القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 28 ديسمبر – كانون الأول 2019 “
تذكار سجود المجوس للطفل يسوع
رؤيا القدّيس يوحنّا 27-21.10-9:21
يا إخوَتِي، أَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ ٱلسَّبعَةِ ٱلحَامِلينَ ٱلكُؤُوسَ ٱلسَّبْعَ ٱلمَلأَى مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلسَّبْعِ ٱلأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: «تَعَالَ فَأُرِيكَ ٱلمَرْأَةَ عَرُوسَةَ ٱلحَمَل!».
وَنَقَلَنِي بِٱلرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ ٱلله،
وٱلأَبْوَابُ ٱلٱثْنَا عَشَرَ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ لُؤْلُؤَة، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ ٱلأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَة. وسَاحَةُ ٱلمَدِينَةِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ كَٱلزُّجَاجِ ٱلشَّفَّاف.
وَلَمْ أَرَ فيهَا هَيْكَلاً، فَٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلَّ وٱلحَمَلُ هُمَا هَيْكَلُهَا.
وٱلمَدِينَةُ لا تَحْتَاجُ إِلى ٱلشَّمْسِ ولا إِلى ٱلقَمَر، لِيُضِيئَا لَهَا، فَمَجْدُ ٱللهِ أَنَارَهَا، وسِرَاجُهَا هُوَ ٱلحَمَل.
فتَسِيرُ ٱلأُمَمُ في نُورِهَا، ومُلُوكُ ٱلأَرْضِ يَحْمِلُونَ مَجْدَهُم إِلَيْهَا.
وأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ طَوَالَ ٱليَوم، لأَنَّهُ لَنْ يَكُونَ لَيْلٌ فِيهَا.
ويَحْمِلُونَ إِلَيْهَا مَجْدَ ٱلأُمَمِ وكَرَامَتَهُم.
ولَنْ يَدْخُلَهَا أَيُّ نَجِسٍ أَو فَاعِلِ رَجَاسَةٍ وكَذِب، بَلِ ٱلْمَكْتُوبُونَ في كِتَابِ ٱلْحَيَاة، كِتَابِ ٱلْحَمَل.
إنجيل القدّيس متّى 12-1:2
لَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، في أَيَّامِ المَلِكِ هِيرُودُس، جَاءَ مَجُوسٌ مِنَ المَشْرِقِ إِلى أُورَشَلِيم،
وهُم يَقُولُون: «أَيْنَ هُوَ المَوْلُودُ مَلِكُ اليَهُود؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ في المَشْرِق، فَجِئْنَا نَسْجُدُ لَهُ ».
ولَمَّا سَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُسُ ٱضْطَرَبَ، وٱضْطَرَبَتْ مَعَهُ كُلُّ أُورَشَلِيم.
فَجَمَعَ كُلَّ الأَحْبَارِ وكَتَبَةِ الشَّعْب، وسَأَلَهُم: « أَيْنَ يُولَدُ المَسيح؟».
فَقَالُوا لَهُ: «في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، لأَنَّهُ هكَذَا كُتِبَ بِٱلنَّبِيّ:
وأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمُ، أَرْضَ يَهُوذَا، لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ رَئِيسٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيل».
حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ المَجُوسَ سِرًّا، وتَحَقَّقَ مِنْهُم زَمَنَ ظُهُورِ النَّجْم.
ثُمَّ أَرْسَلَهُم إِلى بَيْتَ لَحْمَ وقَال: «إِذْهَبُوا وٱبْحَثُوا جَيِّدًا عَنِ الصَّبِيّ. فَإِذَا وَجَدْتُمُوه، أَخْبِرُونِي لأَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا وأَسْجُدَ لَهُ».
ولَمَّا سَمِعُوا كَلامَ المَلِكِ ٱنْصَرَفُوا، وإِذَا النَّجْمُ الَّذي رَأَوْهُ في المَشْرِقِ عَادَ يَتَقَدَّمُهُم، حَتَّى بَلَغَ المَوْضِعَ الَّذي كَانَ فيهِ الصَّبِيّ، وتَوقَّفَ فَوْقَهُ.
فَلَمَّا رَأَوا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.
ودَخَلُوا البَيْتَ فَرأَوا ٱلصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَجَثَوا لَهُ سَاجِدِين. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُم وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَبًا وبَخُورًا ومُرًّا.
وأُوْحِيَ إِلَيْهِم في الحُلْمِ أَلاَّ يَرْجِعُوا إِلى هِيرُودُس، فَعَادُوا إِلى بِلادِهِم عَنْ طَرِيقٍ آخَر.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس متّى
على مثال المجوس
يا إخوة، فلننطلق على مثال المجوس؛ ولندَع العالم كلّه يرتبك؛ أمّا نحن، فلنسرع بفرحٍ إلى مسكن الطفل. ولو حاول الملوك أو الشعوب إقفال الطريق في وجهنا، فيجب ألا نهتمّ، وألاّ تُحبَطَ عزيمتنا في المسير ولنبعد كلّ الآلام التي تهدّدنا. فلو لم يرَ المجوس الطفل، لما كان بإمكانهم التخلّص من الخطر الذي كان يتعقّبهم من قِبَل الملك هيرودُس. فقبل أن ينالوا غبطة تأمّله، كانوا مُحاصرين بالخوف، ومحاطين بالخطر وغارقين بالارتباك: أمّا بعد سجودهم وعبادتهم له، ولج الهدوء والأمان إلى أرواحهم…
اتركوا إذاً هنا، أنتم أيضًا، مدينتكم غير المنظّمة، والطاغية المتعطّش إلى الدم، وكلّ غنى هذا العالم، وتعالوا إلى بيت لحم، بيت الخبز الروحي. إن كنتم رعاة، تعالوا فقط وستعاينون الطفل في الإسطبل. إن كنتم ملوكًا، فإنّ الأرجوان الذي تلبسونه وكلّ المجد الأرضي لن يخدمكم أبدًا إن لم تأتوا إلى بيت لحم. وأن كنتم رجال علم على غرار المجوس، فإن كل المعرفة الّتي تكتنزونها لن تخلّصكم إن لم تأتوا مظهرين احترامكم. وإن كنتم غرباء أو من البربر حتّى فإنّكم سوف تدخلون إلى قلب هذا الملك… يكفيكم فقط أن تتقدّموا برهبةٍ وفرح، وهما أمران يسكنان القلب المسيحي الحقيقي…
قبل أن نبدأ بعبادة هذا الطّفل الإلهي، فلنتخلّص من كلّ ما يثقل كاهلنا. فإن كنت غنيًّا، فلتُلقِ ذهبك عند قدميه أي أن تعطيه للفقراء. لقد قام هؤلاء الغرباء بسفرٍ طويل كي يتأمّلوا هذا الطفل المولود حديثًا: فأيّ وسيلةٍ لديكم لتبرير تصرّفاتكم، أنتم يا مَن ترفضون أن تقوموا ببضع خطوات لتزوروا صاحب العاهة أو السجين؟ لقد قدَّموا له الذهب؛ وأنتم لا تقدّمون له الخبز إلاّ بعد مشقّة! لقد شاهدوا النجم وامتلأ قلبهم من الفرح؛ وأنتم ترون الرّب يسوع المسيح في الفقراء الّذين ينقصهم كلّ شيء… ألا يثير هذا مشاعركم؟