stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديستان بربتوا وفليشتا الشهيدتان Sante Perpetua e Felicita – Martiri

404views

7 مارس

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

عاشت بربتوا وفليشتا في القرن الثالث الميلادي. كان عمر بربتوا أثنين وعشرين سنة، متزوجة بأحد الأثرياء ومعها طفل رضيع. قبض عليها مع جاريتها فليشتا بسبب إيمانهما المسيحي. وثلاثة رجال آخرين، ولحق بهم رجل يدعى ساتيروس، وكان معلمهم ومرشدهم، تقدم باختياره ليسجن معهم حتى يكون لهم سنداً ويشاركهم اتعابهم.

كان زوج بربتوا مسيحياً قبل الإيمان سراً، اختفى عندما شعر بموجة الاضطهاد. وضع الخمسة في إحدى البيوت في المدينة. فجاء والد بربتوا ليبذل كل جهده لرد ابنته إلى العبادة الوثنية، فصارحته بأنها لم تنكر مسيحها. عندئذ انهال عليها ضرباً وصار يشتمها، ثم تركها ومضى. وبعد ذلك نال الموعوظين المقبوض عليهم سر المعمودية.

وبعد أيام قليلة دخلت بربتوا مع زملائها السجن وكان ظلامه لا يوصف ورائحة النتانة لا تطاق، فضلاً عن قسوة الجند وحرمانها من رضيعها. استطاع شماسان يدعيان ترتيوس وبومبونيوس أن يدفعا للجند مالاً ليسمح لهم بشيء من الراحة. كما سمح لها أن ترضع طفلها الذي كان قد هزل جداً بسبب الجوع.

بعد ذلك سمح لها ببقاء الرضيع. وسمع والدها بقرب محاكمتها فجاء إليها في السجن يبكي بدموع، أما هي فأكدت له إنها لن تنكر إيمانها المسيحي. مضى والدها حزيناً جداً على عدم إقناع ابنته. في اليوم التالي اُستدعيّ الكل للمحاكمة العلنية أمام الوالي هيلاريون. فطلب منهم إنكار إيمانهم، ومن بربتوا أن تعود إلى العبادة الوثنية لكي تربي طفلها، فرفضت بشدة.

رأى الوالي إصرار الكل على التمسك بالإيمان المسيحي فحكم عليهم بإلقائهم طعامًا للوحوش الجائعة المفترسة. أعيد الكل إلى السجن حتى يُرسلوا إلى ساحات الاستشهاد ليُقدموا للوحوش المفترسة. وأما فليشتا فكانت حزينة جداً لأنها كانت حامل لأن القانون الروماني يمنع قتلها حتى تتم الولادة، بهذا لا تنعم بإكليل الاستشهاد مع زملائها.

صلى الكل من أجلها، وفي نفس الليلة استجاب لها الرب إذ لحقت بها آلام الولادة. رآها السجان وهي تتعذب، فقال لها إن كانت لا تحتمل آلام الولادة الطبيعية فكيف تستطيع أن تحتمل أنياب الوحوش ومخالبها. أجابته فليشتا: “أنا أتألم اليوم، أما غدًا فالمسيح الذي فيّ هو الذي يتألم، اليوم قوة الطبيعة تقاومني، أما غدًا فنعمة الله تهبني النصرة على ما أُعد لي من عذاب.

جاء الوقت المحدد وانطلق الكل إلى الساحة كما إلى عرسٍ، وكان الفرح الإلهي يملأ قلوبهم. وإذ انطلقت الوحوش المفترسة لتمزق أجسادهم ونالوا جميعاً إكليل الشهادة، وكان ذلك في عام 203م.

فلتكن صلاتهم معنا.