stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس الكسيس رجل الله‎

492views

‏ ‏‎17‎‏ يوليو‎

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني‎

ولد من اسرة نبيلة في مدينة روما والده يدعى اوفميانس وامه اسمها اغلانس وكانت عاقراً، وكان هذان ‏الزوجان حزينين دائما على حرمانهما من الانجاب.

كان يتوسلان إلى الرب بالصلاة والصوم والصدقة أن يرزقهما ابناً يكون وريثاً لاموالهما بعد موتهما. ‏استجاب الرب لهما ورزقهما غلاماً سمياه الكسيس. فربياه في الحياة المسيحية والعلوم. ولما بلغ سن ‏الشباب خطبا له صبية من بنات الأشراف.

ولما حانت ليلة العرس كلمه الله باطناً واعلمه بأنه يريده في ‏خدمته. وأمره أن يترك عروسه وينفصل عن أهله واصدقائه وينطلق إلى المكان الذي يريه اياه. فاطاع ‏الكسيس الهام الله. وخرج من بيت ابويه متنكراً وتوجه إلى الميناء في ساحل البحر. فقدر له الله سفينة ‏فركبها وسار حتى وصل الى اللاذقية. ومن هناك سار إلى مدينة الرها وسكن فيها بقرب كنيسة مريم ‏العذراء وكان يستعطي خبز كفافه يوماً فيوماً ويقضي زمانه في الصلاة. وعاد الى موطنه فى رومه، لما ‏توجه إلى البيت صادف في الطريق اباه ومعه خدامه.

أخذه الخادم وادخله قبة صغيرة مظلمة فسكن فيها القديس الكسيس مدة سبع عشرة سنة من دون أن يعلم به ‏أحد. وكان يقاسي أذيات كثيرة من خدام البيت إذ كانوا يهزأون به وبحالته الفقرية وبقداسة سيرته. وكان ‏يفرح بنظره نفسه مرزولاً في بيت أبويه حبا لله. وكان لالكسيس حرب قوية لا يقدر أن يحتملها إذ يرى ‏أمه دائما تبكى على فقدانه وكذلك عروسه تبكى نهاراً وليلاً في البيت الذى تركها فيه ولا تريد أن تخرج ‏منه أبداً.

وكانت هذه الحسرات تبلغ إلى مسامع الكسيس، لكن الله قواه وجعله كالصخرة وجعله يحتمل تلك ‏الصعوبات كلها. وكان يعترف ويتناول القربان المقدس كل اسبوع وكانت حياته يقضيها في الصلاة ‏والصوم والتقشف. فأوحى له الله بيوم موته. ولما دنا يومه اخذ قلماً وورقة وكتب فيها اسمه واسم أبيه ‏واسم امه واسم عروسه. وطوى الورقة واطبق يده عليها منتظراً الساعة التى فيها يدعوه الله إليه.

ولما رقد ‏في الرب سمع الناس صوتاً يقول ابحثوا عن رجل الله في بيت اوفميانس، وذهبوا الى هناك ووجدوا ‏الكسيس الفقير مضطجعاً على الأرض فنظره ابوه فوجد في يديه ورقة ولما شرع الكاتب في قرآتها ولفظ ‏اسم أبيه واسم أمه واسم عروسه. صرخ ابوه بصوت عظيم ورمى بنفسه على جسد ابنه قائلاً : آه يا ابني ‏لماذا فعلت معى هكذا وتركتني في الحزن، كيف مكثت هذه السنين الكثيرة في بيتى وما عرفتك.

‏وخرجت امه من حجرتها تصرخ ايضا، وأيضا جاءت عروسه وانطرحت على جسده قائلة : لقد قضيت ‏كل حياتي بالدموع والأحزان والآن اشاهدك مائتاً ياعريسي. وحملوا جسده إلى كنيسة القديس بطرس. ‏وبقي هناك سبعة ايام. ولم ينفك عنه ابوه وامه وعروسه نهاراً وليلاً. وفي تلك الأثناء جرت كرامات ‏كثيرة بشفاعته. وأخيراً دفنوه باحتفال عظيم في كنيسة القديس بنيفاقيوس وكان موت القديس الكسيس في ‏اليوم السابع عشر من يوليو عام 405م. فلتكن صلاته معنا. ‏