القديسة زيتا العذراء Santa Zita – Vergine
27 إبريل
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
ولدت القديسة زيتا في سنة 1218م في قرية لكا بإيطاليا ن من أبوين فقيرين وتقيين بحب الله والقريب. فعلمت خادمة في بيت أحد اشراف المدينة عندما كان عمرها اثنتي عشرة عاماً. وكانت تقوم بعملها بكل أمانة ونالت محبة الجميع.
وكانت تذهب كل صباح إلى الكنيسة وتحضر القداس وتتناول من الأسرار المقدسة، بعد القداس تصلى طالبة من الله القوة لكي تشتغل جيداً في ذلك النهار. وكانت حليمة هادئة متواضعة صبورة. وكانت تساعد الجميع في أعمالهن وتحتمل منهن الإهانات، فكانت رفيقاتها يحسدنها على فضيلتها فعذبنها كثيراً.
فعزمت أن تقدم بتوليتها ليسوع المسيح. فشرعت تقمع جسدها بالتقشف والصوم. وكانت تساعد الفقراء، فذات يوم جمعت كسراً من الخبز وفتاتاً قد فضلت في بيت سيدها فوضعتها في كيس وارادت أن تحملها الى الفقراء.
فرأها سيدها فقال لها ماذا في الكيس فخافت أن تقول له أنه بعض فتات خبز، فقالت إنه ورد فقال لها اريني ففتحت له الكيس فلم ير فيه سوى ورد. وكان الله يملاها من نعمه، وطالما اظهر قداستها بنور عجيب يسطع في حجرتها.
فكل ما كان يعطيها سيدها إياه تعطيه للفقراء. وفى ليلة عيد الميلاد إذ كانت منطلقة على الكنيسة لتحضر القداس صادفها سيدها. ولما رأها لابسة ثياباً خفيفة مع أن البرد كان مشتداً أعطاها عباءته لتستدفئ ولكن لا تعطيها لأحد، فأجابته بالسمع والطاعة، فلما دخلت باب الكنيسة صادفت شيخاً فقيراً عرياناً يرجف من البرد، فأعطته العباءة فقالت له أنا في الكنيسة طول مدة الصلوات والقداس.
فخذ هذه العباءة واستدفئ بها وإذا خرجت فردها إلى ثم ألبسته إياها. وبعد الصلوات خرجت من الكنيسة وأجالت بعينيها لتنظر الفقير فلم تره. فلما دخلت البيت ونظرها سيدها مجردة من العباءة غضب عليها وطفق يؤنبها على قلة طاعتها. فتذللت بين يديه مستغفرة .
وفى تلك الأثناء دخل رجل غريب ورمى العباءة أمام سيدها. وكان رجلاً نورانياً فعرف الجميع انه ملاكاً. فلم تفتر القديسة زيتا في سيرتها أبداً بل كانت دائما متقدمة في الفضائل. وذات يوم أصيب بحمى شديدة طرحتها في الفراش فعلمت أن ساعتها قد دنت.
فتهيأت للرحيل وأخذت الأسرار المقدسة. ورقدت في الرب بسلام يوم 27 إبريل علم 1278م.
كان الصبيان في الطرق يصيحون ماتت القديسة. فتقاطر جم غفير إلى البيت ليكرموا هذه الخادمة الفقيرة. وشيعها أكابر المدينة والجميع يباركون الله. وجرت آيات كثيرة على قبرها. من ذلك أنها ردت البصر للعميان والنطق للصم والصحة للمرضى. فظل جسدها ساليماً لم ير الفساد.
فلتكن صلاتها معنا. ͐