القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 8 يوليو – تموز 2020 “
الأربعاء السادس من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 12-1:13.25:12
يا إخوتي، عَادَ بَرْنَابَا وشَاوُل، وقَد أَكْمَلا خِدْمَتَهُما في أُورَشَليم، وٱسْتَصْحَبَا يُوحَنَّا ٱلمُلَقَّبَ بِمَرْقُس.
وكَانَ في ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في أَنْطَاكِيَةَ أَنْبِياءُ ومُعَلِّمُونَ هُم: بَرْنَابَا، وسِمْعَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى نِيجِر، ولُوقِيُوسُ ٱلقَيرَوانِيّ، ومَنايِنُ ٱلَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ ٱلرُّبْع، وشاوُل.
وبَينَما هُم يُقيمُونَ ٱلصَّلاةَ لِلرَّبّ، ويَصُومُون، قَالَ لَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس: «إِفْرِزُوا لي بَرْنَابَا وشَاوُلَ لِلعَمَلِ ٱلَّذِي دَعَوتُهُما إِلَيه».
حِينئِذٍ صَامُوا، وصَلَّوا، ووَضَعُوا ٱلأَيْدي علَيْهِمَا، وصَرَفُوهُما.
وهُما، إِذْ أَرْسَلَهُما ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس، نَزَلا إِلى سَلُوقِيَة، ومِنها أَبْحَرا إِلى قُبْرُس.
ولَمَّا وَصَلا إِلى سَلامِينَة، بَشَّرا بِكَلِمَةِ ٱللهِ في مَجَامِعِ ٱليَهُود. وكانَ معَهُمَا يُوحَنَّا يَخْدُمُهُمَا.
وَٱجْتَازَا ٱلجَزِيرَةَ كُلَّها إِلى بَافُس، فوَجدَا رَجُلاً سَاحِرًا، نَبِيًّا كَذَّابًا، يَهُودِيًّا ٱسْمُهُ بَرْيَشُوع؛
كانَ معَ ٱلوَالي سِرْجِيُوس بُولُس، وكانَ هذَا رَجُلاً عاقِلاً. فدَعَا بَرْنَابَا وشَاوُلَ وطَلَبَ أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱلله.
فقَاوَمَهُمَا عَلِيمَا السَّاحِر وهذَا هُوَ تَفْسِيرُ ٱسْمِهِ مُحاوِلاً أَنْ يَصْرِفَ ٱلوَاليَ عَنِ ٱلإِيْمَان.
أَمَّا شَاوُل، وهُوَ بُولُس، فَٱمْتَلأَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُسِ وتَفَرَّسَ في عَلِيمَا ٱلسَّاحِرِ
وقالَ لهُ: «أَيُّها ٱلمُمْتَلِئُ مِن كُلِّ مَكْرٍ وَخِدَاع، يا ٱبْنَ إِبْلِيس، يا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ، أَمَا تَكُفُّ عَن تَعْوِيجِ طُرُقِ ٱلرَّبِّ ٱلمُسْتَقِيمَة؟
فَهَا هِيَ ٱلآنَ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَيْك، فتَكُونُ أَعمَى لا تُبصِرُ ٱلشَّمْسَ إِلى حِين!». فوَقَعَ علَيْهِ فَجْأَةً ضَبَابٌ وظُلْمَة، ورَاحَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يقُودُهُ بيَدِهِ.
ولَمَّا رأَى ٱلوَالي مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِن تَعْلِيمِ ٱلرَّبّ.
إنجيل القدّيس متّى 28-21:15
إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،
وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».
فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».
أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».
فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».
فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.
التعليق الكتابي :
البابا فرنسيس
عظة في قدّاس بمناسبة البدء الرسمي لخدمته الرسولية كأسقف روما (07/04/2013)
« اِصْرِفْها، فإِنَّها تَتبَعُنا بصِياحِها »
إخوتي وأخواتي دعونا ألا نفقد أبدا الثقة في رحمة الله الحليمة! لنتذكر لتلميذي عماوس: أصحاب الوجه الحزين، والخطى الفارغة، بلا رجاء. لكنّ الرّب يسوع لم يهملهما: سار معهما على الطريق، وليس ذلك فقط! إنّما بصبر فسّر لهما الكُتب المقدسة وكل ما قيل عنه فيها وتوقّف ليتقاسم معهما الطّعام (لو 24: 13 وما يليها). هذا هو أسلوب الله: فهو لا يفقد صبره كما نفعل نحن، راغبين في الحصول على كلِّ شيءٍ سريعًا، حتى مع الأشخاص. إن الله صبور معنا لأنه يحبنا، ومّن يُحب يتفهم، يرجو، يثق، ولا يهمل، ولا يقطع الجسور، ويعرف أن يغفر. دعونا نتذكر هذا في حياتنا كمسيحيين: إنّ الله ينتظرنا دائما، حتى عندما نبتعد عنه! فهو قريب دائما، وإن عدنا إليه فهو دائما مستعدة لاحتضاننا.
إن قراءةُ مَثَل الأب الرحيم (راجع لو 15: 11 وما يليها: الابن الضّال) تترك فيَّ دائما تأثيرا كبيرا، تؤثر فيَّ لأنها تمنحني دائما رجاءً كبيرًا. فكروا في ذاك الابن الأصغر الذي كان يحيَا في بيت الأب، كان محبوبا؛ وبرغم ذلك أراد نصيبه من الميراث؛ ذهب بعيدًا، وأنفق كل شيء، فوصل إلى الحد الأقصى في البُعد عن أبيه؛ وعندما لمس القاع، شعر بالحنين لدفء البيت الأبوي وقرر العودة. والأب؟ هل كان قد نسيَّ الابن؟ لا، مطلقًا. كان هناك، يراه من بعيد، كان ينتظره كل يوم، وكل لحظة: فقد بقي دائما في قلبه كابنٍ، حتى وإن كان قد تركه… وعندما لمحه من بعيد ركد نحوه للقائه وعانقه بعطف، عطف الله، ولم يقل له حتى كلمة عتاب: إنه عاد! إن هذه هي فرحة الأب. ففي عناق الابن هذا توجد كل فرحته: لقد عاد! فالله ينتظرنا دائما، ولا يتعب ابدا. لقد أظهر لنا الرّب يسوع أناة الله الرحيمة هذه لكي نستعيد دائمًا الثقة، والرجاء.