القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 1 يونيو – حزيران 2020 “
الاثنين الأوّل بعد العنصرة: إثنين الروح القدس
تذكار القدّيس الشهيد يستينوس ورفاقه
بروكيمنات الرسائل 1:24
خَلِّص يا رَبُّ شَعبَكَ، وَبارِك ميراثَك.
-إِلَيكَ يا رَبُّ أَصرُخ، إِلَهي لا تَتَصامَم عَنّي. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 19-8b:5
يا إِخوَة، أُسلُكُوا كَأَبناءِ ٱلنّور.
فَإِنَّ ثَمَرَ ٱلرّوحِ هُوَ في كُلِّ صَلاحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ،
مُختَبِرينَ ما هُوَ مَرضِيٌّ لَدى ٱلرَّبّ.
وَلا تَشتَرِكوا في أَعمالِ ٱلظُّلمَةِ ٱلَّتي لا ثَمَرَ لَها، بَل بِٱلحَرِيِّ وَبِّخوا عَلَيها.
فَإِنَّ ٱلأَفعالَ ٱلَّتي يَفعَلونَها سِرًّا يَقبُحُ حَتّى ذِكرُها.
لَكِن كُلَّ ما يُوَبَّخُ عَلَيهِ يُعلَنُ بِٱلنّورِ، لِأَنَّ كُلَّ ما يُعلَنُ هُوَ نُور.
لِذَلِكَ يَقول: «إِستَيقِظ أَيُّها ٱلنّائِمُ وَقُم مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، فَيُضيءَ لَكَ ٱلمَسيح».
فَٱحتَرِصوا إِذَن أَن تَسلُكوا بِحَذَرٍ، لا كَجُهَلاءَ، بَل كَحُكَماءَ،
مُفتَدينَ ٱلوَقتَ، لِأَنَّ ٱلأَيّامَ شِرّيرَة.
لِذَلِكَ لا تَكونوا أَغبِياءَ، بَلِ ٱفهَموا ما مَشيئَةَ ٱلرَّبّ.
وَلا تَسكَروا مِنَ ٱلخَمرِ ٱلَّتي فيها ٱلدَّعارَةُ، بلِ ٱمتَلِئوا مِنَ ٱلرّوحِ،
مُتَحاوِرينَ فيما بَينَكُم بِمَزاميرَ وَتَسابيحَ وَأَغانِيَّ روحِيَّةَ، مُرَنِّمينَ وَمُرَتِّلينَ في قُلوبِكُم لِلرَّبّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
إِرحَمني يا أَللهُ بِعَظيمِ رَحمَتِكَ، وَبِكَثرَةِ رَأفَتِكَ أُمحُ مَآثِمي.
-لا تَطَّرِحني مِن أَمامِ وَجهِكَ، وَلا تَنزَع مِنّي روحَكَ ٱلقُدّوس. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 20-10:18
قالَ ٱلرَّبُّ: «إِحذَروا أَن تَحتَقِروا أَحَدَ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في ٱلسَّماواتِ يُعايِنونَ كُلَّ حينٍ وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
فَإِنَّما جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ لِيُخَلِّصَ ما قَد هَلَك.
ماذا تَظُنّون؟ إِذا كانَ لِإِنسانٍ مِئَةُ خَروفٍ، فَضَلَّ واحِدٌ مِنها. أَفَلا يَترُكُ ٱلتِّسعَةَ وَٱلتِّسعينَ وَيَمضي في ٱلجِبالِ في طَلبِ ٱلضّال؟
فَإِذا تَمَّ لَهُ أَن يَجِدَهُ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفرَحُ بِهِ أَكثَرَ مِنَ ٱلتِّسعَةِ وَٱلتِّسعينَ ٱلَّتي لَم تَضِل.
هَكذا لَيسَت مَشيئَةُ أَبيكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ أَن يَهلِكَ أَحَدُ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار.
«إِذا خَطِئَ أَخوكَ إِلَيكَ، فَٱذهَب وَعاتِبهُ بَينَكَ وَبَينَهُ وَحدَهُ. فَإِن سَمِعَ لَكَ، فَقَد رَبِحتَ أَخاك.
وَإِن لَم يَسمَع لَكَ، فَخُذ مَعَكَ أَيضًا واحِدًا أَوِ ٱثنَينِ، لِكَي تَقومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلى فَمِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَة.
فَإِن أَبى أَن يَسمَعَ لَهُم، فَقُل لِلبيعَة. وَإِن لَم يَسمَع مِنَ ٱلبيعَةِ، فَليَكُن عِندَكَ كَٱلوَثَنِيِّ وَٱلعَشّار.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ ما تَربُطونَهُ عَلى ٱلأَرضِ، يَكونُ مَربوطًا في ٱلسَّماء. وَكُلَّ ما تَحُلّونَهُ عَلى ٱلأَرضِ، يَكونُ مَحلولاً في ٱلسَّماء.
وَأَقولُ لَكُم أَيضًا: إِذا ٱتَّفَقَ ٱثنانِ مِنكُم عَلى ٱلأَرضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطلُبانِهِ، فَإِنَّهُ يَكونُ لَهُما مِن قِبَلِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ،
لِأَنَّهُ حَيثُما ٱجتَمَعَ ٱثنانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسمي، فَأَنا أَكونُ هُناكَ في وَسطِهِم».
التعليق الكتابي :
القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف
العظة 58
” مثل هذا الطفل “
جعلتنا قيامة المسيح نولد من جديد ببراءة الأطفال. تنبع البساطة المسيحيّة من الطفولة. فالطفل ليس في قلبه ضغينة، ولا يغشّ ولا يجرؤ حتّى على الضرب. بالتالي، فإنّ هذا الطفل الذي هو المسيحيّ لا يغضب إذا قام أحد ما بإهانته، ولا يدافع عن نفسه إذا حُرم من أمر معيّن، ولا يردّ بالضرب إذا ضُرِب… قال الربّ لتلاميذه: “إن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. فمَن وضَعَ نفسَه وصارَ مِثلَ هذا الطفل، فذاك هو الأكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات” (متّى18: 3-4). هو لم يقل “مثل هؤلاء الأطفال”، بل “مثل هذا الطفل”. لم يختَر سوى واحد، لم يقترح سوى واحد.
ومَن هو هذا الطفل الذي أعطاه مثالاً لتلاميذه؟ لا أظنّ أنّه طفل من الشعب، من زحمة الناس، فهو قدّم للتلاميذ وللعالم مثالاً عن القدسيّة. لا، لا أظنّ أنّ هذا الطفل من الشعب، بل من السماء. إنّه ذلك الطفل الذي تحدّث عنه أشعيا النبيّ: “ولد لنا طفل، ولد لنا ابن”. إنّه الطفل البريء الذي لا يعرف أن يردّ على الإهانة وعلى الضرب بالمثل، بل يردّ بطريقة معاكسة حيث يصلّي لأعدائه في عزّ آلامه: “يا ربّ، إغفر لهم لأنّهم لا يعرفون ماذا يفعلون” (لو23: 34). بالتالي، بنعمته العميقة، أفاض المسيح من هذه البساطة التي تعطيها الطبيعة للأطفال. إنّه ذلك الطفل الذي يطلب من الصغار أن يتصرّفوا مثله ويتبعوه.