stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 9 فبراير – شباط 2021 “

290views

عيد مار مارون المعترف

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 17-10:3

يا إخوَتِي، لَقََدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمي، وسِيرَتي، وقَصْدي، وإِيْمَاني، وأَنَاتي، ومَحَبَّتي، وثَباتي،
وٱضْطِهَادَاتي، وآلامي، كَالَّتي أَصَابَتْنِي في أَنطَاكِيَةَ وإِيقُونِيَةَ ولِسْترَة، وأَيَّ ٱضْطِهَاداتٍ ٱحْتَمَلْتُ! ومِنْ جَميعِهَا نَجَّاني الرَّبّ!
فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون.
أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون.
أَمَّا أَنْتَ فَٱثْبُتْ على مَا تَعَلَّمْتَهُ وأَيْقَنْتَهُ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَهُ،
وأَنَّكَ مُنذُ الطُّفُولَةِ تَعْرِفُ الكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ القادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا في سَبيلِ الخَلاصِ بِالإِيْمَانِ في الْمَسِيحِ يَسُوع.
فَالكِتَابُ كُلُّهُ إِنَّمَا اللهُ أَلْهَمَهُ، وهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيم، والتَّوْبِيخ، والتَّقْوِيم، والتَّأْدِيبِ في البِرّ،
لِيَكُونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاً، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح.

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

التعليق الكتابي :

البطريرك الكردينال بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة
عظة بتاريخ 09/02/2014 في بكركي بمناسبة عيد القدّيس مارون

« أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير »

شبّه الربُّ يسوع سرَّ موته وقيامته “بحبة الحنطة التي، إن لم تقع في الأرض وتمت، تبقى واحدة. وإن ماتت تأتي بثمر كثير”(يو 12: 24). إنّها صورةٌ عن كمال محبة الرّب يسوع التي حملته على قبول الموت فوق الصليب، لفداء الجنس البشري، فأثمر، بقيامته، ولادةَ البشريةِ الجديدةِ المتمثّلة بالكنيسة، جسدِه السرّي. وبهذا تمجّدت محبةُ الله الذي جاد بابنه الوحيد لخلاصنا، وتمجّد الرّب يسوع نفسُه، الإلهُ – الإنسان، بالقيامة، منتصراً على الخطيئة والشيطان، وعلى الموت والشّر. فترك لنا نهج حبة الحنطة، نهجَ الموت والقيامة في حياتنا اليومية من أجل حمل الثمار الوافرة.

هذا النهجُ تبعه القديس مارون الذي تُعيّد له الكنيسةُ اليوم، وتبعه كهنةُ الكنيسة في رسالتهم الكهنوتيّة على وجه الدنيا، ثمّ انتقلوا إلى بيت الآب… ونذكر اليوم الكهنة المتوفَّين، فنصلّي لراحة نفوسهم. ونصلّي من أجل الكهنة الأحياء، لكي يتحلَّوا بالمحبة الكاملة، وبروحانيّة أبينا القديس مارون، ولاسيما التجرّد والصلاة وإماتة الذات وإرشاد النفوس، فيما هم يمارسون خدمتهم المثلّثة: التعليم والتقديس والتدبير…

“أتتِ الساعة التي يتمجّد فيها ابنُ البشر”(يو 12: 23). إن مجدَ الرّب يسوع هو بلوغه إلى كمال المحبّة بموته وقيامته. فبالموت صلبَ خطايا البشر وأزالَها بالغفران وأدّى العدالةَ لله، وبالقيامة حقَّق الانتصارَ على الموت وأعطى الحياة الجديدة لبني البشر وللعالم. إلى هذا المجد نحن مدعوّون، مجدِ الانتصار على الخطيئة والشرّ، ونيلِ الحياة الجديدة التي منها سعادةُ الانسان وتقديسُه. طريقُ هذا المجد هو السرُّ الفصحيّ، الموتُ والقيامة. ولكن لا أحد يسلك هذا الطريق إلا الذين في قلوبهم محبةُ الله، ويعيشونها ببطولة. يعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني أنّ “جميع المسيحيين مدعوّون، في كلّ حالةٍ ومحطة من حياتهم، إلى كمال المحبّة”. هذه الدعوة هي في الأساس من الرّب يسوع المسيح نفسه: “كونوا كاملين، كما أنّ أباكم السماوي كاملٌ هو”(مت 5: 48)…

إنّنا في هذه المناسبة المقّدسة، وفي كلّ آنٍ نرفع نشيدَ المجدِ والتسبيح للآب والابن والرُّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.