القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 31 مايو – أيار 2021 “
عيد زيارة القدّيسة مريم البتول
سفر صفنيا 17-14:3
تَرَنَّمي، يا ابنةَ صِهْيون. اهْتِفُوا، يا إسرائيل. افْرَحي وتَهَلَّلي بِكُلِّ قَلبِكِ، يا ابنةَ أُورَشَليم.
فقد أَلْغى الرَّبُّ قَضاءَك، وأَقْصى عَدُوَّك؛ في وَسَطِكِ الرَّبّ، فلا تَرَيْنَ شَرًّا مِن بَعْدُ.
في ذلِكَ اليَوم، يُقالُ لأُورَشَليم: «لا تَخافي، يا صِهيون، لا تَستَرخِ يَداكِ.
إنَّ في وَسَطِكِ الرَّبَّ إِلهَكِ الجَبَّار، فَهُوَ يُخَلِّصُ، ويُسَرُّ بِكِ فرَحًا، وَهو يَسكُنُ في مَحَبَّتِهِ، ويَبتَهِجُ بِكِ بِتَرنيم».
سفر أشعيا 5.4bcd.2:12
هُوَذا ٱللهُ خَلاصي فَأَطمَئِنُّ وَلا أَفزَع
أَلرَّبُّ عِزّي وَتَسبيحي
لَقَد كان لي خَلاصًا
إِعتَرِفوا لِلرَّبِّ، أُدعوا بِٱسمِهِ
أَخبِروا في ٱلشُّعوبِ بِأَعمالِهِ
أُذكُروا أَنَّ ٱسمَهُ قَد تَعالى
أَشيدوا لِلرَّبّ فَإِنَّهُ قَد صَنَعَ عَظائِمَ
أَخبِروا بِذَلِكَ في ٱلأَرضِ كُلِّها
إنجيل القدّيس لوقا 56-39:1
وفي تلكَ الأَيَّام قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا.
ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات.
فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس،
فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!
مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟
فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني
فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ».
فقالَتْ مريم: «تُعَظِّمُ ٱلرَّبَّ نَفسي،
وَتَبتَهِجُ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي؛
لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه المُتواضِعة،
سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال،
لِأَنَّ ٱلقَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمَة؛
قُدّوسٌ ٱسمُهُ.
وَرَحمَتُهُ مِن جيل إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَهُ:
كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِهِ،
فَشَتَّتَ ٱلمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهِم:
خَلَعَ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء.
أَشبَعَ ٱلجِياعَ مِنَ ٱلخَيرات:
وَٱلأَغنِياءَ صَرَفَهُم فارِغين.
نَصَرَ عَبدَهُ إِسرائيل،
ذاكِرًا، كَما قالَ لآبائِنَا،
رَحمَتَه لإِبراهيمَ وَ ذُرَّيَّته لِلأَبد».
وأَقَامَت مَريمُ عِندَ أَليصاباتَ نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُر، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
التعليق الكتابي :
الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
الإرشاد الرسولي عن الفرح المسيحي: “إفرحوا بالربّ” (Gaudete in Domino)
« تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ »
منذ عشرين قرنًا، ما زال الفرح المسيحي يتدفّق في الكنيسة وخاصّةً في قلوب القدّيسين… وفي المقام الأوّل، تأتي العذراء مريم، الممتلئة نعمة، أمّ المخلِّص. لأنّها رحّبت بالإعلان الإلهي، وكانت أمة الربّ، وعروس الروح القدس ووالدة الابن الأزلي، لقد جعلت فرحها يشعّ أمام قريبتها إليصابات، وعبّرت عن إيمانها قائلة: “تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي باللهِ مُخَلِّصِي… فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال”.
فقد أدركت مريم، ما لم يدركه أيّ مخلوق، أنّ الله يصنع أمورًا عظيمة: اسمه قدّوس، ويُظهر رحمته، ويرفع الوضعاء ويبقى أمينًا لوعوده. لقد عاشت مريم حياةً لا تختلف في الظاهر عن الحياة العاديّة، غير أنّها “كانَت تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور (التي كانت تحدث مع الرّب يسوع) وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها” (لو 2: 19).
كما وأنّ الآلام لم توفّرها: فنجدها عند أقدام الصليب، تشارك المخلِّص البريء آلامه، فاستحقّت لقب أمّ الأوجاع. على أنّها منفتحة أيضًا على فرح القيامة انفتاحًا لا حدود له. فقد انتقلت، بدورها، جسدًا وروحًا إلى مجد السماء. هي أولّ المُخلَّصين، وقد حُبِل بها بلا دنس منذ تكوينها في أحشاء أمِّها، وهي مسكن لا مثيل له للرُّوح القدس والمسكن الأطهر لفادي البشر، هي في الوقت ذاته، ابنة الله الحبيبة وأمّ الكون في المسيح. إنّها الرمز الأكمل للكنيسة الأرضيّة والممجّدة.