القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 1 فبراير – شباط 2022 “
الثلاثاء من الأسبوع الرابع بعد الدنح
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 25-14:7
فنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ رُوحِيَّة، أَمَّا أَنَا فإِنْسَانٌ جَسَدِيٌ مُبَاعٌ لِلخَطِيئَة.
فَإِنِّي لا أَفْهَمُ مَا أَعْمَلُهُ، لأَنَّ مَا أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، ومَا أَكْرَهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل.
فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُرِيدُهُ، فأَنَا شَاهِدٌ لِلشَّرِيعَةِ بأَنَّهَا حَسَنَة.
فلَسْتُ أَنَا الآنَ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
فإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسْكُنُ فِيَّ أَنَا الإِنْسَانَ الجَسَدِيّ، لأَنَّ إِرَادَةَ الخَيرِ حَاضِرَةٌ فِيَّ، أَمَّا عَمَلُ الخَيرِ فَلا؛
لأَنَّ الخَيرَ الَّذي أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، والشَرَّ الَّذي لا أُريدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل.
وَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُريدُهُ، فَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذَا، بَلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
إِذًا فأَنَا الَّذي أُريدُ فِعْلَ الخَير، أَجِدُ فِيَّ هذِهِ الشَّرِيعَة، وهيَ أَنَّ الشَرَّ حَاضِرٌ فِيَّ.
وَإِنِّي أَفْرَحُ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عُمْقِ كِيَاني.
لكِنِّي أَرَى في أَعْضَائي شَرِيعَةً أُخْرَى تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلي، وتَأْسُرُني في شَرِيعَةِ الخَطِيئَةِ الكَامِنَةِ في أَعْضَائِي.
أَلوَيْلُ لي أَنَا الإِنْسَانَ التَّعِيس! مَنْ يُنْقِذُني مِنْ جَسَدِ المَوْتِ هذَا؟
فَٱلشُّكْرُ للهِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا! فأَنَا إِذًا بِالعَقْلِ عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الله، وَبِكَوْني إِنْسَانًا جَسَدِيًّا عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الخَطِيئَة!
إنجيل القدّيس يوحنّا 42-39:4
آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.
وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.
وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».
التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
رسالة رسوليّة “باب الإيمان”، العدد 13
«مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم»
سيكون من الحاسم خلال هذه السنة أن نجوب من جديد تاريخ إيماننا الذي يرى السرّ الذي لا يُسبر للتشابك بين القداسة والخطيئة. فبينما الأولى (القداسة) تظهر جليًّا المكسب الكبير الذي قدّمه الرجال والنساء لنمو وتقدّم الجماعة بشهادة حياتهم، على الثانية (الخطيئة) أن تثير في كلّ إنسان عمل اهتداءٍ نزيهًا ومستمرًّا ليختبر رحمة الآب الذي يمضي إلى لقاء الجميع.
في هذا الوقت، سنشخص نظرنا إلى الرّب يسوع المسيح “مُبدئ إيماننا ومتمّمه” (عب 12: 2). ففيه يجد كلّ عذاب وكلّ توق القلب البشري نهايته. فإنّ فرح الحبّ، والجواب على مأساة الألم والعذاب، وقوّة المغفرة أمام الإهانة، وانتصار الحياة إزاء فراغ الموت، هذا كلّه يجد نهايته في سرّ تجسّده، إذ تجد ملء نورها أمثلة الإيمان التي وسمت الألفيّ سنة من تاريخنا الخلاصي.
بالإيمان تلقّت مريم كلمة الملاك وآمنت بالبشارة بأنّها ستصبح أمَّ الله في طاعة تفانيها (راجع لو 1: 38). وإذ زارت أليصابات، رفعت نشيد شكرها نحو العلي للعظائم التي يصنعها في كلّ الذين يستسلمون إليه (راجع لو 1: 46-55). بفرح وقلق، ولدت ابنها الوحيد الذي صان بتوليّتها (راجع لو 2: 6 -7). ومعتمدة على زوجها يوسف، حملت الرّب يسوع إلى مصر لتنقذه من اضطهاد هيرودس (راجع مت 2: 13-15). بالإيمان نفسه، تبعت الربَّ في كرازته وظلّت معه حتّى على الجلجلة (راجع يو19: 25-27). بالإيمان ذاقت مريم ثمار قيامة الرّب يسوع، وحفظت كلّ ذكرى في قلبها (راجع لو2: 19، 51). ونقلتها إلى الرسل الإثنيّ عشر المجتمعين معها في العليّة لتلقّي الرُّوح القدس (راجع أع 1: 14، 2: 1-4).
بالإيمان، ترك الرسل كلّ شيء ليتبعوا الرّب (راجع مر 10: 28). لقد آمنوا بالكلمات التي بها كان يعلن ملكوت الله الحاضر والمحقَّق في شخصه (راجع لو 11: 20). وعاشوا في شركة الحياة مع الرّب يسوع الذي كان يثقّفهم بتعليمه، تاركًا لهم قاعدة حياة جديدة بها كانوا سيُعرَفون مثل تلاميذه بعد موته (يو 13: 34-35). بالإيمان، ذهبوا إلى العالم كلّه، حسب التخويل بحمل الإنجيل إلى الخليقة كلها (راجع مر 16: 15) وبدون أي خوف، أعلنوا للجميع فرح القيامة التي صاروا لها شهودًا أُمَناء.
بالإيمان شكَّلَ التلاميذ الجماعة الأولى المجتمعة حول تعليم الرسل، في الصلاة، والاحتفال بالافخارستيا، واضعين في الشركة كلّ ما كانوا يملكون لسدّ احتياجات الإخوة (راجع أع 2: 42-47). […]
بالإيمان على مدى الأجيال، رجال ونساء من جميع الأعمار، واسمهم مكتوب في سفر الحياة (راجع رؤ 7: 9؛ 13: 8)، اعترفوا بجمال إتباع الربّ يسوع حيثما كانوا مدعوّين ليعطوا شهادة كونهم مسيحيّين: في العائلة، وفي المهنة، وفي الحياة العامّة، وفي ممارسة المواهب والخدم التي دُعوا إليها. بالإيمان، نحيا نحن أيضًا: بالاعتراف الحيّ بالربّ يسوع الحاضر في وجودنا وفي التاريخ.