stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الموارنة الكاثوليك

الرّاعي: مهمّة الشّباب أن يواجهوا الألحان المشلّة الّتي يطلقها الاستهلاك الثّقافيّ

720views

الثلاثاء 20 أغسطس – أب  2019  المصدر: نورنيوز

واصل البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، خلال التّنشئة المسيحيّة، نقل مضمون الفصل السّابع من الإرشاد الرّسوليّ للبابا فرنسيس “المسيح يحيا”، متوقّفًا عند “راعويّة الشّبيبة”، وتحديدًا عند النّقطتين التّاليتين.

“1- بيئاتٌ مناسبة (الفقرات 216-220)
من هذه البيئات مؤسّسات الكنيسة والمدرسة ومراكز الشّبيبة وما يماثلها. تقتضي راعويّة الشّبيبة تنمية القدرة على الاستقبال من صميم القلب، خاصّةً بالنّسبة إلى الشّبيبة الّتي تعاني من أزمات عاطفيّة في البيت الوالديّ. فلا بدَّ من إظهار محبّة مجّانيّة واهتمامٍ بشخص كلّ شابّ وشابّةٍ لينمو ويحقّق ذاته، فلا يشعر بشيءٍ من حالة “اليتم” (الفقرة 216).

والعائلة بيئةٌ أساسيّة. إنشاء عائلةٍ يعني تعزيز روابط الوحدة بين أعضائها، عبر لفتاتٍ بسيطة يوميّة، الكلّ قادر على إتمامها، وتقديم مساهمة، بحيث لا يكون أحد غير مكترث أو مقصى أو غريبًا، ذلك أنّ كلّ واحدٍ حجرٌ ضروريٌّ للبناء. هذا يقتضي صبرًا ومغفرةً وبدايةً من جديدٍ وثقةً (الفقرة 217).

تقتضي راعويّة الشّبيبة في مؤسّساتنا إعطاء إمكانيّة الدّخول إليها والخروج بكلّ حرّيّة وثقة للقاء شباب آخرين، أكان ذلك في أوقات الألم أو الضّجر، أم من أجل الاحتفال بأفراحهم وأعيادهم. في هذا الجوّ يعيش الشّباب اختبارات صداقة وحبّ متبادل، ويقومون بنشاطات متنوّعة من موسيقى ورياضة وترفيه وتأمّل وصلاة. الشّباب قادرون على قيادة شباب آخرين، وعيش عمل رسوليّ حقيقيّ وسط أصدقائهم (الفقرتان 218-219).

هذا لا يعني أنّهم ينفصلون عن حياة الجماعة الرّعائيّة والحركات الرّسوليّة والمؤسّسات الكنسيّة الأخرى، بل يندمجون بشكلٍ أفضل في جماعاتٍ منفتحة، تعيش الإيمان وترغب في إشعاع نور المسيح (الفقرة 220).

2- الرّاعويّة في المؤسّسات التّربويّة (الفقرات 221-223)

المدرسة هي من دون شكّ منصّةٌ لمقاربة الأطفال والشّباب. وهي المكان الأميز لتعزيز نموّ الشّخص البشريّ. لهذا السّبب أنشأت الكنيسة مدارس خاصّة بها، وهيّأت معلّمين ومربّين وإداريّين. لكنّ المدرسة تحتاج دائمًا إلى نقدٍ ذاتيّ، ولاسيّما بشأن راعويّة الشّبيبة فيها. لا يكفي الاهتمام بما هو موجود، ويجب التّغلّب على الخوف من التّغيير. المهمّ أن تهيّئ المدرسة طلّابًا يتميّزون بشخصيّةٍ قويّة، متكاملة، وقادرة على العطاء (الفقرة 221).

تستمرّ المدرسة الكاثوليكيّة ضروريّةً كمساحةٍ لأنجلة الشّباب. الإرشاد الرّسوليّ للبابا فرنسيس “فرح الحقيقة” يقدّم معايير موحية من أجل التّجدّد والتّنشيط في المدارس والجامعات. وهي: اختبار إعلان الانجيل (Kerygma)، الحوار على كلّ المستويات، التّداخل بين المواد التّعليميّة، والخيار للمحتاجين وللّذين يتجاهلهم المجتمع. وأخيرًا، القدرة على الجمع بين مقدرات الرّأس والقلب واليدين (الفقرة 222).

من ناحيةٍ أخرى، لا يمكن فصل التّنشئة الرّوحيّة عن التّنشئة الثّقافيّة. الكنيسة من جهتها تسعى إلى تطوير المساحات من أجل توفير ثقافةٍ أفضل. فهي من حقّ الشّبيبة، وهي ضروريّة لكي لا يهملها الشّباب ويعتبرونها غير ضروريّة، أو يسعون إليها من دون عناء وجهد.

الدّروس تساعد على الخروج من توافه الحياة المخدِّرة، وعلى إيجاد معنى للحياة Ulisse، كي لا يستميله ويغريه غناء عرائس البحر، ربط نفسه بعمود السّفينة وصمَّ آذان رفاقه، لكي لا يطربوا به مثل غيرهم الّذين تحطّمت سفينتهم على الصّخور. وأوفيوس، للغاية نفسها، أطلق غناءً أجمل فأطرب عرائس البحر.
هذه هي مهمّة الشّباب العظيمة: أن يواجهوا الألحان المشلّة الّتي يطلقها الاستهلاك الثّقافيّ بخياراتٍ ديناميكيّة أقوى قائمةٍ على البحث والمعرفة (الفقرة 223)”.

 

نقلا عن نور نيوز