stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الفرح ثم الفرح – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

الفرح ثم الفرح

في أمثلة ثلاث تحدث عنها المسيح هدفهم إظهار حالة الفرح التي يستمتع بها من وجد خروفًا ضاع ‏ودرهمًا ضاع وإبنا قد ضاع .‏

الأمثال الثلاثة هي صور مختلفة للأب السماوي الذي يفرح جدًا بالعثور على الإبن الذي يتركه لأنه ‏تصور أن أبيه هو سبب شقاءه.


كيف لا يفرح رب البيت وصاحب الكرمة والداعي إلى الوليمة حين يجد بيته عامرًا وكرمته مثمرة ‏ووليمته يجلس فيها كل أبنائه وبناته؟

إن الفرح الذي يسميه اغناطيوس “الانبساط” هو الحالة التي تكون فيها النفس متحدة بالآب وراضية ‏وسعيدة على ما آلت عليه الأمور معها. وحالة الفرح نعمة مجانية يجود بها الله على المقربين منه ‏والداعين بإسمه والمنفتحين على بهاء حضوره الحيَّ.‏

نحن نضيق ذرعًا بمن يخالفوننا الرأي أو الذين يغلقون الباب في وجهنا ويرحلون حيث يريدون ‏وأحيانًا حينما نفقد شيئًا ثمينًا نبحث عنه بحماس ثم إذا لم نجده ينتابنا الحزن ونجلس في كآبة. كذلك إذا ‏إختار أحد أبنائنا الإستقلال عنا نكيل له اللعنات ونعتبره مارقًا ونحتفظ بالجرح غائرًا في ثنايا قلبنا.‏

إن عزيمتنا غالبًا ما تخور سريعًا وتجد الأعذار تلو الإعذار في عدم القدرة على مواصلة الإنتظار أو ‏البحث عما هو غايب أو مفقود.‏
في هذه الوهلةيطل علينا كلام الانجيل حيث يعطي ثلاثة نماذج تعبر عن سعة قلب الله وحلمه ورحمته ‏في التعامل مع مثل هذه الأمور ويعدنا بالفرح الناتج عن الصبر والبحث والانتظار حينما نلتقي بمن ‏نبحث عنه أو بما نبحث عنه مثل المرأة التى وجدت الدرهم.‏

إن هذا الفرح الذي يظهر فجأة بعد حصولنا على المراد هو الفرح الحقيقي والمستمر الذي يحدثنا عنه ‏الإنجيل. ليس المطلوب منا أن نفرح فقط لأننا وجدنا ما فقدناه لأسباب مرتبطة بخبرتنا وظروف فقدنا ‏له. بل يذكرنا الله أن الفرح هو فرح الناس جميعًا حينما يتشاركون أو يتسامرون أو يعملون في ‏مشروع مشترك يلبي أحلامهم وطموحاتهم. الفرح هو حال الأشخاص الذين يقبلون أن يتقاسموا معًا ‏أوقات المشقة كما يتقاسمون أوقات الفرح.‏

نحن نقول في المثل الشعبي “الصديق يُعرف وقت الضيق” أو “لقمة هنية تكفي 100” أو “بصلة ‏المُحب خروف” هذه الثقافة الشعبية التي تمجد ثقافة فرح المشاركة و الصداقة وإحتمال الشُح هي التي ‏يدعونا إليها الانجيل. لم يأت الإنجيل بأمثلة عن الملائكة ولكن بأمثلة من حياته البشرية التي تغلف سر ‏تجسده محبة فينا وتضامنًا معنا.‏

فلنفرح جميعًا ونتهلل بكل يوم يصنعه الرب. ‏