القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 27 يناير – كانون الثاني 2021 “
الأربعاء الثالث من زمن السنة
تذكار إختياريّ للقدّيسة أنجلا مريسيا، البتول
الرسالة إلى العبرانيّين 18-11:10
يَقِفُ ٱلكاهِنُ كُلَّ يَومٍ فَيَقومُ بِٱلشَّعائِرِ وَيُقُرِّبُ ٱلذَّبائِحَ نَفسَها مِرارًا، وَلا يُمكِنُها أَبدًا أَن تَمحُوَ ٱلخَطايا.
أَمّا (يَسوعُ) فَقَد قَرَّبَ ذَبيحَةً واحِدَةً كَفّارَةً لِلخَطايا، ثُمَّ جَلَسَ عَن يَمينِ ٱللهِ لِلأَبَد،
مُنتَظِرًا بَعدَ ذَلِكَ «أَن يَجعَلَ أَعداءَهُ مَوطِئًا لِقَدَمَيه».
لِأَنَّهُ بِقُربانٍ واحِدٍ جَعَلَ ٱلمُقَدَّسينَ كامِلينَ أَبَدًا.
وَذَلِكَ ما يَشهَدُ بِهِ لَنا ٱلرّوحُ ٱلقُدُسُ أَيضًا.
فَبَعدَ أَن قال: «هُوَذا ٱلعَهدُ ٱلَّذي أُعاهِدُهُم إِيّاه، بَعدَ تِلكَ ٱلأَيّام، يَقولُ ٱلرَّبّ: أَجعَلُ شَريعَتي في قُلوبِهِم، وَأَكتُبُها في ضمائِرِهِم.
وَلَن أَذكُرَ خَطاياهُم وَآثامَهُم».
فَحَيثُ يَكونُ غُفرانُ ٱلخَطايا وَٱلآثام، لا يَبقى مِن قُربانٍ مِن أَجلِ ٱلخَطيئَة.
سفر المزامير 4.3.2.1:(109)110
قال ٱلرَّبُّ لِرَبّي:
«إِجلِس عَن يَميني
حَتّى أَجعَلَ أعداءَكَ
يَنطَرِحونَ تَحتَ أَقدامِكَ»
بَسَطَ ٱلرَّبُّ سُلطانَكَ مِن أورشليم
فَتَسَلَّط عَلى ما لَكَ مِن خُصوم
لَكَ ٱلسِّيادَةُ في يَومِ قُوَّتِكَ
وَفي جَلالِ قَداسَتِكَ
مِن جَوفِ ٱلضُّحى كَٱلنَّدى أنجبتُكَ
وَلَن يَندَمَ ٱلرَّبُّ عَمّا قالَ مُقسِما:
«أَنتَ كاهِنٌ إِلى ٱلأَبَدِ
عَلى رُتبَةِ مَلكيصادَق»
إنجيل القدّيس مرقس 20-1:4
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، عادَ يَسوعُ إِلى ٱلتَّعليمِ بِجانِبِ ٱلبَحر، فَٱزدَحَمَ عَلَيهِ جَمعٌ كَثيرٌ جِدًّا، حَتّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى سَفينَةٍ في ٱلبَحرِ وَجَلَسَ فيها، وَٱلجَمعُ قائِمٌ في ٱلبَرِّ عَلى ساحِلِ ٱلبَحر.
فَعَلَّمَهُم بِٱلأَمثالِ أَشياءَ كَثيرَة. وَقالَ لَهُم في تَعليمِهِ:
«إِسمَعوا! هُوَذا ٱلزّارِعُ خَرَجَ لِيَزرَع.
وَبَينَما هُوَ يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ ٱلحَبِّ عَلى جانِبِ ٱلطَّريق، فَجاءَتِ ٱلطُّيورُ فَأَكَلَتهُ.
وَمِنهُ ما وَقَعَ عَلى أَرضٍ حَجِرَةٍ لَم يَكُن فيها تُرابٌ كَثير، فنَبَتَ مِن وَقتِهِ لِأَنَّ تُرابَهُ لم يَكُن عَميقًا.
فَلَمّا أَشرَقَتِ ٱلشَّمسُ ٱحتَرَقَ، وَلَم يَكُن لَهُ أَصلٌ فَيَبِس.
وَمِنهُ ما وَقَعَ في ٱلشَّوك، فَٱرتَفَعَ ٱلشَّوكُ وَخَنَقَهُ فَلَم يُثمِر.
وَمِنهُ ما وَقَعَ في ٱلأَرضِ ٱلطَّيِّبَة، فَٱرتَفَعَ وَنَمى وَأَثمَرَ، فَأَتى بَعضُهُ بِثَلاثين، وَبَعضُهُ بِسِتّين، وَبَعضُه بِمائَة.
مَن كانَ لَهُ أُذُنانِ تَسمَعان، فَليَسمَع!».
فَلَمّا ٱعتَزَلَ ٱلجَمع، سَأَلَهُ ٱلَّذينَ حَولَهُ مَعَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ عَنِ ٱلأَمثال.
