القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد San Giustino-Martire
الأول من يونية
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
ولد القديس يوستينوس في نابلس مدينة في فلسطين . وفى صباه تولع في العلوم الدينوية وتعلم جيداً الشعر والفلسفة والتاريخ . لم ينته يوستينوس من بحثه عن الحقيقة الدينية حتى عندما اعتنق المسيحية بعد سنوات من دراسة الفلسفات الوثنية المختلفة.
عندما كان شابًا، انجذب بشكل أساسي إلى مدرسة أفلاطون. ومع ذلك، وجد أن الدين المسيحي يجيب على الأسئلة العظيمة حول الحياة والوجود بشكل أفضل من الفلاسفة.
عند تحويله، استمر في ارتداء عباءة الفيلسوف، وأصبح أول فيلسوف مسيحي. جمع بين الدين المسيحي وأفضل العناصر في الفلسفة اليونانية. في رأيه، كانت الفلسفة معلمًا يقود المرء إلى المسيح.
وكان يوستينوس سالكاً في سيرة مستقيمة. ثم انه كتب كتاباً يبرهن فيه للوثنيين على حقيقة الأسباب التي اهتدى بها إلى الديانة المسيحية ويفند اضاليلهم. وانطلق إلى روما واقام فيها زماناً طويلاً يرشد كل من كان يسترشده ويسعى في اقناع اليهود والوثنيين أن يهتدوا إلى طريق الحق . ولم يكتف بذلك بل أخذ قلمه وشرع يدافع عن الديانة المسيحية من هرطقة مرقيون الهرطقى ،
وفى عهد أنطونينس الملك خليفة ادريانس ثار اضطهاد عظيم على المسيحيين من الوثنيين فصنف يوستينوس كتاباً عجيباً للدافع عن الديانة المسيحية وذلك في سنة 150م . وقدمه إلى انطونينس الملك .وفيه يبرر المسيحيين من جميع التهم التي كان الوثنيون واليهود يفترون بها عليهم .
ويفهمه أن المسحيين بطهارة سيرتهم يؤثرون الموت على حجود ديانتهم لأنهم موقنون ان الله يقيمهم بيسوع المسيح. فاقتنع أنطونينس الملك ببراهن يوستينوس وابرز أمراً في اسيا بأن يشتكى على احد من المسيحيين من أجل ديانته. فهدأ الاضطهاد.
ولكن بعدما مات انطونينس وجاء بعده مرقس اورليوس ولوقيوس وارس ثار اضطهاد جديد على المسيحيين. فالتزم يوستينوس أن يكتب كتباً أخر للدافع عن المسيحية وتبرئة المسيحيين وقدمه إلى الملكين وفيه يوضح لهما القساوة التي كان الولاة يعاملون بها المسيحيين.
فاغتاظ الوثنيون من كتاباته وجزموا على قتله . وبعد زمان ادركوا ثارهم منه إذ أمسكوه مع بعض المسيحيين وأتوا بهم أمام رسطيقس والى روما فقال ليوستينوس اطع الألهة ولا تعص أوامر الملوك . فقال يوستينوس ليس لك أن تعذل أو تعاقب من يطيع أوامر يسوع المسيح مخلصنا ان كنت عادلاً والا فأنت ظالم .
قال رسطيقس في أي علم أنت متولع قال يوستينوس لقد اختبرت كل العلوم ولم ار الحق في واحد منها . وأخيراً تعلمت في الفلسفة المسيحية. قال رسطيقس أيها الشقي اتقر بتعليم المسيحيين. قال يوستينوس أي نعم أقر وذلك مجد لى لأنه يدلني على طريق الهدى والفضيلة .
قال رسطيقس وما هي عقائد الديانة المسيحية فقال نحن المسيحيين نؤمن باله واحد خالق السماء والرض وكل ما فيهما . ونعترف بربنا يسوع المسيح ابن الله الذى اخبر عنه جميع الأنبياء وهو مبدع الخلاص وديان جميع البشر. فعند ذلك امر رسطيقس بجلدهم وبقطع رؤوسهم. وهكذا تم استشهاد يوستينوس ورفقاؤه سنة 167م .
وترك لنا الشهيد يوستينوس المعلم الفيلسوف كتباً كثيرة في محاماة الديانة المسيحية ودحض أضاليل الوثنيين واليهود والهراطقة . وهي معتبرة جداً في خزانة الكنيسة المقدسة .
فلتكن صلاته معنا .