stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس برثلماوس الرسول، الشهيد San Bartolomeo – Apostolo

900views

24 أغسطس

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

بالميلاد إسمه “نثانئيل” ويعني “عطية الله”، تحوَّل اسمه إلى “برثلماوس” وهو إسم آرامي يعني “إبن تلماي”، وُلِد في القرن الأول الميلادي. كان من أوائل التلاميذ الذين تبعوا الرب يسوع المسيح، حيث دعاه فيلبس الذي كان قد صار تلميذاً هو الآخر ..

يقع ذكر موقف التعارف بينه وبين السيد المسيح في (يوحنا 1 : 45 – 51).

في التقليد وبحسب شهادة المؤرخ يوسابيوس القيصري فقد بشَّر برثلماوس الهند وترك فيها نُسخة من بشارة متى. كما تبع القديس يهوذا تدّاوس الرسول إلى أرمينيا ليبشرا فيها بالإنجيل إلى ان استُشهِد بها، وصار كلاهما شفيعي الكنيسة الأرمينية.

كان إستشهاد القديس برثلماوس الرسول حالة فريدة وبشعة للغاية، حيث تم إعتقاله من قِبَل شقيق الملك ويُدعى “أستياجيس”، بعد إنتشار الإيمان في أرمينيا التاريخية حتى وَصَل إلى تعَميد الملك “بوليبيوس” ملك أرمينيا. وكان إستشهاده عن طريق سَــلــخ جلده وهو حي ، ثم تلى ذلك صَلْبُه على صليب مقلوب.

في القرن الثالث عشر تم بناء دير على اسم القديس برثلماوس في نفس الموقع الذي شهد عملية إستشهاده بـ “ﭬـاسپوركان” في أرمينيا العُظمى .

كتب مؤرخ يُدعى “ثيودورس ليكتور” من القسطنطينية، أنه في القرن الخامس أهدى الإمبراطور “أنستاسيوس” زخائر القديس برثلماوس إلى مدينة تُسمى “دورا أوروبوس” و التي تم إكتشافها في الحدود السورية. كما وُجِد جزء من الزخائر في كاتدرائية القديس بلرثلماوس الرسول بجزيرة “ليباري” الإيطالية، وقد إنتقلت إليها هذه الزخائر عن طريق القسطنطينيين،

وهذه الزخائر عبارة عن أجزاء كبيرة من جلده المسلوخ وبعض عظامه، وقد كانت سبب بركة في “ليباري” وحدث بشفاعة القديس العديد من المعجزات. بعدها نُقِلت الزخائر المقدسة لكاتدرائية أخرى تحمل إسم القديس برثلماوس الرسول ولكن في “بنيـﭬـنتو” بجنوب إيطاليا عام 838م، ومازالت الزخائر المباركة محفوظة بإكرام فيها حتى اليوم. كما ان أجزاء من الجمجمة موجودة بكاتدرائية تحمل اسمه في فرانكفورت بألمانيا. وزخائر من الذراع محفوظة بإكرام في كاتدرئية كانتربري بإنجلترا.

توجد معجزات كثيرة حدثت بشفاعة القديس قبل وبعد استشهاده، لكن الأشهر منها هو معجزتين تمتا في جزيرة “ليباري” الإيطالية، وأكدها سُكانها وسجلوها بكاتدرائيته.

الأولى: في تذكاره السنوي وبعد أعوام قليلة من بناء كاتدرائيته بليباري، حيث اعتاد المحتفلين حمل تمثال من الفِضّة له على أعناقهم والطواف به مع الترنيم نزولا من التل وصعوداً عليه. كان يمكن لبعض الرجال الأقوياء حمل التمثال كالمعتاد كل عام، إلا أنه في هذا العام لم يتمكن أي عدد من الرجال ومهما بلغت قوتهم أن يحملوا التمثال لأكثر من بضع ثواني ثم إنزاله على قاعدته مرة أخرى بسبب الثقل الغير عادي له.

تكرر الأمر ثلاث مرّات وتمثال القديس برثلماوس يزداد ثقلاً في كل مرّة. بعد المرّة الثالثة سمع المصلّين دوي تحطم وإنهدام، فخرجوا ليروا ما حدث فإذا بإنهيار في الجدران السفلية المبنية أسفل التلّ الذي بُنيَت عليه الكاتدرائية، وقد كان المحتفلون سيمرون أسفل هذه الجدران والأَسْقف كمسار إجباري ووحيد للطواف بالتمثال. بالتالي لولا واقعة ثقل التمثال الغامضة لمات أغلبهم تحت انقاض الجدران والأسقف المُنهارة.

الثانية: خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان النظام الفاشي الحاكم لإيطاليا يبحث عن التمويل لحروبه ضد باقي دول أوروبا، فقرّر ان يستولي على أي شئ ذا قيمة بالكنائس، وبالمعاينة لكاتدرائية القديس برثلماوس قررت السُلطات الإستيلاء على تمثال القديس برثلماوس المصنوع من الفضة (بطل المعجزة الأولى) لتمويل الحرب الغاشمة التي خاضها متعاوناً مع النازي ضدّ أوروبا من خلال صَهْرُه وبيع الفضّة.

بالفعل تم الإستيلاء عليه، وعند وضعه على الميزان لم يزن سوى بضعة جرامات برغم ضخامته! أعادته الدولة إلى كاتدرائية ليباري ظَنّاً منها بأنه ليس من الفضة الخالصة وهذا سبب خفّته، وهو في الحقيقة يزن كيلو جرامات كثيرة.

ويُنسَب للقديس برثلماوس العديد من المعجزات الخاصة بأوزان الأشياء.

يُرسَم في الأيقونات واللوحات الفنية حاملاً سكين الدبّاغ (آداة إستشهاده) ويتدلى منه جلده المُنسلخ.
هو شفيع دولة أرمينيا، ودولة مالطة، الدبّاغين، الجزّارين، وعُمّال تجليد الكتب، ومرضى الأعصاب. فلتكن صلاته معنا