stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 16 ديسمبر – كانون الأول 2021 “

323views

الخميس الثالث من زمن المجيء

سفر أشعيا 10b.9-3c.3a-1:54

رَنِّمي أَيَّتُها العاقِرُ الَّتي لم تَلِدْ إِندَفِعي بالتَرنيم واصرُخي أَيَّتُها الَّتي لم تَتَمَخَّض فإِنَّ بَني المستوحِشةِ أَكثَرُ مِن بَني ذات البعل، قالَ الرَّبّ.
وَسِّعي مَوضِعَ خِبائِك ولِتُبسَط شُقَقُ مَساكِنِكِ، لا تُمسِكي؛ طَوِّلي أَطْنابَكِ وثَبِّتي أَوتادَكِ
فإِنَّكِ تَتَبَسَّطين إِلى اليَمينِ وإِلى الشِّمال،
ويُعَمِّرُ نسلُكِ المُدُنَ الخَرِبَة.
لا تَخافي فإِنَّكِ لا تَخزَين ولا تَخجَلي فإِنَّكِ لا تَفتَضِحين لِأَنَّكِ ستَنسَينَ خِزْيَ صِبائِكِ ولا تَذكُرينَ عارَ إِرْمالِكِ مِن بَعدُ.
لِأَنَّ بعلَكِ هو صانِعُكِ الَّذي رَبُّ الجُنودِ اسمُه وفاديكِ هو قُدُّوسُ إِسْرائيل الَّذي يُدْعى إِلهَ الأَرضِ كُلِّها.
وقَد دَعاكِ الرَّبُّ كامرَأَةٍ مَهْجوِرةٍ مكروبةِ الرُّوح. وكزوجَةِ الصِّبآءِ اذا استُرذِلت قالَ الرَّبُّ
هُنَيهَةً هَجَرتُكِ وبِمَراحِمَ عَظيمَةٍ أَضُمُّكِ.
في سَورَةِ غَضَبٍ حَجَبتُ وَجْهي عنكِ لَحْظَةً وبِرَأفَةٍ أَبَدِيَّةٍ أَرحَمُكِ قالَ فاديكَ الرَبُّ.
فذلك يَكونُ لَدَيَّ كأَيَّامِ نوح إذ أَقسَمتُ أَن لا تَعبُرَ مِياهُ نوحٍ على الأَرض فيما بعد؛ وكذلك أُقسَمتُ أَن لا أَغضَبَ علَيكِ ولا أَنتَهرَكِ.
أَمّا رَأفَتي فلا تزولُ عنكِ وعَهدَ سَلامي لا يَتَزَعزَع قالَ راحِمُكِ الرَّبُّ».

سفر المزامير 13b.12a.11.6-5.4.2:(29)30

أُعَظِّمُكَ، يا رَبُّ، لِأَنَّكَ ٱنتَشَلتَني
وَلَم تُشمِت بي أَعدائي
رَبِّ، إِنَّكَ أَصعَدتَ نَفسي مِن مَقَرِّ ٱلمَوتى
وَأَحيَيتَني مِن بَينِ ٱلهابِطينَ في ٱلهاوِيَة

إِعزِفوا لِلرَّبِّ، يا أَصفِياءَهُ
وَأَشيدوا بِذِكرِ قَداسَتِهِ
إِنَّ لِلَحظَةٍ غَضَبَهُ
وَطولَ ٱلحَياةِ رِضاهُ

إِستَمِع، أَللَّهُمَّ، وَٱرحَمني
أَيُّها ٱلمَولى، أَعِنّي
إِنَّكَ حَوَّلتَ حِدادي رَقصا
أَحمَدُكَ، أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، أَبَدَ ٱلدُّهور

إنجيل القدّيس لوقا 30-24:7

ولـمَّا انصَرَفَ رَسولا يوحنَّا، أَخذَ يَقولُ لِلجُموعِ في شَأنِ يوحَنَّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقَصَبَةً تَهُزُّها الرِّيح؟
بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً يَلبَسُ الثِّيابَ النَّاعِمَة؟ ها إِنَّ الذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ الفاخِرَة ويَعيشونَ عيشَةَ التَّرَفِ يُقيمونَ في قُصورِ المُلوك.
فماذا خَرجتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بَل أَفضَلُ مِن نَبِيّ.
فهذا الَّذي كُتِبَ في شَأنِه: «هاءَنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ».
أَقولُ لَكم: لَيسَ في أَولادِ النَّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنَّا، وَلكِنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ اللهِ أَكبَرُ مِنه.
فَجَميعُ الشَّعبِ سَمِعَه حَتَّى العَشّارونَ أَنْفُسُهم بَرُّوا الله، فاعتَمَدوا عن يَدِ يوحَنَّا.
وأَمَّا الفِرَّيسيُّونَ وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عمّا أَرادَه اللهِ في لهم».

التعليق الكتابي :

الطوباويّ شارل دو فوكو (1858 – 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء
رسالة إلى الأب جيروم في 19 أيّار 1898

«ماذا خَرَجتُم إِلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟»

يجب المرور في الصحراء والإقامة فيها لتلقّي نعمة الله؛ هنا نُفرِغُ ذواتنا، ونطرد عنّا كلّ ما هو غير الله ونفرغ تمامًا بيت نفسنا الصغير هذا لنترك المكان كلّه لله وحده. لقد مرّ العبرانيّون في الصحراء، وموسى عاش فيها قبل أن يتلقّى دعوته، كذلك القدّيس بولس والقدّيس يوحنّا فم الذهب استعدّا كذلك في الصحراء… إن هذا الوقت (أي فترة العبور في البرّية أو الصّحراء) هو وقت نعمة، ولا بدّ لكلّ نفس تريد أن تحمل ثمارًا من أن تمرّ في هذه الفترة. هذا الصمت، وهذا التأمّل، وهذا النسيان لكلّ الخَلقِ، هي أمورٌ ضروريّة للنفس، ينشئ الله في وسطها مُلكَهُ ويُكَوِّن فيها النفس الباطنيّة: الحياة الشخصيّة مع الله، حوار النفس مع الله في الإيمان، الرجاء والمحبّة. بعدها تنتج النفس ثمارًا على المقدار الذي يتكوّن فيها الإنسان الباطن على حسب قول القدّيس بولس في رسالته إلى أهل أفسس: “وأَسأَلُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإِنسانُ الباطِن” (أف3: 16).

نحن لا نقدّم سوى ما عندنا، ونعرف أنّه في البرّية، أي في العيش وحيدًا مع الله وحده، وفي هذا التأمّل العميق للنفس التي تنسى كلّ شيء لتحيا وحدها في اتّحاد مع الله، هنا فقط، يقدّم الله نفسه كاملاً إلى الإنسان الذي يقدّم ذاته كاملةً إليه. لذا، قدّموا أنفسكم بكليّتها إليه وحده… وهو سوف يقدّم نفسه بكليّته إليكم… تأمّلوا في القدّيس بولس، والقدّيس بندكتس، والقدّيس باتريك، والقدّيس غريغوريوس الكبير، وكثيرين غيرهم، أيّ وقت طويل أمضوه في التأمّل والصمت! عودوا في الزمن إلى الوراء أكثر: تأمّلوا في القدّيس يوحنّا المعمدان، تأمّلوا في ربّنا يسوع المسيح. إنّه وبالرغم من كونه لم يكن بحاجة إلى ذلك، لكنّه أراد أن يقدّم لنا المثال.