القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 10 أبريل – نيسان 2021 “
السبت من أسبوع الحواريّين
أعجوبة أيقونة المسيح في بيروت
رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 15-8:2
يا إخوَتِي، إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَانِ العَالَم، لاَ وَفْقَ المَسِيح،
لأَنْ فيهِ يَسْكُنُ مِلْءُ الأُلُوهَةِ كُلُّهُ جَسَدِيًّا؛
وفيهِ أَنْتُم مُمتَلِئُون، وهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَان؛
وفيهِ أَيضًا خُتِنْتُمْ خِتَانَةً لَمْ تَصْنَعْهَا ٱلأَيْدي، هيَ خِتَانَةُ الْمَسِيح، بِهَا خَلَعْتُمْ عَنْكُم جَسَدَ ضُعْفِكُمُ البَشَريّ،
فَدُفِنْتُمْ معَ المَسِيحِ في المَعْمُودِيَّة، وفيهَا أَيْضًا أُقِمْتُمْ مَعَهُ، لأَنَّكُم آمَنْتُم بِقُدْرَةِ اللهِ الَّذي أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَموَات.
وإِذْ كُنتُم أَمْواتًا بِزَلاَّتِكُم وَبِعَدَمِ خِتَانَةِ جَسَدِكُم، أَحْيَاكُم مَعَهُ، غَافِرًا لنَا جَمِيعَ زَلاَّتِنَا،
ومَاحِيًا ٱلصَّكَّ المَكتُوبَ عَلينَا وقَدْ كَانَ بِفَرائِضِهِ مُعَارِضًا لنا، فأَزالَهُ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ على الصَّليب،
وجَرَّدَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، وشَهَّرَهُم عَلانِيَةً، وجَرَّهُم في مَوكِبِ صَليبِهِ الظَّافِر.
إنجيل القدّيس يوحنّا 25-19:20
في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ.
فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».
قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس.
مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم».
أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع.
فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».
التعليق الكتابي :
سيرافيم الساروفيّ (1759 – 1833)، راهب روسيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
لقاء مع موتوفيلوف
« ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس »
“وجَبَلَ الربُّ الإلهُ الإنسانَ تُرابًا مِنَ الأرض ونَفخَ في أنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإنسانُ نَفْسًا حيّة” (تك 2: 7). إنّ نسمة الحياة التي نالها آدم من الخالق قد ملأته بالحكمة لدرجة أنّه لم يسبق أن أتى رجلٌ قبله على الأرض يساويه إدراكًا ومعرفةً وربّما لن يأتي أحدٌ مثله أبدًا. وعندما أمر اللهُ الإنسانَ بأن يسمّيَ الخلائقَ كلَّها، أعطاها الإنسانُ أسماءَ بحسب الحسنات والقوّة والخصائص التي منحها الله لكلّ واحدةٍ منها (تك 2: 19).
إنّ تلكَ النعمةَ الإلهيّةَ التي تفوقُ الطبيعةَ والتي انبثقت عن نسمة الحياة التي نالها آدم كانت تخوّله أن يعاين الله وهو يتنزّه في الجنّة، وأن يفهمَ كلماتِه وحوارَ الملائكة القدّيسين ولغةَ كافّة الخلائق التي تعيش على الأرض والطيور والزواحف، وكلّ ما خُفيَ عنّا نحن الخطأة منذ السقوط، علمًا بأنّ كلّ ذلك كان واضحًا تمامًا لآدم قبل السقوط… (لأنّ) آدم وحوّاء خسرا الهبة الثمينة لنعمة الروح القدس. وحتّى مجيء الربّ يسوع المسيح، الله الذي صار إنسانًا وحلّ بيننا على الأرض، “لَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد” (يو 7: 39).
عندما أتمّ ربّنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات عمله الخلاصيّ، نفخ في تلاميذه من جديد نسمةَ الحياة التي كان يحملها آدم وجدّد فيهم النعمةَ نفسَها التي خسرها آدم. وليس فقط هذا، بل قالَ لهم أيضًا: “غَيرَ أنّي أقولُ لَكُمُ الحَقّ: إنّه خَيرٌ لَكم أن أذهَب. فَإن لم أذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أمّا إذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إلَيكُم؛ فَمتى جاءَ هوَ، أي رُوحُ الحَقّ، أرشَدكم إلى الحَقِّ كُلِّه لأنّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه بل يَتَكلَّمُ بِما يَسمَع ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث. سيُمَجِّدُني لأنّه يَأخُذُ مِمّا لي ويُخبِرُكم بِه. والمُؤيِّد، الرُّوح القُدُس الذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي، هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم” (يو 16: 7-13؛ 14: 26). تلك هي النعمة التي وعدَهم بها، أي “نِعمَة على نِعمَة” (يو 1: 16).