القراءات اليومية بحسب الطقس السرياني ” 9 يونيو – حزيران 2021 “
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 19-1:14
يا إِخوَتِي، إِسْعَوا إِلى المَحَبَّة، وٱطْمَحُوا إِلى المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، ولا سِيَّمَا النُّبُوءَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ الله، ولا أَحَدَ يَفْهَمُهُ، لأَنَّهُ يَقُولُ بِالرُّوحِ أَشْيَاءَ خَفِيَّة.
وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فهوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ كَلامَ بُنْيَانٍ وتَشْجِيعٍ وتَعْزِيَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ يَبْنِي نَفْسَهُ، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَة.
إِنِّي أَوَدُّ أَنْ تتَكَلَّمُوا جَمِيعُكُم بِالأَلْسُن، ولكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ الَّذي يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُن، إِلاَّ إِذَا كَانَ المُتَكَلِّمُ يُتَرْجِم، لِكَي تُبْنَى الكَنِيسَة.
فَٱلآن، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِذَا أَتَيْتُكُم وكَلَّمْتُكُم بِالأَلْسُن، فَمَاذَا أُفِيدُكُم، إِذَا لَمْ أُكَلِّمْكُم بِوَحيٍ، أَو بِعِلْمٍ، أَو بِنُبُوءَة، أَو بِتَعْلِيم؟
كَذلِكَ الآلاتُ الجَامِدَةُ الَّتي تُعْطِي صَوتًا، كَالمِزْمَارِ وَالقِيْثَارَة، إِذَا لَمْ تُعْطِ أَنْغَامًا مُمَيَّزَة، فَكَيْفَ يُعْرَفُ عَزْفُ المِزْمَارِ أَوِ القِيْثَارَة؟
وَإِنْ أَطْلَقَ البُوقُ صَوتًا غَيْرَ وَاضِح، فَمَنْ يَتَأَهَّبُ لِلقِتَال؟
كَذلِكَ أَنْتُم، إِذَا كُنْتُم لا تَتَكَلَّمُونَ بِلِسَانِكُم كَلامًا جَلِيًّا، فَكَيْفَ يَعْرِفُ السَّامِعُونَ مَا تَقُولُون؟ لأَنَّكُم تَكُونُونَ كَمَنْ يَتَكَلَّمُ في الهَوَاء!
إِنَّ في العَالَمِ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً مِنَ الأَلْفَاظ، ولا نَوْعَ مِنْهَا بِدُونِ مَعْنى،
فإِذَا كُنْتُ لا أَعْلَمُ مَدْلُولَ الأَلْفَاظ، كُنْتُ في نَظَرِ المُتَكَلِّمِ أَجْنَبِيًّا، وكَانَ المُتَكَلِّمُ أَجْنَبِيًّا في نَظَرِي.
كَذلِكَ أَنْتُم، بِمَا أَنَّكُم تَطْمَحُونَ إِلى المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، فَٱسْعَوا في طَلَبِ المَزيدِ مِنْهَا لأَجْلِ بُنْيَانِ الكَنِيسَة.
لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة.
فَإِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِالأَلْسُنِ فَرُوحِي تُصَلِّي، أَمَّا عَقْلِي فلا يَجْنِي ثَمَرًا.
فَمَاذَا إِذًا؟ سَأُصَلِّي بِرُوحِي، وأُصَلِّي أَيْضًا بِعَقْلِي؛ سأُرَنِّمُ بِرُوحِي، وأُرَنِّمُ أَيْضًا بِعَقْلِي.
فإِنْ كُنْتَ تُبَارِكُ اللهَ بِرُوحِكَ، فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ الأُمِّيُّ أَنْ يُجِيبَكَ «آمين» عَلى شُكْرِكَ، وهوَ لا يَعْلَمُ مَاذَا تَقُول؟
فأَنْتَ تُحْسِنُ الشُّكْرَ، ولكِنَّ غَيْرَكَ لا يُبْنَى.
أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَكْثَرَ مِنْكُم جَمِيعًا.
ولكِنَّي في الكَنِيسَةِ أُفَضِّلُ أَنْ أَقُولَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بَعقْلِي، لِكَيْ أُعَلِّمَ بِهَا الآخَرِينَ أَيْضًا، عَلى أَنْ أَقُولَ عَشْرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِالأَلْسُن.
إنجيل القدّيس مرقس 28-23:2
وفيمَا كانَ يَسُوعُ مُجْتَازًا يَوْمَ السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوع، بَدأَ تَلاميذُهُ يَشُقُّونَ طَريقَهُم وهُمْ يَقْلَعُونَ السَّنَابِل،
فقالَ لَهُ الفَرِّيسِيُّون: «أُنْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُ تَلامِيذُكَ ما لا يَحِلُّ في السَّبْت؟».
فقالَ لَهُم: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُد، حِينَ ٱحْتَاجَ وجَاعَ هُوَ وَالَّذينَ مَعَهُ؟
كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ في أَيَّامِ أَبْيَاتَارَ عَظيِمِ الأَحْبَار، وأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذي لا يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَة، وأَعْطَى الَّذين كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا؟».
ثُمَّ قالَ لَهُم: «جَعَلَ اللهُ السَّبْتَ لِلإِنْسَان، ومَا جَعَلَ الإِنْسَانَ لِلسَّبْت.
إِذًا فَٱبْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».