stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 15 أبريل 2020 “

443views

الأربعاء من أسبوع الحواريّين

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 11-1:3

يا إخوَتِي، إِنْ كُنْتُم قَدْ قُمْتُم مَعَ المَسِيح، فَٱطْلُبُوا مَا هُوَ فَوق، حَيْثُ المَسِيحُ جَالِسٌ إِلى يَمِينِ الله.
إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض،
فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله.
وعِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، الَّذي هُوَ حَياتُنَا، فأَنْتُم أَيْضًا سَتَظْهَرُونَ مَعَهُ في المَجْد.
فأَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَكُمُ الأَرْضِيَّةَ السَّالِكَةَ في الفُجُور، والنَّجَاسَة، والأَهْوَاء، والشَّهْوَةِ الخَبِيثَة، والجَشَعِ الَّذي هُوَ عِبَادَةُ أَوْثَان،
فَبِهَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
ومِنْهُم أَنتُم أَيْضًا قَدْ سَلَكْتُم مِنْ قَبْلُ، يَومَ كُنْتُم تَعِيشُونَ فِيهَا.
أَمَّا الآنَ فٱنْبِذُوا أَنْتُم أَيْضًا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّهَا: أَلغَضَب، والسُّخْط، والسُّوء، والتَّجْدِيف، والكَلامَ البَذِيءَ مِن أَفْوَاهِكُم.
لا تَكْذِبُوا بَعضُكُم على بَعْض، لأَنَّكُم خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ وأَعْمَالَهُ،
ولَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَديدَ الَّذي يتَجَدَّدُ لِيَبْلُغَ إِلى تَمَامِ المَعْرِفَةِ على صُورَةِ خَالِقِهِ.
فلا يُونَانِيٌّ بَعْدُ ولا يَهُودِيّ، لا خِتَانَةٌ ولا عَدَمَ خِتَانَة، لا أَعْجَمِيٌّ ولا إِسْكُوتِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ الكُلُّ وفي الكُلّ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-15:21

بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».
وَٱلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ.
فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!».
وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ.
هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ.
وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 123

« إرْعَ خِرافي »

سألَ الربّ يسوع بطرس إن كان يحبُّه، وهو كان يعرفُ الجواب مُسبقًا! غير أنّه لم يكتفِ بالسؤال مرّة واحدة، بل كرّر ذلك مرّتين وثلاثة. وفي كلّ مرّة، كان بطرس يجيبُه بأنّه يحبُّه؛ وفي كلّ مرّة، كان الرّب يسوع يطلبُ منه أن يرعى خرافَه. فنكرانُه للرّب يسوع المسيح ثلاث مرّات، إنّما قابلَه هنا تأكيد ثلاثيّ على محبّته له. كان يجب أن ينطقَ لسانه بمحبّته لله، كما نطقَ بخوفِه حين أنكرَه لمرّات ثلاث. كان يجب أن تشهدَ كلمتُه بوضوح أمام الحياة، تمامًا كما شهدَتْ أمام الموت. كان يجب أن يعطيَ برهانًا على محبّته لله من خلال رعاية الخراف، تمامًا كما أعطى برهانًا على خوفه من خلال نكران معرفته بالرّاعي.

من البديهي أنّ أولئك الذين يهتمّون بخراف الرّب يسوع المسيح بنيّة تحويلها إلى خراف لهم وليس للرّب يسوع المسيح، إنّما هم يحبّون أنفسهم بدل أن يحبّوا الرّب يسوع المسيح. فإنّ هؤلاء الأشخاص تقودهم الرغبة في المجد والسيطرة والربح، لا الرغبة في الطاعة ومساعدة الآخرين وإرضاء الله. إنّ العبارة التي كرّرها الرّب يسوع المسيح ثلاث مرّات كانت تدين أولئك الذين وبّخهم بولس الرّسول حين قال: “كُلُّهم يَسعى إِلى ما يَعودُ على نَفْسِه، لا إِلى ما يَعودُ على يسوعَ المسيح” (في 2: 21). فما معنى عبارة “أتُحبُّني؟ إرعَ خِرافي”؟ وكأنّه كان يقول: إن كنتَ تُحبُّني، لا تهتمّ بي، بل بخِرافي؛ لا تَنظرْ إليها كخِرافِكَ، بل كخِرافي. في هذه الخِراف، ابحثْ عن مجدي، لا عن مجدِكَ؛ عن سلطتي، لا عن سلطتِكَ؛ عن مصالحي، لا عن مصالحِكَ… لا نهتمّنَّ إذًا بأنفسِنا، لكن فَلنُحبّ الربّ إلهنا؛ ومن خلال رعاية خِرافِه، فَلنَبحثْ عن مصلحة الرّب يسوع المسيح، من دون أن نقلقَ بشأن مصالحِنا.