القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 16 أبريل – نيسان 2020 “
الخميس من أسبوع الحواريّين
القدّيسة برناديت سوبيرو المعترفة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 10-1:2
يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم،
الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛
لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،
وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛
ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع،
لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع.
فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله.
ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛
لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.
إنجيل القدّيس مرقس 18-15:16
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
التعليق الكتابي :
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الأوّل
« فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات »
تلقّت الكنيسة المنتشرة في العالم حتّى أقاصي الأرض من الرُّسل ومن تلاميذهم الإيمان بالربّ الواحد، الآب الكليّ القدرة الذي خلق “السَّماءَ والأَرضَ والبَحرَ وكُلَّ شَيءٍ فيها” (أع 4: 24؛ خر20: 11)؛ والإيمان بالرّب يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي تجسّد من أجل خلاصنا؛ والإيمان بالرُّوح القدس الذي أعلن عبر الأنبياء مشروع الله الخلاصي ومجيء ربّنا يسوع المسيح، وولادته من العذراء مريم، وآلامه، وقيامته من بين الأموات، وصعوده إلى السماء، ومجيئه الثاني في مجد الله الآب كي “يَجمعَ تَحتَ رأسٍ واحِدٍ هو المسيح كُلَّ شَيء ما في السَّمواتِ وما في الأَرْض” (أف 1: 10)، وكي يعيد إحياء الجنس البشري بكامله “كيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض ويَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ تَمْجيدًا للهِ الآب” (في 2: 10-11)، وكي يدين بعدل كلّ الخلائق…
لقد تلقّت الكنيسة هذه الدعوة إلى الإيمان، واحتفظت بها بعناية كما لو كان أعضاؤها يسكنون في بيت واحد؛ وعلى الرغم من كونها منتشرة في العالم كلّه، فهي تؤمن بذلك أينما كان، بطريقة مماثلة كما لو لم تكن تملك سوى ” قَلبٍ واحِدٍ ونَفْسٍ واحِدة” (أع 4: 32). فهي تبشّر بهذا الإيمان وتعلّمه وتنشره بصوت جامع، وكأنّ لها فمًا واحدًا. إنّ اللغات المحكيّة في العالم متعدّدة، إنّما قوّة التقليد واحدة وهي نفسها. فالكنائس المبنيّة في ألمانيا لا تؤمن ولا تعلّم بطريقة أخرى، ولا كنائس الإيبيريّين ولا تلك القائمة في الشرق ومصر وليبيا ووسط العالم (الأرض المقدّسة). كما أن الشمس، خليقة الله، هي في العالم كلّه واحدة، هكذا تشعّ نبوءة الحقّ في كلّ مكان، وتنير جميع الناس الذين يريدون أَن “يَبلُغوا إلى مَعرِفَةِ الحَقّ” (1تم 2: 4)