيدهم

2.7kviews

الرب لنا ملجأ وقوة

يُسمى الجنود على جبهة القتال المكان الموجود تحت الأرض والمُعدّ إعدادًا جيدًا من الرمل والزلط والحديد ‏لصد هجمات العدو القاتلة “ملجأ” هكذا الإنسان المُتقي الله والذي يعمل فرائضه يجد في إيمانه القوى بالله ‏‎”‎اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا.” (مز 46: 1) ، إن الضيقات أنواع، فمنها النفسي ‏ومنها الروحي ومنها الجسدي، وهذه الضيقات عبارة عن التضييق الذي يحيط الإنسان جسدًا ونفسًا لدرجة ‏تجعله يختنق، يشعر بالخطر على حياته، يئن من خطر الموت الذي يحيط به، هنا يصبح الملجأ ضرورة ‏للإحتماء به والحصول على القوة اللازمة لصد هذه الضيقات.‏

كم من المرات شعرنا أننا في خطر داهم على حياتنا من قبل أعداء لنا من البشر أو شعور بعبث الشيطان في ‏أنفسنا فنصرخ “يارب نجنى”، لقد عبّر المرنم عن كل هذه الحالات بالصراخ إلى الرب والإحتماء به ‏والإفتخار بهذه القوة فيقول: “‏‎ ‎لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ ‏الْبِحَارِ‎.‎‏”(مزمور 46 :2).‏

نعم نصرخ ونعترف في هذه الأوقات: “‏‎ ‎اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ ‏أَرْتَعِبُ؟” (مزمور 27 : 1) حينما يتولى روح الله على الإنسان يعطيه الشعور بالسلام والأمان ويملأه ‏بالفرح لأنه مصدر كل سلام وأمان هو الله، وعندما نختنق من الضيق نشعر أن روح الله فارقنا فنصرخ ثم ‏نصرخ إلى الله أن يرفع عنّا هذه الغُمة حتى نعيش مطمئنين ونرقص فرحين لأن الرب عظم صنيعه معنا، ‏هكذا فعلت مريم العذراء حينما قبلت بفرح خبر حملها لأبن الله. وذهبت إلى نسيبتها اليصابات لتخدمها وهي ‏تهلل فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ ‏الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي» (لوقا 1 : 46 – 48).‏

إننا لن نجد هذا الفرح وهذا التهليل إلا إذا وضعنا قوتنا وملجأنا في الله في كل مرة نحمل مسئولية كبرى أو ‏نقع تحت ضغوطات كبيرة، ويصرخ المُرنم “عظامى قد اضطربت” نعم حينما نصل بسبب التهديدات ‏الروحية والنفسية والجسدية إلى هذه الدرجة فإننا لن ننجو إلا إذا رفعنا صوتنا إلى الله مخلصنا فنقول مثل ‏قائد المئة بقلب خاشع «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي‎.‎‏» ‏‏(متى 8 :8) ، اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا”‏‎ ‎لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، ‏وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ‎.‎‏”(مزمور 46: 1-2).‏