القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 3 مارس – اذار 2022 “
الخميس بعد أربعاء الرماد
سفر تثنية الاشتراع 20a-19.18a-17.16a-15:30
كَلَّمَ موسى الشَّعب بهذا الكلام: «انظُرْ. إِنِّي قد جَعَلتُ اليَومَ بينَ يَدَيك الحَياةَ والخَير، والمَوتَ والشَّرّ.
بما أَني آمُرُكَ اليوم أَنّ تُحِبّ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَ تَسيرَ في طُرُقِه، وتَحفَظَ وَصاياه وَرُسومَه وأَحْكامَه، لتَحْيا وتَكثُرُ ويُبارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
وإِنْ زاعَ قَلبُكَ ولم تَسمَعْ، وَمِلتَ وسَجَدتَ لآلِهَةٍ أُخْرى وعَبَدتَها،
فقد أنبأتُكم اليَومَ أَنَّكم تهلِكونَ هَلاكًا.
وقد أَشهَدتُ علَيكمُ اليَومَ السَّمَاءَ والأَرضَ بِأَنِّي قد جَعَلت بينَ أَيديكُم الحَياةَ والموت، البَركَةَ واللَّعنَة. فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ وذُرّيَّتُكَ
بأَن تُحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ وتُطيع أمره وتَتَشَبَّث به، لأَنَّ بِه حَياتَكَ وطولَ أَيَّامِكَ».
سفر المزامير 6.4.3.2-1:1
طوبى لِمَن لَم يَسلُك وَفقَ مَشورَةِ ٱلآثِمين
وَلَم يَتَوَقَّف في سُبُلِ ٱلخاطِئين
وَلَم يَجلِس في مَجلِسِ ٱلسّاخِرين
لَكِن بِشَريعَةِ ٱلرَّبِّ سُرورُهُ
وَبِشَريعَتِهِ يَتَفَكَّرُ لَيلَهُ وَنَهارَهُ
يَكونُ كَٱلشَّجَرِ ٱلمَغروسِ عَلى مَجرى ٱلمِياه
ٱلَّذي يُؤتي ثَمَرَهُ في أَوانِهِ
وَلا يَذبُلُ وَرَقُهُ
وَيَنجَحُ كُلُّ ما يَصنَعُهُ
لَيسَ كَذَلِكَ ٱلأَشرارُ، لَيسوا كَذَلِك
بَل إِنَّهُم كَٱلعُصافَةِ ٱلَّتي تَذروها ٱلرِّياح
لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عالِمٌ بِطَريقِ ٱلصِّدّيقين
أَمّا طَريقُ ٱلأَشرارِ فَتُؤَدي إِلى ٱلهَلاك
إنجيل القدّيس لوقا 25-22:9
في ذلك الزَّمان: قال يسوع لتلاميذه: «يَجِبُ على ابنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه الشُّيوخُ والأَحبار والكَتَبَة، وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث».
وقالَ لِلنَّاسِ أَجمَعين: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني.
لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حياتَه يَفقِدُها. وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَه في سَبيلي فإِنَّه يُخَلِّصُها.
فماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟
التعليق الكتابي :
القدّيس أنَسطاس الأنطاكي، راهب ثمّ بطريرك أنطاكية من 549 إلى 570
العظة رقم 4 عن الآلام
«يَجِبُ على ابنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة… وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث»
“ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم” (مت 20: 18). أعلن الرّب يسوع المسيح بقوله هذا إلى تلاميذه ما كان يتوافق مع نبوءات الأنبياء لأنّهم كانوا قد تنبّأوا بموته الذي كان سيحصل في أورشليم… نحن نفهم لماذا كان على كلمة الله أن يعاني آلام الجلجلة، هو الذي ما كان يمكن أن يتألّم بطريقة أخرى؛ لأنّ الإنسان ما كان ليخلص بغير هذا السبيل. هو وحده عرف ذلك، ومَن كشف لهم عن ذلك. والحقيقة أنّه عرف كلّ ما يأتي من الآب؛ إذ إن “الرُّوحَ يَفحَصُ عن كُلِّ شَيء حتَّى عن أَعماقِ الله (1كور 2: 10).
“أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟” (لو 24: 26). لقد كان من المستحيل ألاّ تحدث الآلام، كما أكّد الرّب يسوع بنفسه عندما سمّى التّلميذين “قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء”(لو 24: 25)، كونهما لم يعرفا بأنّ “على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه”. والحقيقة أنّه أتى ليخلّص شعبه، وتخلّى “عمّا كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم” (يو 17: 5). هذا الخلاص كان الكمال الذي يجب أن يتمّ بالآلام، والذي سيُمنح لخاق حياتنا، وفق تعاليم القدّيس بولس: “كانَ يَحسُنُ به أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهم مُكَمَّلاً بِالآلام” (عب 2: 10).
نرى كيف أنّ مجد الابن الوحيد، الذي حُجب عنه خلال فترة وجيزة لصالحنا، أعيد له على الصليب في الجسد الذي أخذه. نقل القدّيس يوحنّا في إنجيله عن الرّب يسوع قوله: “مَن آمنَ بي… ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد (يو 7: 38-39). ما سمّاه مجده هو موته على الصليب. لذلك، عندما كان يصلّي قبل أن يوضع على الصليب، طلب الربّ يسوع من الآب أن يعطيه “ما كانَ له مِنَ المَجدِ عِندَ الآبِ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم”.