القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 29 يونيو – حزيران 2021 “
عيد القدّيسين بطرس وبولس الرسولين
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 30-21:11
يا إخوتي، أَقُولُ وأَخْجَل، كَما لَو كُنَّا ضُعَفَاء! وأَقُولُ كَجَاهِل: إِنَّ كُلَّ مَا يَجْرُؤُ عَلَيْهِ هؤُلاء، أَجْرُؤُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضًا:
أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم!
أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة!
تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة!
ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا!
قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة!
عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ!
أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس!
مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟
وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني!
إنجيل القدّيس متّى 20-13:16
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
التعليق الكتابي :
القدّيس إقليمَنضُس الرومانيّ، بابا روما من 90 إلى 100
رسالة الى أهل كورنتس، 5-7
الشهادة التاريخيّة الأقدم لاستشهاد بطرس وبولس
فلنترك هذه الأمثلة (عن الاضطهاد في العهد القديم) ولنهتمّ بالأبطال الأقرب إلينا؛ لنذكر الأمثلة الشجاعة العائدة إلى جيلنا. فإنّ الغيرة والطمع قد أطلقا العنان لاضطهادات ضدّ ركائز الكنيسة الأعلى مرتبة والأكثر صلاحًا والّذين قاوموا حتّى الموت.
فلننظر إلى الرُّسل القدّيسين: فقد عانى بُطرس، بسبب غيرة غير مبرّرة، عذاباتٍ كثيرة؛ وبعد أن قدّم شهادته بهذه الطريقة، انتقل إلى الإقامة في المجد الذي استحقّه. فيما الغيرة والخلاف سمحا لبولس أن يُظهِرَ لنا كيف نفوز بالجائزة المخصّصة للمثابرة.
فبعد أن سُجن مرّات سبع ونُفي ورُجم وأصبح المبشِّر بالإنجيل في الشرق والغرب، نال الشهرة المناسبة لإيمانه. وبعد أن علّم العدالة للعالم أجمع حتّى أقاصي الغرب، قدّم شهادته أمام السلطات؛ هكذا ترك هذا العالم وانتقل للإقامة في القداسة. إنه مثال عظيم عن الشجاعة! إلى هؤلاء الرجال الذين عاشوا حياة القداسة، انضمّت جماعة كبيرة من المختارين الذين عانوا بدورهم، نتيجة الغيرة، جميع أنواع المعاملات السّيئة والعذابات، والذين كانوا بمثابة مثال مدهش أمامنا…
يا أحبّائي، نكتب إليكم هذا كلّه، لا لنعلمكم بما يحصل فحسب، بل لنتّعظ نحن أيضًا من هذا الكلام. فنحن أيضًا في الحلبة ذاتها وينتظرنا القتال نفسه. فلنترك إذًا همومنا الزائلة والعديمة الجدوى، ولنتبع القاعدة العظيمة والمجيدة العائدة إلى تراثنا. فلنركّز نظرنا على ما هو جميل، على ما هو ممتع بنظر الذي خلقنا، على ما هو صالح لِلَمْسِهِ. فَلنُرَكِّز أنظارنا على دم الرّب يسوع المسيح ولنفهم قيمة هذا الدّم بالنسبة إلى الله أبيه، بعد أن سُفك من أجل خلاصنا وأعطى العالم أجمع نعمة التوبة.