العذارى الحكيمات – الأب وليم سيدهم
العذارى الحكيمات
يشبه السيد المسيح ملكوت السموات بعشرة عذارى خمسة منهن حكيمات وخمسة منهن جاهلات. أما الفرق بين الحكمة والجهل في هذا المثل فينحصران في إحترام المواعيد. وفي الإستعدادات اللوجيستية الواجبة للمشاركة في الفرح.
عريس هذا الفرح هو يسوع المسيح أما العروس فهي كل أنفس الذين آمنوا بأن هذا العريس هو “المخلص” الأوحد لهم، وللوصول إلى هذا العريس على المدعوين أن يكون لديهم وسيلة للإضاءة وفي حالتنا هذه ”المصابيح” التي تضيء حينما يملأ المصباح بالزيت.
الطامة الكبرى أن هناك خمسة من العذارى كانت تنقصهم الحمية وسيطر عليهم الاستهتار. وعوضًا عن اللجوء للخمسة عذارى الحكيمات لملأ مصابيحهن كان عليهن بالأحرى أن يذهبن ويبتعن الزيت من عند تاجر الزيت.
والمثل هنا يتمحور حول، هل نحن نعدّ أنفسنا جيدًا للمشاركة في الفرح؟ هل لدينا النور الكافي الذي ينير لنا الطريق إلى العريس والعرس أم لا؟
إن حكمة العذارى الحكيمات تدور حول شرائهن الزيت لتأمين النور الذي يضيء لهن ظلام الطريق إلى العريس كما أن هذه الحكمة تجلّت في رفضهن الإنصياع إلى الجاهلات وإعطائهن الزيت “لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ” (متى 25 : 9) مما عرض الجاهلات لخسارة كبيرة وهي حرمانهن من المشاركة في الفرح.
إن هذا المثل يرمز فيه الزيت إلى “الزاد” الذي يتزود به كل من أراد المشاركة في الفرح. فكثير منّا يراهن على الآخرين ليربح الملكوت. ولكن الله يستغرب من الذين يودون الدخول إلى الملكوت وهم وهنّ مستهترين بصاحب الملكوت. فالزيت يرمز إلى كل الوسائل التي تنير لنا الطريق إلى الملكوت من أول كلام الله الحي إلى سلوكنا بمقتضى هذا الكلام ، إن الله لم يضن علينا بإبنه الوحيد حتى نستمتع معه بالملكوت. ولكن حينما نضن نحن على أنفسنا بأن نتكاسل ونهمل عطايا الله فلا نلومن إلا أنفسنا إذا وجدنا أنفسنا أمام باب مغلق القصد منه إشعارنا بخطر التكاسل في الذهاب إلى هذا الملكوت بحجة أن صاحب الملكوت والعرس رجل طيب، إن طيبة الله ورحمته لا تنتهي ولكن الذي ينتهي هو عدم تمييزنا للوقت الذي يجب أن نلبي فيه النداء إن هذا العرس له زمان محدد فإن فاتنا الميعاد فقد نجد أنفسنا في الشارع.