القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 3 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “
الثلاثاء من أسبوع تقديس البيعة
الرسالة إلى العبرانيّين 25-19:10
يا إِخوَتي، بِمَا أَنَّ لنَا ثِقَةً بِالدُّخُولِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوع،
وقَد دَشَّنَ لنَا طَرِيقًا جَدِيدًا حَيًّا مِن خِلالِ الحِجَاب، أَي جَسَدِهِ،
وَبِمَا أَنَّ لنَا كَاهِنًا عَظِيمًا على بَيْتِ الله،
فَلْنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق، في مِلْءِ يَقِينِ الإِيْمَان، وقُلُوبُنَا مُطَهَّرَةٌ مِن كُلِّ ضَمِيرٍ خَبِيث، وأَجْسَادُنَا مَغْسُولَةٌ بِمَاءٍ طَاهِر،
وَلْنَتَمَسَّكْ بِالٱعْتِرَافِ بِالرَّجَاءِ ٱعْتِرَافًا لا يَتَزَعْزَع، لأَنَّ الذي وَعَدَ أَمِين،
وَلْنَنْتَبِهْ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ بِالحَضِّ على المَحَبَّةِ والأَعْمَالِ الصَّالِحَة.
ولا نُهْمِلِ ٱجْتِمَاعَنَا المُشْتَرَك، كَعَادَةِ بَعْضٍ مِنَّا، بَلْ لِنُشَجِّعْ عَلَيْهِ أَكْثَرَ فأَكْثَر، بِمِقْدَارِ مَا تَرَونَ يَوْمَ الرَّبِّ يَقْتَرِب.
إنجيل القدّيس يوحنّا 13-9:17
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أَبتِ، أَنَا مِنْ أَجْلِهِم أَسْأَل. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ العَالَم، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي، لأَنَّهُم لَكَ.
وكُلُّ مَا هُوَ لي، هُوَ لَكَ، ومَا هُوَ لَكَ، هُوَ لي، ولَقَدْ مُجِّدْتُ فِيهِم.
أَنَا لَسْتُ بَعْدُ في العَالَم، وهُم لا يَزَالُونَ في العَالَم، وأَنَا آتِي إِلَيْك. يَا أَبَتِ القُدُّوس، إِحْفَظْهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
لَمَّا كُنْتُ مَعَهُم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي. سَهِرْتُ عَلَيْهِم فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُم سِوَى ٱبْنِ الهَلاك، لِيَتِمَّ الكِتَاب.
أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْك. وأَتَكَلَّمُ بِهذَا وأَنَا في العَالَم، لِيَكُونَ فَرَحِي مُكْتَمِلاً فِيهِم.
التعليق الكتابي :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
نور الأمم(Lumen Gentium)، دستور عقائدي في “الكنيسة”، العدد 32
« ليَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد »
إنّ التمييز الذي وضعه الربُّ بين الخَدَمَةِ المكرَّسين وبقيّة شعب الله يقتضي بذاته لُحمةً إذ من المُسلَّم به أن الرعاة وبقيّة المؤمنين مرتبطون بعضهم بالبعض الآخر بصِلاتٍ مشتركة؛ فعَلى رعاةِ الكنيسةِ، وقد اقتفوا مثالَ الربِّ، أن يَخدم بعضهم بعضًا وسائر المؤمنين؛ فليُقدّموا فرحين نصيبهم من المساعدة إلى الرعاة والمعلّمين. وهكذا يشهد الجميع في هذا التنوّع للوحدة العجيبة في جسدِ الرّب يسوع المسيح؛ فهذا التنوّع عينه في النِّعَم والخِدَم والأعمال يجمعُ أبناءَ الله في واحدٍ لأنّ “هذا كُلُّه يَعمَلُه الرُّوحُ الواحِدُ نَفْسُه” (1كور 12: 11).
فكما أنّ العَلمانيّين، أصبحوا بفضلِ الله، إخوةً للرّب يسوع المسيحِ الذي، مع أنّه سيّد الكلّ، جاءَ لا ليُخدَم بل ليَخدُم (راجع مت 20: 28)، فهم أيضًا إخوة للذين خُصصِّوا للخدمةِ المقدّسة ليكونوا رعاة عائلةِ الله فيعلِّموها، ويقدّسوها، ويقودوها لسلطةِ الرّب يسوع المسيح حتّى يُتمَّ الكلُّ وصيّةَ المحبّة الجديدة. وفي هذا المجال، قال القدّيس أوغسطينوس هذه الكلمات الجميلة: “إذا روَّعني ما أنا لكم، يُعزّيني ما أنا معكم. أنا لكم الأسقف، ومعكم أنا مسيحي. ذاك اسم المُهمّة وهذا اسم النعمة. فذاك للهلاك وهذا للخلاص”.