القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” ١٩ مارس – آذار ٢٠٢٠ “
الاحتفال بالقدّيس يوسف، خطّيب مريم البتول
سفر صموئيل الثاني 16.14a-12.6a-4:7
في تِلكَ ٱلأَيّام، كانَ كَلامُ ٱلرَّبِّ إِلى ناتان، قائِلًا:
«إِذهَب وَقُل لِعَبدي داوُد: «هَكَذا يَقولُ ٱلرَّبّ، أَأَنتَ تَبني لي بَيتًا لِسُكنايَ؟
إنّي لمْ أَسكُنْ بَيْتًا، مُذْ يومَ أَخرَجْتُ بَني إسرائيلَ من مصر إلى هذا اليوم.
وَإِذا تَمَّت أَيّامُكَ، وَٱضطَجَعتَ مَع آبائِكَ، وَأَقَمتَ مَن يَليكَ مِن نَسلِكَ ٱلَّذي يَخرُجُ مِن صُلبِكَ. وَأَقرَرتَ مُلكَهُ،
فَهُوَ يَبني بَيتًا لِٱسمي، وَأَنا أُقِرُّ عَرشَ مُلكِهِ إِلى ٱلأَبَد.
أَنا أَكونُ له أَبا، وهو يكونُ لي ابنًا.
وَيَكونُ بَيتُكَ وَمُلكُكَ ثابِتَينِ إِلى ٱلدَّهر، أَمامَ وَجهِكَ، وَعَرشُكَ يَكونُ راسِخًا إِلى ٱلأَبَد».
سفر المزامير 29.27.5-4.3-2:(88)89
إِلى ٱلأَبَدِ سَأَتَغَنّى بِمَراحِمِ ٱلمَولى
وَأُعلِنُ أَمانَتَكَ بِفَمي جيلًا فجيلا
لِأَنَّكَ قُلتَ: «سَيَبقى ٱلوَدادُ قائِمًا أَبَدا»
جعلتَ وفاءَكَ في ٱلسَّماء وطيدا
قُلتَ: «قَطَعتُ مَعَ مَن ٱصطَفَيتُ عَهدا
وَأَقسَمتُ لِداوُدَ عَبدي
سَوفَ أُؤَيِّدُ ذُرِّيَّتَكَ سَرمَدا
وَأُقيمُ عَرشَكَ جيلًا فَجيلا»
وَهُوَ يَدعوني: «إِنَّكَ أَبي
أَنتَ إِلَهي وَصَخرَةُ خَلاصي»
إِلى ٱلدَّهرِ أُديمُ لَهُ وَدادي
وَسَأَظَلُّ لَهُ وَفِيًّا بِعَهدي
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 22.18-16.13:4
أَيُّها ٱلإِخوَة، أَلوَعدُ ٱلَّذي وُعِدَهُ إِبراهيمُ أَو ذُرِيَّتُهُ بِأَن يَرِثَ ٱلعالَمَ لا يَعودُ إِلى ٱلشَّريعَة، بَل إِلى بِرِّ ٱلإيمان.
فَٱلميراثُ يَحصُلُ بِٱلإيمان، لِيَكونَ عَلى سَبيلِ ٱلنِّعمَة، وَيَبقى ٱلوَعدُ جارِيًا عَلى ذُرِيَّةِ إِبراهيمَ كُلِّها، لا عَلى مَن يَنتَمونَ إِلى ٱلشَّريعَةِ فَقَط، بَل عَلى مَن يَنتَمونَ إِلى إيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا. وَهُوَ أَبٌ لَنا جَميعًا.
فَقَد وَرَدَ في ٱلكِتاب: «إِنّي جَعَلتُكَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ ٱلأُمَم». هُوَ أَبٌ لَنا عِندَ ٱلَّذي بِهِ آمَن، عِندَ ٱللهِ ٱلَّذي يُحيِي ٱلأَمواتَ وَيَدعو إِلى ٱلوُجودِ غَيرَ ٱلمَوجود.
آمَنَ راجِيًا عَلى غَيرِ رَجاء، فَأَصبَحَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ ٱلأُمَم، عَلى ما قيل: «هَكَذا تَكونُ ذُرِيَّتُكَ».
فَلِهَذا عُدَّ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا.
إنجيل القدّيس متّى 24a.21-18.16:1
يَعْقوب ولَدَ يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح.
أَمَّا ميلاد يسوعَ المسيح، فهكذا كان: لمّا كانت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا.
وما نَوى ذلك، حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. إِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس؛
وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم».
فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الإرشاد الرّسولي: حارس الفادي (Redemptoris custos)، العدد 4
« فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ »
في بداية طريق الإيمان، التقى إيمان مريم بإيمان يوسف. يمكننا أن ننسب ما قالته إليصابات بابتهاج لأمّ المخلّص: “فَطوبى لِمَن آمَنَت” (لو 1: 45)، بشكلٍ ما إلى القدّيس يوسف، لأنّه أجاب بطريقة إيجابيّة على “كلمة الله” عندما أُعلنت له في مرحلة حاسمة. صحيح أنّ القدّيس يوسف لم يُجِب الملاك بنفس طريقة مريم، غير أنّه “فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه”. وما فعله القدّيس يوسف يقع في خانة “طاعَةِ الإِيمانِ” (رو 1: 5) بالكامل.
يمكننا إذًا القول إنّ ما قام به القدّيس يوسف يوحّده بشكلٍ مميّزٍ جدًّا مع إيمان مريم؛ فقد تقبّل كحقيقة آتية من الله ما تقبّلته مريم سابقًا خلال البشارة. قال المجمع الفاتيكاني الثاني: “إنَّ طاعةَ الإيمان أمرٌ واجبٌ لله الموحي، وبهذه الطاعةِ يُفوِّضُ الإنسان أمرَه إلى تدبيرِ الله بكامِلِ حرِّيتِهِ، فيُخضِعُ لهُ تماماً عقلَه وإرادتَه، ويَقبَلُ، عن رضى، الحقائقَ التي يَكشفُها له (كلمة الله [Dei Verbum]، دستور عقائدي في “الوحي الإلهي”، العدد 5). هذه العبارة التي تمسّ جوهر الإيمان، تنطبق تمامًا على القديس يوسف الناصري.
لقد أصبح يوسف، وبشكلٍ استثنائي، حاملاً للسرّ “الذي ظَلَّ مَكتومًا طَوالَ الدُّهورِ في اللهِ” (أف 3: 9)، تمامًا مثل مريم في ذلك الوقت المصيري الذي سمّاه القدّيس بولس “ملء الزمان”، عندما “أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ ، لِيَفتَدِيَ الذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي” (غل 4: 4–5)… هكذا يكون يوسف، مع مريم، المؤتمن الأوّل على هذا السرّ الإلهي… وعندما نعود إلى إنجيلَيّ متّى ولوقا، يمكننا أن نُعلن أيضًا أنّ يوسف كان أوّل مَن شارك في إيمان أمّ الله، وساند بالتالي خطيبته من خلال إيمانه بالبشارة الإلهيّة؛ لقد وضعه الله كأوّل شخصٍ على طريق حجّ إيمان مريم… سينتهي الطريق الخاصّ بيوسف، أي حجّ إيمانه أوّلاً…؛ إلاّ إنّ طريق إيمان يوسف سلك الاتّجاه نفسه.