القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 29 فبراير – شباط 2020 “
سبت الأسبوع الأوّل من الصوم: تذكار الأعجوبة التي أجراها القدّيس العظيم في الشهداء ثيوذورس
اليرونيّ بالقمح المسلوق
بروكيمنات الرسائل 1:65
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
الرسالة إلى العبرانيّين 12-1:1
إِنَّ ٱللهَ بَعدَ أَن كَلَّمَ ٱلآباءَ قَديمًا في ٱلأَنبِياءِ، كَلامًا مُتَفَرِّقَ ٱلأَجزاءِ وَمُختَلِفِ ٱلأَنواعِ،
كَلَّمَنا في هَذِهِ ٱلأَيّامِ ٱلأَخيرَةِ، في ٱلِٱبنِ ٱلَّذي جَعَلَهُ وارِثًا لِلكُلِّ، وَبِهِ أَنشَأَ ٱلدُّهور.
هُوَ ضِياءُ مَجدِهِ وَصورَةُ جَوهَرِهِ، وَضابِطُ ٱلجَميعِ بِكَلِمَةِ قُوَّتِهِ، وَٱلَّذي بَعدَما طَهَّرَ بِذاتِهِ خَطايانا، جَلَسَ عَن يَمينِ ٱلعَظَمَةِ في ٱلأَعالي،
وَقَد صارَ أَعظَمَ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ بِمِقدارِ ما يَفضُلُهُمُ ٱلِٱسمُ ٱلَّذي وَرِثَهُ.
لِأَنَّهُ لِمَن مِنَ ٱلمَلائِكَةِ قالَ قَطّ: «أَنتَ ٱبني وَأَنا ٱليَومَ وَلَدتُكَ»؟ وَأَيضًا: «أَنا أَكونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكونُ لِيَ ٱبنًا»؟
وَحينَ يُدخِلُ ٱلبِكرَ إِلى ٱلمَسكونَةِ ثانِيَةً يَقول: «وَلتَسجُد لَهُ جَميعُ مَلائِكَةِ ٱلله».
وَعنِ ٱلمَلائِكَةِ يَقول: «صَنَعَ مَلائِكَتَهُ أَرياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار».
وَأَمّا لِلِٱبنِ (فَيَقول): «عَرشُكَ يا ٱللهُ إِلى أَبَدِ ٱلأَبَدِ، وَصَولَجانُ مُلكِكَ صَولَجانُ ٱستِقامَة.
أَحبَبتَ ٱلبِرَّ وَأَبغَضتَ ٱلإِثمَ، لِذَلِكَ مَسَحَكَ ٱللهُ إِلَهُكَ بِدُهنِ ٱلبَهجَةِ أَفضَلَ مِن شُرَكائِكَ».
وَأَيضًا: «أَنتَ أَيُّها ٱلرَّبُّ في ٱلبَدءِ أَسَّستَ ٱلأَرضَ، وَٱلسَّماواتُ هِيَ صُنعُ يَدَيكَ.
هِيَ تَزولُ وَأَنتَ تَبقى، وَكُلُّها تَبلى كَٱلثَّوبِ،
وَتَطويها كَٱلرِّداءِ فَتَتَغَيَّر. وَأَنتَ أَنتَ، وَسِنوكَ لَن تَفنى».
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 5-1:3.28-23:2
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ يَسوعُ يَجتازُ في ٱلسَّبتِ بَينَ ٱلزُّروعِ، فَجَعَلَ تَلاميذُهُ وَهُم سائِرونَ يَقلَعونَ ٱلسَّنابِل.
فَقالَ لَهُ ٱلفَرّيسِيّون: «أُنظُر، لِماذا يَفعَلونَ في ٱلسَّبتِ ما لا يَحِلّ؟»
فَقالَ لَهُم: «أَما قَرَأتُم قَطُّ ما فَعَلَ داوُدُ حينَ ٱحتاجَ وَجاعَ هُوَ وَٱلَّذينَ مَعَهُ؟
كَيفَ دَخَلَ بَيتَ ٱللهِ في عَهدِ أَبِياتارَ رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبزَ ٱلتَّقدِمَةِ ٱلَّذي لا يَحِلُّ أَكلُهُ إِلاّ لِلكَهَنَةِ، وَأَعطى أَيضًا لِلَّذينَ كانوا مَعَهُ».
ثُمَّ قالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلسَّبتَ جُعِلَ لِأَجلِ ٱلإِنسانِ، لا ٱلإِنسانُ لِأَجلِ ٱلسَّبت.
فَٱبنُ ٱلإِنسانِ إِذَن هُوَ رَبُّ ٱلسَّبتِ أَيضًا!»
وَدَخَلَ ٱلمَجمَعَ مِن جَديدٍ، وَكانَ هُناكَ إِنسانٌ يَدَهُ يابِسَة.
وَكانوا يُراقِبونَهُ هَل يَشفيهِ في ٱلسَّبتِ لِكَي يَشكوهُ.
فَقالَ لِلإِنسانِ ٱليابِسِ ٱليَد: «قُم إِلى ٱلوَسَط».
ثُمَّ قالَ لَهُم: «هَل يَحِلُّ في ٱلسُّبوتِ فِعلُ ٱلخَيرِ أَمِ ٱلشَّرّ؟ أَن تُخَلَّصَ نَفسٌ أَم تُقتَل؟» فَلَزِموا ٱلصَّمت.
فَأَدارَ نَظَرَهُ فيهِم بِغَيظٍ وَهُوَ مُغتَمٌّ لِتَصَلُّبِ قُلوبِهِم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «أُمدُد يَدَكَ». فَمَدَّها فَعادَت يَدُهُ صَحيحَةً كَٱلأُخرى.
التعليق الكتابي :
القدّيس ألريد دو ريلفو (1110 – 1167)، راهب سِستِرسيانيّ
مرآة المحبّة، الجزء الثالث، الفصل الثالث
« إِنَّ ٱلسَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان، وَما جُعِلَ ٱلإِنسانُ لِلسَّبت »
عندما يختلي الإنسان بعيدًا من الضوضاء الخارجيّ ليدخل إلى سرّ قلبه، عندما يغلق بابه في وجه زحمة الأباطيل الصاخبة ويجول على كنوزه الداخليّة، عندما لا يعود يجد في ذاته أيّ شيء هائج وغير منظّم، ومُقلِق ومعاكس، ولا ما يمكن أن يقلقه أو يعاكسه، بل يكون كلّ ما فيه مليئًا بالفرح والتناغم والسلام والهدوء، عندما يبتسم له عالمه الصغير كلّه من أفكاره وأقواله وأعماله كما قد تفعله أسرة ربّ عائلة في مسكن يسوده النظام والسلام: عندئذٍ تظهر فجأة ثقة رائعة. ومن هذه الثقة يأتي فرح فائق، ومن هذا الفرح ينبع نشيد بهجةٍ يتفجّر بتسابيح لله. وهذه التسابيح تكون حارّة بقدر ما نرى بصفاء أكبر أنّ كلّ ما هو صالح بحدّ ذاته هو هبة من الله.
هذا هو احتفال السبت المفرح الّذي يجب أن تسبقه ستّة أيّام أخرى، أي الانتهاء الكامل للأعمال. ينصبّ منّا العرق أوّلاً عندما نقوم بأعمال صالحة، ثمّ نرتاح في سلام ضميرنا. فمن الأعمال الصالحة يولد صفاء الضمير الّذي يقود إلى حبّ الذات الحقيقيّ، الّذي يجعلنا نحبّ قريبنا حبّنا لنفسنا (راجع مت 22: 39).