stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 1 أكتوبر – تشرين الأول 2019 “

773views

الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب

القدّيسة تريزيا الطفل يسوع المعترفة (1873-1897)

 

رؤيا القدّيس يوحنّا 11-1:10

يا إِخوَتِي، رَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ ٱلسَّماء، مُوَشَّحًا بِغَمَامَة، وعَلى رَأْسِهِ قَوْسُ القُزَح، ووَجْهُهُ كَٱلشَّمْس، ورِجْلاهُ كَعَمُودَينِ مِنْ نَار،
وفي يَدِهِ كُتَيِّبٌ صَغِيرٌ مَفْتُوح. فوَضَعَ رِجْلَهُ ٱليُمْنَى عَلى ٱلبَحْر، وٱليُسْرَى عَلى ٱلبَرّ.
وهَتَفَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كأَسَدٍ يَزْأَر. وعِنْدَما هَتَفَ، تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِها.
وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، هَمَمْتُ بِأَنْ أَكْتُب، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّماءِ يَقُول: «إِخْتِمْ على ما تَكَلَّمَتْ بِهِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، ولا تَكْتُبْهُ!».
وٱلمَلاكُ ٱلَّذي رَأَيْتُهُ واقِفًا على ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ، رَفَعَ يَدَهُ ٱليُمْنَى إِلى ٱلسَّمَاء،
وحَلَفَ بِٱلحَيِّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين، ٱلَّذي خَلَقَ ٱلسَّماءَ ومَا فِيهَا، وٱلأَرْضَ وَما فِيهَا، وٱلبَحْرَ ومَا فِيه، أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ زَمانٌ بَعْد.
وَلكِنْ في ٱلأَيَّام ٱلَّتي سَيُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ ٱلمَلاكِ ٱلسَّابِع، عِنْدَمَا يَنْفُخُ في بُوقِهِ، يَكُونُ قَد تَمَّ سِرُّ ٱلله، كمَا بَشَّرَ بِهِ عَبِيدَهُ ٱلأَنْبِيَاء.
ثُمَّ إِنَّ ٱلصَّوتَ ٱلَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ خَاطَبَنِي ثانِيَةً وقَال: «إِذْهَبْ، خُذِ ٱلكِتَابَ ٱلمَفْتُوحَ في يَدِ ٱلمَلاكِ ٱلوَاقِفِ عَلى ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ».
فَذَهَبْتُ إِلى ٱلمَلاكِ أَقُولُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي ٱلكُتَيِّبَ ٱلصَّغِير، فَقَالَ لي: «خُذْهُ وَٱبْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَٱلعَسَل».
فَأَخَذْتُ الكُتَيِّبَ الصَّغِيرَ مِنْ يَدِ المَلاكِ وَٱبْتَلَعْتُهُ، فَكانَ في فَمِي حُلوًا كَٱلعَسَل، ولَمَّا ٱبْتَلَعْتُهُ مَلأَ جَوْفي مَرَارَة.
وَقِيلَ لي: «يَجِبُ أَن تَتَنَبَّأَ ثَانِيَةً عَلى شُعُوبٍ وأُمَمٍ وأَلْسِنَةٍ ومُلُوكٍ كَثِيرِين».

إنجيل القدّيس لوقا 26-20:6

رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله.
طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون.
طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان.
إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء.
ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم.
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون.
أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين.

التعليق الكتابي :
إسحَق النجمة (؟ – نحو 1171)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الثّانية لعيد جميع القدّيسين

«طوبى لَكُم أَيُّها ٱلباكونَ ٱلآن»

“طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون” (مت 5: 5). من خلال هذه الكلمات، أراد الربّ أن يفهمنا أنّ طريق الفرح هي في البكاء. من خلال الكآبة، نصل إلى التعزية؛ فعندما نخسر حياتنا نجدها، وعندما نتخلّى عنها نمتلكها، وعندما نكرهها نحبّها، وعندما نحتقرها نحتفظ بها (راجع مت 16: 25). فإذا أردت أن تتعرّف إلى نفسك وأن تسيطر عليها، عدْ إلى داخلك ولا تبحث عن ذاتك في الخارج… اختلِ بنفسك أيّها الخاطئ، وادخل إلى حيث أنت، أي إلى قلبك… فالإنسان الذي يعود إلى ذاته، ألن يكتشف أنّه في الغربة، مثل الابن الضال، في منطقة مختلفة وفي أرض غريبة، حيث يجلس ويبكي في ذكرى والده ووطنه؟ (راجع لو 15: 17)…

“آدم، أَينَ أَنْتَ؟” (تك 3: 9). ربّما ما زلت في الظلّ، كي لا تتمكّن من رؤية نفسك؛ تَحّبُك أوراقًا من الغرور لتغطّي عارَك، مشاهدًا ما هو حولك وما هو ملكك… انظر إلى الداخل، انظر إلى نفسك… ارجع إلى داخلك، أيّها الخاطئ؛ ارجع إلى نفسك. انظر إلى هذه النفس وابكِ عليها لأنّها رهينة الغرور والانفعال وعاجزة عن التحرّر من الأسر… من الواضح أيّها الإخوة، أنّنا نعيش خارج أنفسنا، وننسى أنفسنا كلّما ضيّعنا وقتنا في الهراء والإغراءات وكلّما استمتعنا بالأمور السخيفة. لذا، كانت الحكمة تجهد باستمرار للدعوة إلى بيت التوبة بدلاً من الدعوة إلى بيت الوليمة، أي أن تُذكّر الإنسان بالرجوع إلى ذاته، هو الذي كان خارج ذاته، وذلك بقولها: “طوبى لَكُم أَيُّها ٱلباكونَ”. وفي مقطع آخر: “أَلوَيلُ لَكُم أَيُّها ٱلضّاحِكونَ ٱلآن”.

يا إخوتي، فَلنتأوّه في حضرة الربّ لأنّ رحمته تغفر؛ ولنرجع إليه “بِالصَّوم والبُكَاءَ والِآنتِحاب” (يوء 2: 12) على أنفسنا، حتّى يأتي يوم… يُبهج نفوسنا بتعزيته. في الواقع، طوبى للباكين، لا لأنّهم يبكون، بل لأنّهم سوف يعزّون. فالبكاء هو الطريق؛ والعزاء هو النعيم.