القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 8 يناير – كانون الثاني 2020 “
اليوم الثاني بعد الدنح المجيد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 7-1:2
يا إِخوَتِي، أُريدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيَّ جِهَادٍ أُعَاني مِن أَجْلِكُم، ومِن أَجْلِ الَّذِينَ في لَوْدِقِيَّة، وكُلِّ الَّذِينَ لَم يَرَوا بأُمِّ العَينِ وَجْهي،
لِكَي تَتَعَزَّى قُلُوبُهُم، ويَلْتَئِمُوا في المَحَبَّة، فيَبْلُغُوا إِلى كُلِّ الغِنَى الَّذي في مِلْءِ اليَقِينِ والفَهْم، ويَعْرِفُوا سِرَّ اللهِ أَيِ المَسِيح،
الَّذي تَكْمُنُ فيهِ كُلُّ كُنُوزِ الحِكْمَةِ والمَعْرِفَة.
أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَغُرَّكُم أَحَدٌ بِكَلامٍ مُمَوَّه!
فإِنِّي وإِنْ كُنْتُ غَائِبًا بِالجَسَد، فأَنَا بالرُّوحِ حَاضِرٌ مَعَكُم، وأَفْرَحُ إِذْ أَرى حُسْنَ نِظَامِكُم ورُسُوخَ إِيْمَانِكُم بِالمَسِيح.
فكَمَا تَقَبَّلْتُمُ المَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبّ، أُسْلُكُوا فيه،
مُتَأَصِّلِينَ ومَبْنِيِّينَ فيه، ورَاسِخِينَ على الإِيْمَانِ وَفْقَ مَا تَعَلَّمْتُم، وفَائِضِينَ بِالشُّكْرَان.
إنجيل القدّيس متّى 17-13:3
(حين كان يوحنَّا المعمدان يكرز) جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الجَلِيلِ إِلى الأُرْدُنّ، إِلى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ عَلى يَدِهِ.
وكَانَ يُوحَنَّا يُمَانِعُهُ قَائِلاً: «أَنَا المُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وأَنْتَ تَأْتِي إِليَّ ؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «دَعْنِي الآنَ، فَهكَذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ يَعْتَمِد.
ولَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ حَالاً مِنَ المَاء، وإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ لَهُ، ورَأَى رُوحَ اللهِ يَنْزِلُ مِثْلَ حَمَامَة، ويَحِلُّ عَلَيْه.
وإِذَا صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت».
التعليق الكتابي :
عظة منسوبة للقدّيس هيبوليطُس الرومانيّ (؟ – نحو 235)، كاهن وشهيد
عظة من القرن الرابع بمناسبة عيد الظهور
« هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت »
إنّ الرّب يسوع المسيح، خالق كلّ شيء، نزل كالمطر، وأظهر نفسه كعين الماء وانتشر كالنهر (هو6: 3؛ يو4: 14؛ 7: 38) وها هو يعتمد في الأردن… الينبوع الذي لا ينضب، الينبوع الذي يفجّر الحياة لجميع الناس والذي لا نهاية له، هذا الينبوع غمرته مياه فقيرة وزائلة. ذاك الحاضر في كلّ مكان والذي لا يغيب عن أيّ مكان، ذاك الذي لا يدركه الملائكة ولا تراه عيون البشر، أتى بمشيئته ليعتمد.
“فإِذا السَّمَواتُ قدِ انفتَحَت… وإِذا صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت”. الابن الحبيب يولد الحبّ والنور غير المادي يولد “النور الذي لا يُقتَرَبُ مِنه” (1تم 6: 16). ” هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ”… في سفينة نوح، تجلّت محبّة الله للبشر من خلال الحمامة (راجع تك 8: 11). الآن، انحدر الرُّوح بهذه الهيئة مثل تلك التي جلبت غصن الزيتون، واستقر فوق ذاك الذي شهد له. لماذا؟ لكي نكون على يقين بأنّه صوت الآب… “صَوتُ الرَّبِّ على المِياه إِلهُ المَجدِ أَرعَد الرَّبّ على المِياه الغَزيرة” (مز29[28]: 3). ماذا قال هذا الصوت؟ “هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت”؛ هو الذي سُمّي ابن يوسف، وهو ابني الوحيد بحسب الكائن الإلهي. “هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ”: جاع، لكنّه أشبع الحشود التي لا تحصى؛ تعب، لكنّه خفّف آلام المتعبين. لم يجد مكانًا يسند إليه رأسه، لكنّه حمل كلّ شيء في يده؛ تألّم، لكنّه شفى الآلام. تعرّض للضرب، لكنّه أعطى الحريّة للعالم؛ طُعِن جنبُه، لكنّه ضمّد جنب آدم.