فَقالَ لَهُم: «أَنتُم أُعطيتُم سِرَّ مَلَكوتِ ٱلله. وَأَمّا سائِرُ ٱلنّاسِ فَكُلُّ شَيءٍ يُلقى إِلَيهِم بِٱلأَمثال.
فَيَنظُرونَ نَظَرًا وَلا يُبصِرون، وَيَسمَعونَ سَماعًا وَلا يَفهَمون، لِئَلّا يَتوبوا فَيُغفَرَ لَهُم».
وَقالَ لَهُم: «أَما تَفهَمونَ هَذا ٱلمَثَل؟ فَكَيفَ تَفهَمونَ سائِرَ ٱلأَمثال؟
ٱلزّارِعُ يَزرَعُ كَلِمَةَ ٱلله.
فَمَن كانوا بِجانِبِ ٱلطَّريقِ حَيثُ زُرِعَتِ ٱلكَلِمَة، فَهُمُ ٱلَّذينَ ما كادوا يَسمَعونَها، حَتى أَتى ٱلشَّيطانُ وَذَهَبَ بِٱلكَلِمَةِ ٱلمَزروعَةِ فيهِم.
وَمَن تَلَقّوا ٱلزَرعَ في ٱلأَرضِ ٱلحَجِرَة، فَهُم ٱلَّذينَ إِذا سَمِعوا ٱلكَلِمَةَ قَبِلوها مِن وَقتِهِم فَرِحين.
وَلَكِن لا أَصلَ لَهُم في أَنفُسِهِم، فَلا يَثبُتونَ عَلى حالَة. فَإِذا حَدَثَت بَعدَ ذَلِكَ شِدَّةٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجلِ ٱلكَلِمَة، عَثَروا لِوَقتِهِم.
وَمِنهُم مَن تَلَقَّوا ٱلزَّرعَ في ٱلشَّوك، فَهُمُ ٱلَّذينَ سَمِعوا ٱلكَلِمَة.
وَلَكِنَّ هُمومَ ٱلحَياةِ ٱلدُّنيا وَفِتنَةَ ٱلغِنى وَسائِرَ ٱلشَّهَواتِ تُداخِلُهُم، فَتَخنُقُ ٱلكَلِمَة، فَلا تُخرِجُ ثَمَرًا.
وَمَن تَلَقَّوا ٱلزَّرعَ في ٱلأَرضِ ٱلطَّيِّبَة، فَهُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ ٱلكَلِمَةَ وَيَقبَلونَها، فَيُثمِرونَ ثَلاثينَ أَو سِتّينَ أَو مائَةَ ضِعف».
التعليق الكتابي :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
عظات للشعب، العظة 6
« فَيُثمِرونَ ثَلاثينَ أَو سِتّينَ أَو مائَةَ ضِعف »
أيّها الإخوة الأحبّاء، عندما نعرض عليكم شيئًا مفيدًا لنفوسكم، فلا يحاولَنَّ أحد الاعتذار بقوله: “لا وقت لديّ للقراءة، لذلك لا يمكنني معرفة وصايا الله ولا حفظها”… لِنُقلِع عن الثّرثرة الباطلة وعن المزاح اللاّذع… ولنَرَ إن لم يَعُد لدينا وقت نخصّصه لقراءة الكتاب المقدّس… عندما تطول الليالي، هل يكون هناك أحد قادرًا على النوم كثيرًا لدرجة أنّه لا يقدر أن يقرأ بنفسه الكتاب المقدّس أو يسمع أحدًا غيره يقرأه؟… لأنّ نور النفس وغذاءها الأبديّ ليسا سوى كلمة الله الّتي بدونها لا يستطيع القلب أن يحيا ولا أن يرى…
إنّ العناية بنفسنا تشبه تمامًا العناية بالأرض. كما أنّه في أرض مزروعة نَقلع من جهة ونستأصل من أخرى حتى الجذور لكي نُلقي البذار الصالحة، هكذا علينا أن نعمل في نفسنا: نَستأصل ما هو سيّء ونزرع ما هو جيّد؛ ننزع ما يؤذي ونزرع ما يفيد؛ نَقلع الكبرياء ونزرع التواضع؛ نرمي البخل ونحتفظ بالرحمة؛ نحتقر الدنس ونحبّ العفّة…
في الواقع، أنتم تعرفون كيف نزرع الأرض. أوّلاً ننزع الأشواك ونرمي الحجارة بعيدًا، ثمّ نفلح الأرض ذاتها، ثانيةً وثالثةً، وأخيرًا… نزرع. فليكن الأمر كذلك في نفسنا: لننزع أوّلاً الأشواك، أي الأفكار السيّئة؛ ثمّ لِنرفع الحجارة، أو بالأحرى كلّ خبث وصلابة. وأخيرًا لنفلح قلبنا بمحراث الإنجيل وسكّة الصليب، وَلنَكسِرْهُ بالتوبة، وَلنَفْرِشْهُ بالصَّدَقَة، ولنُهَيِّئْه بالمحبّة لزرع الربّ…، لكي يتمكّن من تلقّي زرع الكلمة الإلهيّة بفرح، ويثمر ليس فقط ثلاثين، بل ستّين ومئة مرّة.