الطوباويّة ماريا آنا سالا العذراء Beata Maria Anna Sala- Vergine

٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥
إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني
ولدت في 21 أبريل 1829 بقرية بريفيو على ضفاف نهر أدا قرب ليكو بإيطاليا، خامسة من ثمانية أبناء لجيوفاني وجيوفانينا سالا، نشأت في أسرة مليئة بالمحبة والتواضع. كان الأب جيوفاني عاملاً مجتهداً في تجارة الأخشاب، متديناً ومشاركاً في الأنشطة الكنسية، يربي أولاده على الإيمان والتعليم حسب قدرات كل منهم، تعمّدت ماريا آنا في يوم ولادتها باسم ماريا آنا إليزابيتا.
في سن 11 عاماً، أُرسلت إلى المدرسة الداخلية لراهبات سانتا مارسيلينا في فيميركاتي، أسست عام 1838 من قبل المونسنيور لويجي بيراغي، عالم وتقي وأستاذ لاهوتي في ميلانو، أكملت دراستها بعد 4 سنوات وحصلت على شهادة التدريس. عادت عام 1846 لمساعدة أمها المريضة وأبيها الذي يعاني انهياراً مالياً، عملت في الرسالة بين أطفال الرعية والمحتاجين، شعرت بدعوة إلهية للحياة المكرسة، فاختارت معهد مارسيلينا وتقدمت إلى بيراغي للقبول كمساعدة عام 1848.
تكيفت طبيعتها مع نظام المعهد الذي يجمع الحياة الداخلية والعمل الرسولي والتعليمي، في 13 سبتمبر 1852 أعلنت نذورها النهائية مع 24 رفيقة، أول نذور عامة لعائلة مارسيلينا، اختارت القديسة مارسيلينا شفيعة لها. عملت كمدرسة ابتدائية ومعلمة موسيقى في كلية سيرنوسكو سول نافيليو ثم في ميلانو (عبر كوادرونو، جنرال هاوس، وعبر أميدي)، لُقّبت بـ”القاعدة الحية” بين الطلاب والشعب، في حرب الاستقلال الثانية 1859، رَعَت الجرحى في مستشفى سان لوكا مع أخواتها.
عام 1868 أُرسلت إلى جنوة كرئيسة ومديرة دراسات ومعلمة للطبقات العليا، تابعت الطلاب الإيطاليين في شامبيري بسافوي لتعلم الفرنسية في 1873-1874، أُسست مدرسة داخلية هناك عام 1876 للطلاب الإيطاليين والفرنسيين. بعد 9 سنوات في جنوة، عادت إلى ميلانو كمعلمة لدورات الثانوية ومساعدة الأم فيديماري، تولت مهاماً إضافية، وفية لقواعد بيراغي، عاشت ببساطة وإخلاص، معلمة ناجحة ومحبوبة، شجعت الطلاب على الإيمان والتعلم، كثيرون احتفظوا برسائلها (واحدة أصبحت أماً للبابا بولس السادس).
كان الانتقال بين الأديرة صعباً لترك “بناتها” وأخواتها، عام 1883 شُخِّصَت بسرطان الحنجرة، لم تسمح لمعاناتها بأن تثقل الآخرين، واصلت التدريس والحياة الرهبانية حتى خريف 1891، حين أُدْخِلَت المستشفى. توفيت بعد أسبوعين من المعاناة الشديدة في 24 نوفمبر 1891، رفاتها في كنيسة كلية مارسيلينا الأولى بسيرنوسكو سول نافيليو، فُتِح قبرها عام 1920 فوجد الجسد سليماً، أعلنها البابا بولس السادس مكرّمة في 14 أبريل 1977، وطوباوية في 26 أكتوبر 1980 من يوحنا بولس الثاني. فلتكن صلاتها معنا.



















