stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 9 مارس – أذار 2020 “

458views

الاثنين الثاني من الزمن الأربعينيّ
تذكار إختياريّ للقدّيسة فرنشيسكا الرومانيّة، الراهبة

سفر حزقيال 16-13b.12-11:34

هكذا يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ: «هاءنَذا أَنشُدُ غَنَمي وأَفتَقِدُها أَنا.
كما يَفتقِدُ الرَّاعي قَطيعَه، يَومَ يَكونُ في وَسَطِ غَنَمِهِ المُنتَشِرَة، كذلك أَفتَقِدُ أَنا غَنَمي وأُنقِذُها مِن جَميعِ المَواضِعِ الَّتي شُتِّتَتْ فيها يَومَ الغَمام والضَبَاب،
وأَجمَعُها مِنَ الأَراضي وآتي بِها إِلى أَرضِها وأَرْعاها على الجِبالِ وفي الأَودِيَةِ وفي جَميع مساكنِ الأَرض.
وفي مَرعًى صالِحٍ أَرْعاها، وفي جِبالِ إسرائيلَ العالِيَةِ تَكونُ حظيرَتُهَا؛ هُناكَ تَربِضُ في حَظيرَةٍ صالِحَة، وتَرْعى في مَرعًى دَسِمٍ على جبالِ إِسرائيل.
أَنا أَرْعى غَنَمي وأَنا أُربِضُها، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ،
فَأَتَطلَّبُ المَفقودَةَ وَأَرُدُّ الشَّارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّي الضَّعيفَةَ وأَحْفَظُ السَّمينَةَ والقَوِّية، وأَرْعاها بِعَدْل.

سفر المزامير 13.11.9.8:(78)79

لا تَأخُذنا بِآثامِ ماضينا
وَلتَتَقَدَّمنا مَراحِمُكَ سَريعا
لِأَنَّنا أُذلِلنا ذُلًّا مُهينا

أُعضُدنا، يا إِلَهَ خَلاصِنا،
تَمجيدًا لِٱسمِكَ
وَخَلِّصنا وَٱغفِر خَطايانا،

إِجلالًا لِٱسمِكَ
لِتَصِل إِلَيكَ زَفَراتُ ٱلسُّجَناء
وَأَنقِذ بِساعِدِكَ ٱلقَوِيِّ أَبناءَ ٱلفَناء
وَنَحنُ قَومُكَ وَقَطيعُ حَظيرَتِكَ
نُهديكَ إِلى ٱلأَبَدِ ٱلثَّناء

وَنُخبِرُ بِتَسبيحِكَ طَوالَ أَجيالِ ٱلبَقاء

إنجيل القدّيس لوقا 38-36:6

في ذلك الزَّمان: قال يسوع لتلاميذه: «كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم.
لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا عَلى أَحَدٍ فَلا يُحكَمَ عَلَيكُم. أُعفوا يُعفَ عَنكُم.
أَعطوا تُعطَوا. سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيلًا كَريمًا مَركومًا مُهَزهَزًا طافِحًا، لِأَنَّهُ يُكالُ لَكُم بِما تَكيلون».

التعليق الكتابي :

جوليانا من نورويتش (1342 – ما بعد 1416)، ناسكة إنكليزيّة
تجلّيات الحبّ الإلهيّ، الفصل 48

« كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم »

في وُجهَة نَظَري، إنّ رَحمة الله هي المحبّة التي تَعمَل بِعذوبَة وبِفيضِ النعمة، في رأفَة فائِضة. هِي تَعمَل كَي تَحفظنا، هِي تَعمَل كي يتَحوّل كلّ شيء لخيرنا. هي تَسمَح، وبِحبّ، أن نَعجُز عَن عَمل شَيء الى حدٍّ ما. بِقَدر ما نَعجُز، بِقدر ما نَسقُط؛ بِقدَر ما نَسقُط، بِقدر ما نَموت.(…) غَير أن عَين الشَفَقة والحُبّ اللطيفة لا تَحيد أبدًا عنّا؛ عمَل الرّحمة لا يتوقَف.

لقد فهمتُ ما هي ميزَة الرّحمَة وفَهمتُ ما هي ميزَة النِعمَة: إنّهُما واجِهَتان لِعمَل حبّ أوحد. الرّحمَة هي صفةُ الرأفة الصادرة من حنان الأمّ؛ أمّا النِعمة فهي صِفة المَجد الصادرة من قُدرَة الربّ الملكيّة وفي ذات الحبّ. الرّحمة تَعمل لتحرُس وتَحتَمل؛ لِتُنعِش وتَشفي: في كلّ ذلك فَهي حَنان الحبّ. النّعمة تَعمل لترفع وتُكافئ دونَ حدود إلى أبعد ما يستحقّه شَوقنا وكَدُّنا. هي تُفيض وتُظهر سخاء الله، سيّدنا السّامي، الذي يهبَنا إيّاه برقّة رائعة. يَصدُر كلّ ذلك من فَيض حُبّه. لأنّ النِعمة تحوّل عَجزنا المُخيف الى تَعزية غَزيرة لا تَنتَهي، النِعمَة تُحوّل سُقوطَنا المُخجِل الى إعلاء جَليل ومَجيد، النِعمة تُحوّل موتنا الحزين الى حَياة مُقدّسَة وسَعيدة.

لقد رأيتُ ذلك حقيقةً: كلّ مرّة يقودُنا ضلالُنا عَلى هَذه الأرض إلى الألم والعار والأسى، ففي السماء، عكسَ ذلك، تَقودُنا النِعمة إلى التَعزية والمَجد والبَهجة، وبِفيض غزارة مميّزة، إذ إنّنا حين نصِل الى هُنالك لِننال الجزاء الذي أعدّته النعمة لَنا، سَنشكُر ربّنا ونُبارِكه، ونفرح بلا حدود لأنّنا تَحمّلنا تلك الشَدائد. وهذا الحُبّ الخارِق سيكون ذا طبيعة فريدة تَجعلنا نعرف في الله أمورًا لم يكن باستطاعتنا مَعرفتها أبدًا دون المرور بهذه المِحَن.