الرب لنا ملجأ وقوة – الأب وليم سيدهم
الرب لنا ملجأ وقوة
يُسمى الجنود على جبهة القتال المكان الموجود تحت الأرض والمُعدّ إعدادًا جيدًا من الرمل والزلط والحديد لصد هجمات العدو القاتلة “ملجأ” هكذا الإنسان المُتقي الله والذي يعمل فرائضه يجد في إيمانه القوى بالله ”اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا.” (مز 46: 1) ، إن الضيقات أنواع، فمنها النفسي ومنها الروحي ومنها الجسدي، وهذه الضيقات عبارة عن التضييق الذي يحيط الإنسان جسدًا ونفسًا لدرجة تجعله يختنق، يشعر بالخطر على حياته، يئن من خطر الموت الذي يحيط به، هنا يصبح الملجأ ضرورة للإحتماء به والحصول على القوة اللازمة لصد هذه الضيقات.
كم من المرات شعرنا أننا في خطر داهم على حياتنا من قبل أعداء لنا من البشر أو شعور بعبث الشيطان في أنفسنا فنصرخ “يارب نجنى”، لقد عبّر المرنم عن كل هذه الحالات بالصراخ إلى الرب والإحتماء به والإفتخار بهذه القوة فيقول: “ لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.”(مزمور 46 :2).
نعم نصرخ ونعترف في هذه الأوقات: “ اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟” (مزمور 27 : 1) حينما يتولى روح الله على الإنسان يعطيه الشعور بالسلام والأمان ويملأه بالفرح لأنه مصدر كل سلام وأمان هو الله، وعندما نختنق من الضيق نشعر أن روح الله فارقنا فنصرخ ثم نصرخ إلى الله أن يرفع عنّا هذه الغُمة حتى نعيش مطمئنين ونرقص فرحين لأن الرب عظم صنيعه معنا، هكذا فعلت مريم العذراء حينما قبلت بفرح خبر حملها لأبن الله. وذهبت إلى نسيبتها اليصابات لتخدمها وهي تهلل فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي» (لوقا 1 : 46 – 48).
إننا لن نجد هذا الفرح وهذا التهليل إلا إذا وضعنا قوتنا وملجأنا في الله في كل مرة نحمل مسئولية كبرى أو نقع تحت ضغوطات كبيرة، ويصرخ المُرنم “عظامى قد اضطربت” نعم حينما نصل بسبب التهديدات الروحية والنفسية والجسدية إلى هذه الدرجة فإننا لن ننجو إلا إذا رفعنا صوتنا إلى الله مخلصنا فنقول مثل قائد المئة بقلب خاشع «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.» (متى 8 :8) ، اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا” لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.”(مزمور 46: 1-2).