stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة مارجريت من كورتونا Santa Margherita da Cortona – Religiosa

407views

22 فبراير

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

وُلِدَت مارجريت عام 1247م في مدينة صغيرة تتبع إقليم توسكانيا هي “لاﭬـيانو” بإيطاليا، لعائلة ريفية.

توفيت والدتها بينما كانت هي بعمر السابعة، وتزوج والدها بأخرى، كان الوِدّ بينها وبين مارجريتا قليل. مع بلوغها مرحلة المراهقة، صارت مارجريتا شديدة العناد إلى جانب الطَيش والجموح الذي جعل سمعتها بالمدينة غير حَسَنة.

بعمر السابعة عشر إلتقت شاباً هو ابن “جوليامو دي پيكورا” لورد مدينة لاﭬـيانو، فهربت معه بدافع العاطفة بعد أن أقنعها بأنه سيتزوجها، ولعدم وجود ما يجعلها ترتبط ببيتها وأهلها، فإذا بها تجد نفسها في قلعته بمدينة “مونتيبولتشيانو” الواقعة بإقليم توسكانا.. ليس كزوجة له – كما أوهمها – ولكن كعشيقة.

عاشت معه مدّة عشر سنوات في القلعة، وخلال هذه السنوات أنجبت له طفلاً، وكثيراً ما وعدها بأنه سيتزوجها يوماً ما، وانتظرت هي ان تكون زوجة له لأنها تحبّه.. لكن هذا اليوم لم يأتي. وذات يوم ذهب الأمير لرحلة صيد مُصطحباً كلبه، ولم يعد في آخر النهار كالمعتاد، فإذا بكلب الصيد يعود وحده إلى القلعة ويصطحبها إلى مكان الأمير لتجده قتيلاً.

كانت صدمة مقتل الأمير شديدة على نفس مارجريت، لكنها دفعتها نحو الشعور بالذنب، نحوه ونحو نفسها، وبدأت تُصلّي بتوبة صادقة وندم شديد، وبدأت بسرّ المصالحة عهداً جديداً من التوبة والصلاة والإماتات الروحية والجسدية، وتعيش تكفيراً عن خطاياها بأصوام وسهر للصلاة والتأمل، وطلباً لراحة نفس الأمير بعد أن غفرت له وأشفقت على مصيره الأبدي. ولكي تُعلِن إنتهاء عهد الخطيئة من حياتها أعادت كل ما قدَّم لها الأمير من هدايا وأموال إلى عائلته، وتركت قلعته إلى غير عودة، ولم تأخذ معها سوىَ طفلها الذي أصبح مسئوليتها. وقد عانت لفترة من إتهامات بأنها هي من قتلته لكن ثبتت براءتها.

حاولت مارجريت العودة إلى بيت أبيها لكن زوجته رفضتها، فوجدت نفسها تتوجّه نحو دير الرهبان الفرنسيسكان بـ كورتونا الواقعة بإقليم توسكانا، لتأخذ منهم المشورة وتطلب الصلاة من أجلها.

كانت مارجريت قد ألزمت نفسها بالصوم الدائم عن اللحوم والاكتفاء بالخضروات والخبز، وكذلك فترات الصوم بالإنقطاع عن الطعام لأيام، مع الاتضاع والتمتُّع الحقيقي بحُبّ الله، وكذلك إحتمال احتقار وإهانة البشر الذين لا يصدِّقون التوبة ولا يقبلون التائب كما فعل المسيح. وقد أعربت للرهبان عن رغبتها في تكريس حياتها لإلهها الحبيب الحقيقي.

في عام 1277م، وبعد مرور ثلاث سنوات من الملاحظة لنموها الروحي، تم قبول مارجريت بالرهبنة الفرنسيسكانية العلمانية. وقد اختارت حياة الفقر والاستجداء أو العمل بدون أجر مقابل الطعام فقط، مع متابعة حياة الصلاة والصوم، كما تمكنت بجهودها واتضاعها ورغبتها في تخفيف معاناة المرضى الفقراء والمُشرَّدين، من تأسيس مستشفى لهم، وقد أمّنت فريق من التمريض مكوَّن من مُكرسات ثالثيات كان لهنّ نفس الرؤية والرسالة والشوق لخدمة الله في شخص المريض الفقير والمُشرَّد. كذلك أسست مجموعة خدمية اخري باسم سيدة الرحمة. “

إنتقلت الأخت مارجريت للعيش في الفترة الأخيرة من حياتها بكنيسة مُتَهَدِّمة ومهجورة على اسم القديس باسيليوس وقد قضت بها 22 عام حتى رقدت في الرب يوم 22 فبراير 1297م عن عمر ناهز الخمسين. أما عن ابنها فقد صار راهباً بدير الرهبان الفرنسيسكان بـ كورتونا

تم إعلان قداستها عن يد البابا “بنديكتوس الثالث عشر” عام 1728م. فلتكن صلاتها معنا.