القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 18 أغسطس – آب 2020 “
الثلاثاء الثاني عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيسَين الشهيدَين فلورس ولفروس
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 21-15:5
يا إِخوَة، إِنَّما ماتَ عَنِ ٱلجَميعِ، لِكَي لا يَحيا ٱلأَحياءُ لِأَنفُسِهِم فيما بَعدُ، بَل لِلَّذي ماتَ وَقامَ لِأَجلِهِم.
وَعَلَيهِ إِنّا مُنذُ ٱلآنَ لا نَعرِفُ أَحَدًا بِحَسَبِ ٱلجَسَد. وَإِن كُنّا قَد عَرَفنا ٱلمَسيحَ بِحَسَبِ ٱلجَسَدِ، فَٱلآنَ لا نَعرِفُهُ كَذَلِك.
إِذَن إِن كانَ أَحَدٌ في ٱلمَسيحِ، فَهُوَ خَليقَةٌ جَديدَة. قَد مَضى ٱلقَديمُ، وَها إِنَّ كُلَّ شَيءٍ قَد تَجَدَّد.
وَٱلكُلُّ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذي صالَحَنا مَعَ نَفسِهِ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ وَأَعطانا خِدمَةَ ٱلمُصالَحَة.
أَي إِنَّ ٱللهَ كانَ في ٱلمَسيحِ مُصالِحًا ٱلعالَمَ مَعَ نَفسِهِ، غَيرَ حاسِبٍ عَلَيهِم زَلاَّتِهِم، وَمودِعًا إِيّانا كَلِمَةَ ٱلمُصالَحَة.
فَنَحنُ إِذَن سُفَراءُ ٱلمَسيحِ، كَأَنَّ ٱللهَ يَعِظُ بِنا. فَنَطلُبُ إِلَيكُم مِن قِبَلِ ٱلمَسيح: تَصالَحوا مَعَ ٱلله.
لِأَنَّ ٱلَّذي لَم يَعرِف خَطيئَةً، جَعَلَهُ خَطيئَةً مِن أَجلِنا، لِكَي نَصيرَ نَحنُ بِرَّ ٱللهِ فيه.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 22-16:1
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما كانَ يَسوعُ ماشِيًا عَلى شاطِئِ بَحرِ ٱلجَليلِ، رَأى سِمعانَ وَأَندَراوُسَ أَخاهُ يُلقِيانِ شَبَكَةً في ٱلبَحرِ، فَإِنَّهُما كانا صَيّادَين.
فَقالَ لَهُما يَسوع: «ٱتبَعاني فَأُصَيِّرَكُما صَيّادَيِ ٱلنّاس!»
وَلِلوَقتِ تَرَكا شِباكَهُما وَتَبِعاهُ.
وَجازَ مِن هُناكَ قَليلاً فَرَأى يَعقوبَ بنَ زَبَدى وَيوحَنّا أَخاهُ، وَكانا هُما أَيضًا في ٱلسَّفينَةِ يُصلِحانِ ٱلشِّباكَ،
فَدَعاهُما لِلوَقت. فَتَرَكا أَباهُما زَبَدى في ٱلسَّفينَةِ مَعَ ٱلأُجَراءِ وَتَبِعاه.
وَدَخَلوا كَفَرناحومَ، وَلِلوَقتِ دَخَلَ ٱلمَجمَعَ في ٱلسَّبتِ وَأَخَذَ يُعَلِّم.
فَبُهِتوا مِن تَعليمِهِ، لِأَنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُم كَمَن لَهُ سُلطانٌ لا كَٱلكَتَبَة.
التعليق الكتابي :
القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
المغارة والصليب
« حانَ ٱلوَقتُ وَٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلله… فَدَعاهُما لِوَقتِهِ، فَتَركا أَباهُما زَبَدى في ٱلسَّفينَةِ مَعَ ٱلأُجَراءِ وَتَبِعاه »
إنّ طفلَ المغارة هو مَلِكُ الملوك الذي يملكُ على الحياة والموت. قال: “اتبعني”، ومن ليسَ معه فهو عليه (راجع لو 11: 23). لقد وجّه هذا الكلامَ إلينا أيضًا ووضعنا أمامَ خيار النور أو الظلمة. إنّنا نجهلُ إلى أين يريد أن يقودنا هذا الطفلُ الإلهيّ على هذه الأرض، وليس علينا أن نسأله قبلَ الأوان. يكفينا أن نعلمَ بأنّ جميعَ الأشياء تعملُ لخير الّذين يحبّون الله (راجع رو 8: 28)، وبأنّ الدروبَ التي يخطّها الربّ تسيرُ بنا إلى الحياة الأبديّة.
بتجسّدِه، وهبَنا خالقُ الجنس البشريّ ألوهيّتَه. صار الله إنسانًا لكي يصبحَ البشرُ أبناءَ الله. “ما أروع هذا التبادل!” فقد جاءَ المخلّصُ إلى العالم من أجل هذا العمل. إنّ واحدًا منّا كان قد قطعَ رباطَ بنوّتنا مع الله، فكان على واحدٍ منّا إعادةُ هذا الرباط ومحو هذه الخطيئة. وكانَ ليصعبَ على أيّ فرع من هذه السلالة القديمة والسقيمة والتي لا قيمة لها أن يُحقّق هذه المهمّة. لذا، كان من الضروري أن يُطَعَّم هذا الجذع بغرسة جديدة، وسليمة ونبيلة. فأصبح بالتالي واحدًا منّا، لا بل أصبح واحدًا معنا في الوقت عينه. هذا ما يُثير الإعجاب بالجنس البشري: أن نكون كلّنا واحدًا… لقد أتى ليُشكِّل معنا جسدًا سرّيًا: الرّب يسوع المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده ونحن أعضاؤه (راجع أف 5: 23-30).
فإذا قَبِلنا أن نضعَ أيدينا بيدَيّ الطفل الإلهيّ، وإذا أجبنا بكلمة “نعم” على طلبه “اتبعني”، أصبحنا مُلكًا له وباتَ الدربُ معبّدًا لتمرّ فينا حياته الإلهيّة. وهذه هي بداية الحياة الأبديّة فينا. ليست هذه هي رؤية الابتهاج في نور المجد بَعد، فهي لا تزال ظلمة الإيمان؛ ولكنّها ليست ظلمة هذا العالم — هي أن نكون بالفعل في ملكوت الله.