stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” ‎‏ ٢١‏‎ ‎مارس – آذار ٢٠٢٠‏‎ ” ‎

456views

السبت الثالث من الزمن الأربعينيّ

سفر هوشع 6-1:6

هَلُمُّوا نَرجِعُ الى الرَّبّ، لِأَنَّه يَفترسُ ويَشْفي، يجرَحُ ويَعصِب.
يُحْينا بَعدَ يَومَين، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا؛ فنَحْيا أَمامَهُ،
ونَعلَمُ ونَتَّبِعُ الرَّبّ لِنَعرِفَه. قَد أُعِدَّ خُروجُهُ كالفَجْر، فَسَيَفِدُ كالمَطَرِ إليناِ كالوَليِّ والوسميِّ على الأَرْض.
ماذا أَصنَعُ إِلَيك، يا إِفْرائيم؟ ماذا أَصنَعُ إِلَيكَ، يا يَهوذا؟ إِنَّ رَحمَتَكم كَسَحابَةِ الصُّبح وكالنَّدى الَّذي يَزولُ باكِرًا.
لِذلك نَحَتُّهم بِالأنبِياء، وقَتَلتُهم بِأَقوالِ فَمي. إِنَّ القَضاء عليك كالنُّور الَّذي يَبرُز.
فإِنَّي أُردتُ رحمَةً لا ذَبيحة، ومَعرِفَةَ اللهِ أَكثَرَ مِنَ المُحرَقات.

سفر المزامير 19-18.6a-5.4-3:(50)51

إِرحَمني، يا أَللهُ، عَلى قَدرِ رَحمَتِكَ
وَعَلى قَدرِ رَأفَتِكَ أُمحُ مَآثِمي
إِغسِلني كَثيرًا مِن إِثمي
وَمِن خَطيئَتي طَهِّرني

لأنّي أَنا عارِفٌ بِآثامي
وَخَطايايَ أَمامي في كُلِّ حين
لَكَ وَحدَكَ خَطِئتُ
لإِنَّكَ لا تُريدُ ٱلذَّبيحَةَ

وَأُقَرِّبُ ٱلمُحرَقاتِ فَلا تَسُرُّكَ
فَٱلذَّبيحَةُ للهِ روحٌ مُنسَحِق
أَلقَلبُ ٱلخاشِعُ ٱلمُتَواضِعُ لا يَرذُلُهُ ٱلله

إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18

في ذلك الزمان: ضرَبَ يسوعُ أَيضًا هذا المَثَل، لِقَومٍ كانوا مُستيقِنين أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس:
«صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ عَشّار.
فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِمًا يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: «الَّلهُمَّ، شُكرًا لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا العَشّار!
إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني».
أَمَّا العَشّار، فوَقَفَ بَعيدًا لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَهُ ويقول: «الَّلهُمَّ، ارْحَمْني، أَنا الخاطئ!»
أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبرورًا وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع»

التعليق الكتابي :

جان تولير (نحو 1300 – 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
العظة 48، للأحد الحادي عشر بعد أحد الثالوث الأقدس

« الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ! »

أخواتي العزيزات، اِعلَمن أنني إن عثرت، في الحقيقة، على إنسانٍ لديه بالفعل مشاعر الجابي، ويعتبر نفسه حقًّا خاطئًا، شرط أن تكون لديه في هذا الشعور بالتواضع الرغبةَ بأن يكون صالحًا…، فسوف أُناوله بضمير مرتاح، كل يوم بعد يوم، جسدَ ربّنا يسوع المسيح… إن كان الإنسان يريد أن يبقى بمنأى عن السقوط وعن الهفوات الخطيرة، فإنّه من الضروري بمكان تغذيته بهذا الطعام النبيل والقوي… لذا لا يجب أن تمتنعوا بسهولة عن المناولة لأنّكم تدركون أنّكم خطأة. فعلى عكس ذلك، عليكم بوجه الأخص الإسراع للذهاب إلى المائدة المقدّسة، لأنّه من هنا يأتي، وهنا وُضع وخُبّئ، كل عون، وكل قوة، وكل قداسة، وكل تعزية.

لكن لا تحكموا أيضا على أولئك الذين لا يتقدّمون للمناولة… ولا يجب أن تطلقوا أي حكم، لئلا تصبحوا على مثال الفرِّيسيِّ الذي كان يمجّد نفسه في ذاته ويدين الذي كان واقفًا خلفه. حذار من ذلك كما ومن خسارة أنفسكم…؛ حذار من هذه الخطيئة الخطيرة، خطيئة اللّوم…

عندما يبلغ الإنسان قمّة كل كمال، ما من شيء يصبح ضروري له أكثر من الانغماس في أدنى الأعماق والذّهاب إلى جذور التواضع. فكما أنّ علوّ الشجرة يأتي من عمق الجذور، هكذا أيضا ارتقاء هذه الحياة يأتي من عمق التواضع. هذا هو السبب الذي من أجله تمّ ارتقاء الجابي على العلو، هو الذي اعترف بأعمق أعماق دناءته لدرجة عدم تجرّؤه رفع عينيه نحو السماء، تم ارتقاؤه لأنّه “نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً”.