stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 29 مايو – أيار 2020 “

489views

يوم الجمعة السابع للفصح

سفر أعمال الرسل 21-13b:25

في تِلكَ الأَيّام: قَدِمَ قَيصرِيَّةَ المَلِكُ أَغْريبَّا وبَرنيقَة، فَسَلَّما على فَسطُس،
ومَكَثا فيها مُدَّة، فعَرَضَ فَسطُس على المَلِكِ قَضِيَّةَ بولُس قال: «هُنا رَجُلٌ تَركَه فيلِكس سَجينًا.
فلَمَّا كُنتُ في أُورَشَليم، شَكاهُ إِليَّ أَحبارُ اليَهودِ وشُيوخُهم، وطَلَبوا الحُكمَ علَيه.
فأَجَبتُهم: لَيسَ مِن عادةِ الرُّومانِيِّينَ، أَن يَحكُموا على أَحَدٍ لإِرضاءِ النَّاس، قَبلَ أَن يَتقابَلَ المُتَّهَمُ ومُتَّهِموه، ويَتَسَنَّى له الرَّدُّ على الاِتِّهام.
فجاؤُوا مَعي إِلى هُنا؛ فلَم أَتَوانَ البَتَّة، بل جَلَستُ في اليَومِ الثَّاني لِلقَضاء، وأَمرتُ بِإِحضارِ الرَّجُل.
فلَمَّا قابَلَه مُتَّهِموه، لم يَذكُروا له تُهمَةٍ مِنَ التُّهَمِ الَّتي كُنتُ أَتَوهَّمُها؛
وإِنَّما كانَ بَينَهم وبَينَه مُجادَلاتٌ في أُمورٍ تَرجعُ إِلى دِيانَتِهم، وإِلى امرِئٍ اسمُه يسوع قد ماتَ، وبولُسُ يَزعُمُ أَنَّه حَيّ.
فحِرتُ عِندَ جِدالِهِم في هذهِ الأُمور؛ فسَأَلتُه أَيُريدُ الذَّهابَ إِلى أُورَشَليم لِيُحاكَمَ فيها على هذهِ الأُمور.
ولكِنَّ بولُسَ رَفَعَ دَعْواه، طالِبًا أَن يُترَكَ أَمرُه لِحُكْمِ جَلالَتِه. فَأَمَرتُ أَن يُحفَظَ في السّجْنِ، إِلى أَن أَبعَثَ بِه إِلى قَيصَر».

سفر المزامير 20ab-19.12-11.2-1:(102)103

مَجِّدي، يا نَفسِيَ ٱلمَولى
وَيا أَعماقَ وِجداني
مَجِّدي ٱسمَهُ ٱلقُدّوس
مَجِّدي، يا نفسيَ ٱلمَولى
وَلا تَنسَي كُلَّ ما أَتاكِ مِن إِنعام

كَما تَعلو عَنِ ٱلأَرضِ ٱلسَّماء
مَوَدَّتُهُ سَمَت لِلمُتَّقين
كَبُعدِ ٱلمَشرقِ عَنِ ٱلمَغرِب
أَبعَدَ عَنّا ذُنوبَنا

جَعَلَ ٱلرَّبُّ عَرشَهُ في ٱلسَّماءِ وَطيدا
وَأَضحى مَلَكوتُهُ عَلى جَميعِ ٱلنّاسِ سَيِّدا
مَجِّدوا ٱلرَّبَّ، يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ
أَيُّها ٱلجَبابِرَةُ ٱلأَشِداء ٱلعامِلونَ بِكَلِمَتِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21

عِندَما ظَهَرَ يَسوعُ لِتَلاميذِه، وبَعدَ أَن تناوَلَ الطَّعامَ مَعَهُم، قالَ لِسمْعانَ بُطرُس: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟» قالَ لَه: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قالَ لَه: «إِرْعَ حِمْلاني».
قالَ له مَرَّةً ثانِية: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ له: «نَعم يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قالَ له: «اِسْهَرْ على خِرافي».
قالَ له ثَّالِثةً: «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» فحَزِنَ بُطرُس لأَنَّه قالَ له مَرَّةً ثَّالِثَة: أَتُحِبُّني؟ فقالَ: «يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قالَ له: «إِرْعَ خِرافي».
الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شابًا، كُنتَ تشِدُّ الزُّنّارَ بِنَفسِكَ، وتَسيرُ إِلى حَيثُ تشاء. فإِذا صِرتَ شَيْخًا، بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء».
قالَ ذلكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله. ثُمَّ قالَ له: «اِتَبْعني».

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 46 عن الرّعاة، المقطع 30

« يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء ؟ »

إنّي أرى جميع الرُّعاة الصالحين في الرَّاعي الوحيد (راجع يو 10: 14). إنّ الرُّعاة الصّالحين، في الحقيقة، ليسوا كثر بل إنّهم واحد في الوحيد. لو كانوا كثر لكانوا انقسموا على بعض… إن أوكل الربّ قطيعه لبطرس، فإنّ ذلك كان من أجل أن يؤكّد على الوحدة في اختياره له. كان الرُّسل كثرًا، ولكن قيل لواحد “اِرْعَ خِرافي”… وفي الواقع، عندما أوكل الرّب يسوع المسيح خرافه إلى أحد شبيه به، فقد أراد منه أن يكون واحدًا معه. فالمخلّص هو الرأس، وبطرس يمثّل جسد الكنيسة (راجع كول 1: 13)… وماذا قال له قبل أن يوكل له الخراف كي لا يتقبّلها كغريب؟ “يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟” وبطرس أجاب: “أحبّك”. ومرّة أخرى “أتحبّني؟”، ومرّة ثانية: “أحبّك”. ومرّة ثالثة: “أتحبّني؟” وأجاب بطرس للمرة الثالثة “أحبّك”. وكان ذلك لتشديد الحبّ، من أجل أن تتعزز الوحدة.

إذًا فإنّ الرّب يسوع هو وحده الرَّاعي من خلال الرُّعاة، وما هُم عليه هو بالرّب يسوع المسيح وحده… ما كان الربّ ليعلن بالنبي زمنًا رديئًا حين قال: “أنا سأرعى خرافي” وكأنّه ليس لديه أحد يوكلها إليه. عندما كان بطرس لا زال حيًّا، عندما كان الرُّسل بالجسد لا يزالون في هذا العالم، ألم يقل ذاك الرَّاعي الوحيد الّذي فيه يجتمع كلّ الرعاة: “ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضاً لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد” (يو 10: 16). يجب على كلّ الرُّعاة أن يكونوا واحدًا في الرّاعي. يجب عليهم كلّهم أن يُسمِعوا صوته للخراف… يجب عليهم جميعهم أن يعتمدوا اللغة نفسها، لغةً ما مِن أصوات متضاربة فيها. “أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات” (1كور 1: 10). يجب أن تسمع الخراف ذاك الصوت الّذي لا أثر للانقسام فيه الخالي من أيّ هرطقة، من أجل أن تتبع الراعي الّذي قال: “إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي… وهي تَتبَعُني” (يو 10: 27).