الشهر المريمي
مايو / أيار مع العذراء
اليوم الثالث
” مولوداً من إمرأةٍ ” ( غلاطية ٤ : ٤ )
لقب ” والدة الإله ” ليس مجرّد اسم ، ولا هو صِفة أو لقب تكريمي للعذراء مريم ، إنما هو تعريف لاهوتي يحملُ حقيقةً إيمانيةً حيّة ، ويحملُ لنا أيضاً فعل محبة الله في أعلى وأعظم معانيها .
إنّ العذراء مريم ولدت الإله المتأنس ، أي المسيح يسوع بلاهوتهِ وناسوتهِ ، وعندما نتكلّم عن أُمّ أنها ولدت إنساناً ، لا نقول أنها أُمّ الجَسدِ فقط ، بل أُمّ الإنسان كُلّه ، مع أنها لم تلد روح الإنسان الذي خلقه الله على صورتهِ ومثالهِ ، هكذا تُدعى القدّيسة مريم ” والدة الإله ” ولو أنّها لم تلد اللاهوت ، لكنها ولدت ” الإله المتأنس ” .
إذا كان المسيح هو الله الذي ظهرَ في الجَسدِ كما يقول لنا القديس بولس رسول الأُمم : “عظيمّ سِرُّ التقوى ، قد أُظهِرَ في الجَسدِ وأُعلِنَ باراً في الرُّوح ، وتراءى للملائكة ، وبُشِرَّ بهِ عند الوثنيين ، وأُمِنَ بهِ في العالم ورُفِعَ في المجد ” ( طيموتاوس الاولى ٣ : ١٦ ) ، فوجب أن تُدعى العذراء ب ” أُمّ الله ” ، فهي ” أُمّ يسوع ” ، ويسوع المسيح هو : ” الله “
وعلى هذا تكون القدّيسة مريم هي : ” أُمّ الله ” ، وبالعكس إذا لم تكن القدّيسة مريم ” أُمّ الله “، لا يكون يسوع الابن المولود منها إلهاً .
إنّ حَبل مريم بيسوع لم ينتج عنه تكوين شخص جديد لم يكن له وجود سابق كما هي الحال في سائر البشر ، بل تكوين طبيعة بَشَريّة إتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الموجود منذ الأزل في جوهرٍ واحدٍ مع الآبُ والرُّوح القُدُس .
فيسوع المسيح ليس إلاّ شخص واحد ، شخص الإله المتجسّد ، الذي إتخذ طبيعتنا البشرية من مريم العذراء ” وتجسّد من الرُّوح القُدُس ، ومن مريم العذراء ” ، كما نجاهر في قانون الإيمان ، وصار بذلك ” ابن مريم ” .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك